العدد 3887 - الأحد 28 أبريل 2013م الموافق 17 جمادى الآخرة 1434هـ

الإنترنت في مصر: الثورة أولاً وفرص العمل الآن؟

Common Ground comments [at] alwasatnews.com

خدمة Common Ground الإخبارية

اليوم، وبعدما يزيد على سنتين من بدء الثورة المصرية، ما زالت أعداد متزايدة من الشباب المصري تكافح لتجد فرص عمل. وبوجود عدم الاستقرار السياسي يلوح بشكل واسع، يتلقى الاقتصاد ضربةً بعد أخرى. لقد وصلت البطالة مراحل متقدمة جديدة بلغت 13 % حسب الهيئة المركزية للحشد الشعبي والإحصاءات، وعانت الأعمال التجارية بشكل كبير. إلا أنه مثلما استخدمت الإنترنت لبدء الثورة «الإلكترونية»، التي استخدمت فيها مواقع التشبيك الاجتماعي مثل الفيسبوك والتويتر كأبواق لأصوات الناشطين الشباب، فهي الآن تُستخدَم لفتح أسواق مصر وقدرات الشباب التي لم يُستَفَد منها.

تصبح التجارة الإلكترونية (بيع المنتجات وشراؤها باستخدام الإنترنت) بالتدريج وسيلة لتوفير فرص عمل جديدة للخريجين الجدد. وحسب المشاركين في مؤتمر إقليمي للتجارة الإلكترونية عُقِد الشهر الماضي في القاهرة، ينمو التسويق عبر الإنترنت في مصر بمعدل 25% شهرياً بفضل تزايد سبل الوصول إلى الإنترنت، ومواقع التشبيك الاجتماعي بشكل خاص، منذ الثورة. ويملك حوالي 31 مليون مصري اليوم (39% من مجمل السكان) سبل الوصول إلى الإنترنت، حسب وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

واليوم، أصبحت مواقع مثل Souq.com، Jumia.com، Nefsak.com و Deal’N’Deal، ضمن مواقع أخرى، أسماءً معروفة وشائعة لدى المتسوّقين المصريين. وتكشف نظرة سريعة على ديمغرافية مكاتب هذه الشركات في القاهرة أن غالبية موظفيها حديثو التخرج. وقد حصل العديد من المختصّين الشباب في التجارة الإلكترونية على التدريب لدى انضمامهم إلى هذه الشركات، التي تتطلع نحو النمو، وترنو لمساعدة موظفيها في الحصول على المهارات الضرورية.

وحتى تتسنى الاستفادة من فرصة النمو هذه، أيّدت Souq.com، أكبر منصّة للتسويق على الإنترنت في العالم العربي إنشاء أكاديمية تدريب للشباب العاملين في مجال التجارة الإلكترونية. وقد أجرت الأكاديمية، التي جرى تأسيسها بالتعاون مع «التعليم من أجل التوظيف في مصر»، أول برنامج تدريبي لها لِـ 120 طالباً في شهر فبراير/شباط هذا العام.

ويرى مسئولو Souq.com التدريب على أنه وسيلة للتعامل مع نقص شديد في الشباب المختصّين المؤهلين. ويقول المدير العام لِـ Souq.com عمر سوداوي انه سوف تشكّل الشراكة مع «التعليم من أجل التوظيف في مصر» حول هذه المبادرة الاستراتيجية «عاملاً محفّزاً لتطوير المهارات وإيجاد فرص العمل للجيل المقبل من المهنيين المصريين في مجال التكنولوجيا». وقد تم تكييف البرنامج، في المواقع، بشكل خاص للتعامل مع النقص المزمن في المهارات الضرورية في سوق العمل المصري، إذا أخذنا في الاعتبار أن أياً من الجامعات المصرية توفّر دورات متخصصة في التجارة الإلكترونية.

وتقول الرئيسة التنفيذية لِـ «التعليم من أجل التوظيف في مصر» شاهناز أحمد، أن «حوالي 80 % من المصريين من الفئة العمرية 15 – 29 سنة يعانون من البطالة، بينما يفتقر السوق إلى اختصاصيين مؤهلين في مجال التجارة الإلكترونية. ويُقصَد بالبرنامج التدريبي توفير اختصاصيين مؤهلين في مجال التجارة الإلكترونية لخدمة الشهية المتزايدة لكل شيء عبر الإنترنت». وتشرح شاهناز أحمد أن البرنامج يشكّل «سيناريو واضح يربح فيه الجميع: أصحاب العمل والموظفون والاقتصاد المصري كذلك».

ويكتسب المتدربون خبرة في التسويق والأمور اللوجستية وGoogle AdWords وإدارة سلسلة التزويد والعلاقات الإدارية والإعلام الاجتماعي وتنفيذ الطلبات والتعبئة. ولدى حصولهم على المهارات الضرورية من الدورة، قامت Souq.com بتوظيف أفضل الطلبة الذين اجتازوا الدورة بنجاح.

كذلك نشرت مبادرات مماثلة مؤخراً تعليم التجارة الإلكترونية في أنحاء مختلفة من مصر. على سبيل المثال، تم افتتاح فروع لنادٍ للتجارة الإلكترونية تحت مظلة جامعة القاهرة في ثلاث محافظات، هي القاهرة والاسكندرية وأسيوط، لتوفير تدريب متخصص للخريجين الجامعيين الجدد.

يقول محمد شوقي: «أحصل الآن على التدريب في النادي حتى أستطيع الانضمام إلى شركة تسويق على الإنترنت»، وهو خريج جامعي جديد يأخذ دورات متخصصة في النادي في مدينة الاسكندرية الساحلية. ويضيف: «مع تزايد البطالة بين الخريجين الجدد، أعتقد أن التجارة الإلكترونية سوف تساعد الاقتصاد في الوقوف على قدميه. وبما أن التجارة الإلكترونية ما زالت في بدايتها في مصر، إلا أنها تملك احتمالات نمو واسعة».

وحتى يتسنى للتجارة الإلكترونية أن تصبح أقوى تأسيساً في مصر، هناك حاجة للمزيد من مبادرات التدريب. وحسب «يورومونيتور»، مؤسسة بحوث استراتيجيات السوق الرائدة، فإن حجم التجارة الإلكترونية في مصر يتوقع أن تصل إلى 446.4 مليون دولار بحلول العام 2016. وبينما يجتذب القطاع المزيد من المتسوقين من السوق الرمادية، التي تشكل حسب تقديرات خبراء الأعمال 40 % من السوق المصرية، يمكن للتسويق المرتكز على الإنترنت والتدريب المتسع للشباب لتطوير المهارات المطلوبة أن تشكل نقطة انطلاق للنمو الاقتصادي والتنمية في مصر.

إقرأ أيضا لـ "Common Ground"

العدد 3887 - الأحد 28 أبريل 2013م الموافق 17 جمادى الآخرة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً