العدد 3885 - الجمعة 26 أبريل 2013م الموافق 15 جمادى الآخرة 1434هـ

باسم... ظاهرة استثنائية ثانية

سهيلة آل صفر suhyla.alsafar [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

باسم يوسف الطبيب العربي المصري الذي لمع نجمه عالياً وأصبح الظاهرة الاستثنائية الثانية بعد ظاهرة الثورات الربيعية في عالمنا العربي.

كان باسم في طريقه الى أميركا لتكملة تخصصه في جراحة القلب حينما اندلعت ثورة 25 يناير/ كانون الثاني فقرر البقاء لمشاركته في الثورة ونزوله الى ميدان التحرير لإسقاط مبارك، والحكومة الفاسدة، قرر إلغاء سفره لاهتمامه الشديد بمستقبل بلاده والحرص على ثبيت المبادئ التي قامت من أجلها الثورة من الحرية السياسية والديمقراطية...

بدأ باسم برنامجه على اليوتيوب،،، وكان شديد الصراحة في نقده للأجواء السياسية وبطريقةٍ ساخرة هزلية وخفيفة دم ،، نجح نجاحاً خارقاً في اكتساب حب الجماهير،، لبراعته في تقديم برنامجه،فتخاطفته المحطات التلفزيونية بعدها سريعاً وبدأ في محطة الـ on tv

تعلق بشغف شديد ببرنامجه،، وشهرته التي انتشرت بسرعةٍ غريبة...! وقرر حينها التخلي عن مهنة الطب التي درسها لمدة سبعة أعوام،،!

ثم أغرته بعد فترة وجيزة محطة الـ cbc للانتقال اليها والتي ضاعفت أجره إلى مليون جنيه ونصف ،،،! مع اعطائه سقفاً عالياً من الحرية فتحقق بذلك حلمه بحرية الكلمة،،!

بدأ باسم أولى حلقاته في القناة الجديدة بالنقد الساخر،، لذاته وبأنه لا يحب النقود،،! ونراه يحتضن الأكياس المليئة بالدولارات ويتساقط الذهب عليه من كل مكان،،! وأطلق على نفسه، الألقاب التي أطلقها عليه زملاؤه في غيرتهم من نجاحه السريع،،! وهم يعيِّرونه بأنه الطفل المدلل لسويرس وكلبه المحبوب وخادمه المطيع..،!

وسويرس هذا هو صاحب المحطة الفضائية الخاصة التي يعمل بها... وانتقل بعدها للإعلاميين في المحطة نفسها في تسليط الضوء على نقاط ضعفهم،، مما أغضب البعض غير عابئ بذلك،! لاعتقاده بأنه لايوجد من هو معصومٌ من الخطاء او اللوم،،، وبذلك نجح في برنامجه (البرنامج) حينما بدأ بانتقاد تصرفات الإخوان المسلمين في الحكم كما ركز بالذات على انتقاد الرئيس محمد مرسي وطاقمه الوزاري ،،! وعلى العديد من أحكامه وقراراته ،،! والبذخ في طاقم الحراسة ولما يزيد على الستين سيارة مرسيدس!!!وحتى سفراته التي كان يشحت فيها لتغطية العجز المالي لتغطية ديون مصر،،!

والملابسات التي حدثت منذ قيام الثورة وضعف الحكومة، وقلة انجازاتها والعديد جدّاً من القضايا المهمة الأخرى ،،!

وذكر في إحدى مقابلاته لأنه سعيدٌ بالحرية لما بعد الثورة وانه قد آن الأوان أن يكون النقد بدون حواجز او خوف وأن الصدق ضروري اثناء التحليل لكسب ثقة المشاهدين،،! وألا يكون تطبيق الديمقراطية على الآخرين ونسيان أنفسنا وممارساتنا في اماكن عملنا،،!

وقال انه على الاعلاميين تجنب لبس الأقنعة الزائفة والقدرة على تقبل الفكر والفكر الآخر وأنهم ليسوا معصومين من الخطأ،،! وألا يتصرفوا كالنعامة التي تخبئ رأسها في الرمال ولا ترى الا ما هو تحتها،،! وعليهم يقع نقل الخبر بكل صدقٍ وأمانة والتفاعل معه بغض النظر عن العواقب ودون تحيز،،!

إن باسم يوسف قد أثبت جدارته وفي أقل من سنتين كأحد أبرز مقدمي البرامج للعام 2013 في العالم وإن نجاحه في هذه الأرض وبأسلوب النكتة والقفشات وتمكنه من إقناع هذا الشعب بما يقوله وحبه له على رغم أنه أغنى الشعوب خفةً وظرفاً، لهو قدرة حقيقية في التمييز والذكاء والكياسة.

إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"

العدد 3885 - الجمعة 26 أبريل 2013م الموافق 15 جمادى الآخرة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 11:22 ص

      سيد نبيل

      سيدنبيل بحبك قباة سفرة

    • زائر 6 | 1:20 م

      دائما الأطباء مميزين

      مقال في الصميم للدكتورة ترينا الفرق بين معإمالة الاطباء في مصر وسحنهم وتعيبهم في البحرين ولمحرد عمل واحبهم الانساني ترى المعنى في بطن إشإعر والدكتورة ترمر الى العمق في التعإمل انسالله فهمتوها يإاخوة

    • زائر 5 | 12:23 م

      شكرا مقالة معبرة

      شكرا واصلي جهودك فالمجتمعات التواقه للحرية ولديمقراطية بحاجة إلى أمثالكم اليوم.

    • زائر 4 | 10:54 ص

      رائعة وموفقة في التحليل

      لقد استطاعت الدكتورة من وضع يدها على قيمة الأطباء الحقيقية والتي هي واحدة منهم لو انها وضعت في المناخ والتربة الصالحة لكنها عير محظوظة. وفعلا اشتقنا لكتاباتك المميرة يادكتورة وين هاي العيبة الطويلة

    • زائر 1 | 8:55 ص

      اليوم اجدت جدا

      الرجل وجد نفسه وعرف قدره فاختار حياته وهوايته ومجاله فكل انسان في داخله شيء قد يجده في رحلة حياته فينتهزه وباسم عرف مكانه ومراد نفسه ومراد الناس منه وقد قيل :الفرص تمر مر السحاب واللبيب من انتهزها في حينها واليوم انت الاسم الثاني في الكتاب وظلموك اذ جعلوك الاخيرة ترتيبا

اقرأ ايضاً