العدد 3893 - السبت 04 مايو 2013م الموافق 23 جمادى الآخرة 1434هـ

ام فرنسية تكافح لمساندة ابنها وزملائه السجناء في سجن جاكرتا

تركت هيلين لو توزيه عملها وعائلتها ومكان اقامتها في مدينة سافوي الفرنسية لتكون الى جانب ابنها ميكايل بلان المسجون في اندونيسيا..وبعد ذلك باثني عشر عاما اصبحت هذه الام الشجاعة مثالا للعمل من اجل مساعدة السجناء.

تنحني اكتاف هذه السيدة وهي تحمل الاغراض التي اشترتها للسجناء، من أطباق جاهزة ولوازم الحمامات، الى المجلات..وفي قيظ جاكرتا، تقفز هيلين من وسيلة نقل الى أخرى لتصل الى وجهتها.
وتستغرق الرحلة ساعتين، تصل بعدها الى السجن الذي يقبع فيه ابنها وقد اعياها التعب، لكن ابتسامة واحدة من ولدها ميكايل تنسيها عناء اليوم.
ويقول ميكايل في قاعة الزيارات في سجن جاكرتا لمراسل وكالة فرانس برس "تحضر لنا الارز والخضار المسلوقة، واحيانا البيض والسمك".
وتعكف والدة هذا السجين الفرنسي منذ اكثر من 12 عاما على تزويده بالطعام ثلاث مرات في الاسبوع على الاقل.
ويقول "لولاها، لوقعت في الانهيار المعنوي".
في العام 1999، وغداة عيد الميلاد، اوقف ميكايل بلان في مطار بالي وبحوزته 3,8 كيلوغراما من الحشيش، يقول ان صديقا له طلب منه نقلها دون ان يخبره بمحتواها، وطلب القضاء الاندونيسي له عقوبة الاعدام.
عندها تركت امه كل شيء، وهجرت زوجها وابناءها الآخرين، وعملت على تحريك الاعلام الفرنسي، ودخلت في معركة انقاذ ابنها.
في العام 2000، افلت ابنها من حكم الاعدام، وحكم عليه بالسجن المؤبد، وجرى تخفيض العقوبة في العام 2008 الى عشرين عاما.
وقررت هيلين البقاء في اندونيسيا الى جانب ابنها، لكنها ادركت ان كثيرين غيره يحتاجون المساعدة ايضا، لاسيما الاجانب الذين لا يفهمون لغة البلاد ولا يهتم به احد.
وتقول "اشتري لهم ما يريدون، وارافقهم الى المستشفى لاترجم لهم ما يقوله الاطباء".
كما انها تتابع "القضايا المنسية" في هذا البلد، ولاسيما قضايا العمال الافارقة الذين يحتجز بعضهم منذ 14 عاما في سجن الهجرة، لانهم فاقدون للاوراق الثبوتية.
وتقيم هيلين من منزل متواضع جدا في جاكرتا، ليس فيه جهاز تبريد يخفف الحر الاستوائي، ولكن فيه ثلاجتان لاغراض السجناء، ومكتبة.
ويقول جوش بنسن وهو سجين هولندي في سجن جاكرتا ان هيلين "تحضر لي احيانا علب السجائر، او الادوية التي احتاجها..انه امر مهم جدا ان تشعر ان هناك من يهتم لامرك".
وتبلغ هذه السيدة 62 عاما، وقد اعيت ملامح وجهها هذه السنوات الطويلة في جاكرتا، لكنها لا تسمح لنفسها بالتراجع او الوهن في هذه المعركة المستمرة.
وقد اصبح ممكنا الافراج عن ابنها منذ شباط/فبراير 2012 لانه امضى ثلثي العقوبة، لكنه ما زال وراء القضبان.
ويقول "كل زملائي الاندونيسيين يخرجون الا انا".
ففي حال الافراج عنه، سيكون هذا الافراج مشروطا، اي انه يجب ان يبقى في اندونيسيا، في الوقت الذي ترفض السلطات منحه اقامة على اراضيها.
يقول ميكايل انه طلب من امه مرارا ان تتركه وتعود الى حياتها، "فهي هكذا مسجونة معي".
لكن الام تقول انها ليس من النوع الذي يستسلم بسهولة، وهي تعد العدة لاستقبال ابنها يوم خروجه من السجن.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً