موجة السرايات التي هبّت على الكويت قبل ليلتين ، مصحوبة بعواصف رعدية وأمطار وغبار، خلفت وراءها جملة من الأحداث، أبرزها شلل تام للموانئ البحرية لساعات، وتحويل رحلة جوية قادمة من القاهرة إلى البحرين، فيما تحول المطار إلى كتلة من الغبار، الأمر الذي كشف عدم القدرة على التعامل مع هذه الأجواء.

وفي موازاة ذلك، كان الإرباك المروري سيد الموقف في كل المناطق والشوارع، لا سيما الشمالية منها، وقد استغل بعض المستهترين سقوط الأمطار المصحوبة بغبار لإجراء استعراضات في دوارات المناطق.
فيما أعلن الخبير الفلكي صالح العجيري عن استمرار السرايات حتى 17 مايو / أيار الجاري، موضحا أن موجة السرايات جاءت في موعدها، وتعتبر أخف ضررا من العام الماضي.
وبحسب صحيفة القبس الكويتية، فقد أوقفت العاصفة الرعدية والأمطار والغبار التي ضربت البلاد مساء أمس الأول - بسبب «السرايات» - حركة الملاحة البحرية في موانئ البلاد، وتحويل رحلة جوية قادمة من القاهرة إلى البحرين، في حين شهدت مناطق البلاد إرباكا مروريا في جميع المناطق والشوارع الرئيسية، في حين استغل بعض الشباب المستهترين سقوط الأمطار المصحوبة بغبار في إجراء «الاستعراض» في دوارات المناطق.
وذكر الخبير الفلكي صالح العجيري لـ "القبس" ان الوضع الحالي من هبوب للرياح المحملة بالأتربة المسببة للعواصف الرملية الخفيفة مع نزول أمطار متفرقة خفيفة، غير مستغرب في موسم السرايات، مشيراً إلى أن الأوضاع الجوية في مثل هذا الوقت قد تستقر لمدة يومين، إلا أن التقلبات الجوية تعود من جديد.
وبيّن أن مبعث أمطار «السرايات» غيوم ركامية على شكل أنصاف دوائر، تنشأ محليا وتكون غالبا مسائية، وتكون حبة المطر فيها كبيرة ومتفرقة، وتهطل في أماكن من دون أخرى، مشيرا إلى أن السرايات تعصف وتتلاشى فجأة ولا تدوم طويلا.
وأكد أن أمطار السرايات تعود إلى عدم استقرار الطقس، حيث يصاحبها أحيانا قصف الرعد ووميض البرق، مضيفا انه إذا كانت الحرارة السطحية مرتفعة فإنها ترتفع إلى الأعالي، وربما يتكثف المطر ويجمد وينزل بردا.
وعلى صعيد الملاحة البحرية أعلن ناظر رسو ميناء الشويخ الكابتن موسى بهبهاني ان موانئ البلاد الثلاثة (الشويخ، الشعيبة، الدوحة) قد توقفت بسبب الغبار وانعدام الرؤية الأفقية البحرية، في حين اشتدت سرعة الرياح التي وصلت إلى 35 عقدة بحرية.
وقال بهبهاني ل‍ــ القبس إن سوء الأحوال الجوية أدى إلى تعطيل عملية دخول سفينة واحدة في منطقة انتظار السفن خارج الميناء لحين تحسن الظروف الجوية، ليتسنى لها الدخول إلى الميناء، بينما توقفت سفينتان كانتا تستعدان لمغادرة الميناء، موضحا ان توقف العمل استغرق ساعتين فقط، منذ الساعة الثانية عشرة ولغاية الساعة الثانية من صباح أمس.
وذكر ان عمليات المناولة والتفريغ سارت بشكل طبيعي بعد تلاشي الغبار، موضحا ان طواقم العمل في مثل هذه الحالات تقوم باتخاذ الإجراءات الاحترازية لأمن وسلامة السفن والأرصفة والميناء.
ومن جانبه، قال مدير إدارة العمليات في مطار الكويت الدولي عصام الزامل ل‍ــ القبس إن مدى الرؤية الأفقية تدنى إلى اقل المستويات، نظرا الى وجود هبات من الرياح المحملة بالغبار، الأمر الذي دفع إدارة الطيران المدني إلى اتخاذ مجموعة من الإجراءات والاستعدادات، بما فيها توجيه رحلة إلى مطار البحرين.
وأضاف الزامل ان إدارة العمليات في المطار قامت بتحويل رحلة طيران الجزيرة القادمة من القاهرة رقم 539 إلى مطار البحرين الدولي، موضحا ان موعد هبوطها في مطار الكويت الدولي كان عند الساعة الــ 12.40 صباح أمس، إلا إنها وبعد ساعة ونصف عادت إلى الكويت مرة أخرى بعد تحسُّن الأحوال الجوية.
وذكر العجيري ان موسم نزول البرد في الكويت كما هو معلوم، يكون في أواخر فصل الربيع وأول فصل الصيف، حيث امتزاج الفصلين، ويستبشر الناس بمشاهدة سقوط البرد على الأرض وسماع صوته، لكنه لا يلبث أن يذوب بسرعة.
أكد العجيري أن مصطلح «السرايات» جاء نتيجة أن موجة تقلب الأجواء «تسري بصورة مفاجئة»، موضحا أنها غالبا ما تأتي هذه الموجة في الليل.
وبعد موجة الغبار تحوّل مطار الكويت الدولي من الداخل إلى كتلة من الغبار الذي كشف عدم القدرة على التعامل مع هذه الأجواء، لا سيما إن المطار يمثل واجهة البلاد.