بحث مسئولو التعلم عن بعد بجامعات ومؤسسات التعليم العالي بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في اجتماعهم الثالث عشر الذي نظمته جامعة البحرين اليوم الاثنين (6 مايو / أيار 2013) تعظيم الاستفادة من التجارب العالمية والإقليمية في التعلم الإلكتروني والتحول إلى التقنية الخضراء عبر تطبيق هذا النوع من التعلم.

وعقد الاجتماع في فندق كراون بلاز بحضور نحو 20 مسؤولاً عن التعليم عن بعد في جامعات بدول الخليج العربي الست، وقد تصدرته كلمتان ترحيبيتان الأولى لنائب رئيس جامعة البحرين للبرامج الأكاديمية والبحث العلمي خالد بوقحوص، والثانية لمستشار رئيس الجامعة للتعلم الإلكتروني وتكنولوجيا المعلومات إيشاع بنت محمد آل خليفة.

وقال بوقحوص: "إن أهمية الاجتماع تنبعث من أهمية التعليم والتعلم عن بُعد الذي أصبح من الوسائل المهمة في تطوير المقررات والجامعات والمؤسسات"، مضيفاً: "لا أظن أن هنالك جامعة خليجية أو عربية في عالم اليوم تخلو من مركز للتعلم الإلكتروني أو التعلم المستمر أو التعليم عن بُعد".

ونوه إلى أن العالم يشهد قفزات كبرى في مجال تقنيات التعلم الإلكتروني، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن هذه التقنيات تدرّ مليارات الدولارات على الشركات المتخصصة في هذا المجال.

وأشاد بوقحوص بمنجزات اللجنة على مدار اجتماعاتها وما تمخض عنها من قرارات، مثل: الجائزة الخليجية للمحتوى الإلكتروني، وتأليف كتاب عن التعلم الإلكتروني لعله من أوائل الكتب العربية التي ألفت في هذا المجال، معرباً عن ثقته في قدرة اللجنة على إطلاق مشروعات مثمرة عدة في مجال التعلم عن بعد.

ويهدف التعلم عن بعد إلى تحقيق عدة أهداف، منها: استغلال الموارد المتوافرة في الجامعات وتطبيقها في البرامج الأكاديمية، ومواكبة التطورات الجديدة في مجال تقنية المعلومات والاتصالات وبرامج التعليم عن بعد.

وأشار نائب رئيس الجامعة إلى أن جامعة البحرين خطت خطوات متقدمة في مجال التعلم الإلكتروني "فغالبية المقررات الدراسية مطروحة إلكترونياً"، وقد استطاع مركز زين للتعلم الإلكتروني في جامعة البحرين منذ إنشائه في العام 2004 ترسيخ قدمه كأحد مراكز التعلم الإلكتروني المتطورة في المنطقة.

ومن جهتها، نوهت إيشاع بنت محمد آل خليفة إلى أن اجتماع اللجنة يأتي قبيل انطلاق المؤتمر الدولي الرابع للتعلم الإلكتروني، مؤكدة أن هذه الاجتماعات والمؤتمرات تشكل عاملاً رديفاً للبحث العلمي والتطوير الأكاديمي وتحقيق الجودة في التعليم. وقالت: "لقد تابعت باهتمام توصياتكم السابقة التي ترجمت بصورة مشرفة إلى مبادرات وقرارات تنم عن إدارك حقيقي ووعي صائب بأهمية نشر الثقافة الإلكترونية في جامعات خليجنا العربي".

وأعربت عن سعادتها بتحقيق توصيات عدة لاسيما توصيتين مهمتين، هما: اعتماد مركز زين للتعلم الإلكتروني مركزاً إقليمياً للتدريب في مجال التعلم الإلكتروني، وجائزة الأمانة العامة لدول مجلس التعاون للتميز في تصميم وتطوير المقررات الإلكترونية.

وأعلنت إيشاع بنت محمد أن مركز زين للتعلم الإلكتروني بدأ في تنفيذ خطط طموحة لزيادة عدد الدورات التدريبية المتخصصة في مجال التعلم الإلكتروني، وربط المساقات بالكتاب الإلكتروني الذي يبرع فيه الناشرون العالميون، مما سيزيد التوظيف الفعال للتعلم الإلكتروني.

وعن الجائزة التي يستضيف مركز زين للتعلم الإلكتروني في الجامعة أمانتها العامة قالت: "نتمنى أن تستمر الجائزة وتتطور لتشمل جامعات دول الخليج العربية كافة".

وبحث المسئولون خلال الاجتماع توصيات ومقترحات عدة من أهمها: تحديد المعايير اللازمة لتحقيق مستوى الجودة في برامج التعليم عن بعد، وتشكيل لجنة لصوغ تصور شامل لمقترح إنشاء جامعة إلكترونية تضم الجامعات الأعضاء، وحث الأعضاء على تبادل المقررات الإلكترونية.

وينطلق في العاشرة من صباح اليوم المؤتمر الدولي الرابع للتعلم الإلكتروني الذي تنظمه جامعة البحرين برعاية من سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس لجنة تطوير التعليم والتدريب رئيس اللجنة العليا لتقنية المعلومات والاتصالات. ويحمل المؤتمر عنوان: "أفضل الممارسات في إدارة وتصميم المقررات الإلكترونية وتطويرها؛ معايير التميز والإبداع".

ومن جهته، أكد رئيس مشروع التعليم الإلكتروني في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب بدولة الكويت جابر المنيفي أن هذه الاجتماعات تدلل على أن قطار مشروعات التعلم الإلكتروني يمضي قدماً، مشيراً إلى أن "من أحسن محاسن هذه الاجتماعات أنها تطلع المشاركين على التجارب المختلفة، وتساعد على تطوير المشروعات المتعلقة بالتعلم الإلكتروني في الدول الخليجية كافة". وأعرب المنيفي عن تفاؤله بأن تستطيع اللجنة تدشين المزيد من المشروعات في سبيل مواكبة التطورات الجديدة في ميدان التعلم الإلكتروني.