العدد 3894 - الأحد 05 مايو 2013م الموافق 24 جمادى الآخرة 1434هـ

روسيا والصين تعبران عن قلقهما بعد هجمات إسرائيلية على سوريا

عبرت روسيا والصين عن قلقهما اليوم الاثنين (6 مايو/ أيار 2013) من التداعيات الاقليمية للغارتين الجويتين اللتين شنتهما إسرائيل على سوريا في حين هونت إسرائيل من الهجمات التي قال مسؤولوها انها استهدفت صواريخ إيرانية كانت في طريقها إلى حزب الله اللبناني.

وارتفعت أسعار النفط صباح اليوم الاثنين إلى ما يزيد عن 105 دولارات للبرميل الواحد وهو أعلى سعر منذ قرابة شهر في حين اثارت الضربات الجوية التي وقعت يومي الجمعة والأحد المخاوف من ان يؤثر اي اتساع لنطاق الحرب الدائرة في سوريا على صادرات نفط الشرق الأوسط.

وسعت إسرائيل التي بدأ رئيس وزرائها زيارة للصين ليعطي انطباعا بأن الامور تسير كالمعتاد إلى إقناع الرئيس السوري بشار الأسد اليوم بأن الغارات الجوية لم تستهدف إضعافه ونفت إحتمال حدوث تصعيد.

وقال يائير جولان قائد القوات الإسرائيلية على الجبهتين السورية واللبنانية للصحفيين بينما كان يتريض ركضا مع جنود "لا توجد رياح حرب."

ونقل عنه موقع معاريف ان.ار.جي الإخباري على الانترنت قوله "هل ترون توتر؟ ليس هناك توتر. هل أبدو أمامكم متوترا؟"

وقال سكان ونشطاء ومصادر عسكرية بالمعارضة السورية إن الهجمات أصابت اهدافا تحرسها قوات النخبة التابعة للأسد في وادي نهر بردى وجبل قاسيون.

وأضافت المصادر إن من بين الأهداف مجمعا له صلة ببرنامج الأسلحة الكيماوية السورية ودفاعات جوية ومنشآت للحرس الجمهوري.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن ما لا يقل عن 42 جنديا قتلوا واعتبر 100 اخرون في عداد المفقودين في حين ذكرت مصادر اخرى بالمعارضة ان عدد القتلى 300 جندي. وقالت روسيا انها تشعر بالقلق من زيادة احتمال حدوث تدخل عسكري أجنبي في سوريا وأشارت إلى أن بواعث قلقها ترجع جزئيا إلى تقارير إعلامية عن مزاعم باستخدام أسلحة كيماوية في الصراع الذي سقط خلاله أكثر من 70 ألف قتيل.

وقال الكسندر لوكاشيفيتش المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية عن الضربات الجوية انها مثار "قلق خاص". وأضاف "تصعيد المواجهة المسلحة أكثر يزيد خطر خلق مناطق توتر جديدة بالإضافة إلى سوريا ولبنان وزعزعة استقرار الاجواء الهادئة نسبيا حتى الان على الحدود اللبنانية الإسرائيلية."

واتهمت حكومة الأسد إسرائيل بمساعدة "إرهابي" تنظيم القاعدة بشكل فعلي وقالت إن هذه الهجمات تفتح الباب أمام كل الاحتمالات.

وأضافت أن كثيرا من المدنيين قتلوا.

ولم تقر إسرائيل رسميا بتنفيذ الهجمات لكنها نشرت بطاريات صواريخ اضافية لاعتراض الصواريخ في الشمال.

وقال مسؤولون إسرائيليون انه مثلما حدث بعد هجوم مماثل في نفس المنطقة في يناير/ كانون الثاني فهم لا يعتقدون ان يدخل الأسد في مواجهة مع إسرائيل ذات التسليح الجيد في الوقت الذي ينشغل فيه بمصيره.

ويقول محللون عسكريون إن سوريا لن تستطيع مجاراة إسرائيل في أي مواجهة.

لكن دمشق بما لها من تأثير على حزب الله يمكن أن تفكر في شن هجمات بالوكالة عبر لبنان.

وقال مسؤولون إسرائيليون إن الغارتين ليس لهما اي صلة بالحرب الاهلية في سوريا لكنهما استهدفتا منع حزب الله الحليف لإيران من الحصول على اسلحة لضرب إسرائيل إذا ما هاجمت تل ابيب المواقع النووية الإيرانية.

وتنفي إيران اتهامات إسرائيل والغرب بانها عاقدة العزم على اكتساب القدرة على انتاج اسلحة نووية وهو نزاع قائم منذ فترة طويلة ويهدد الان بالتشابك مع الصراع الدموي في سوريا. ونفت طهران ان يكون الهجوم الإسرائيلي استهدف أسلحة لها ولم يصدر اي تعليق من حزب الله.

وحثت الصين التي يزورها نتنياهو على ضبط النفس دون الإشارة إلى إسرائيل بالاسم.

وأعاقت موسكو وبكين الحليفتان للأسد اجراءات مدعومة من الغرب ضد الأسد في مجلس الامن التابع للامم المتحدة.

وقال مسؤول أمريكي ان من المقرر ان يجتمع وزير الخارجية جون كيري مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين غدا الثلثاء لمعرفة ما اذا كان بالامكان اقناع موسكو بدعم جهود التوصل لحل سياسي في سوريا.

وقالت الامم المتحدة في أعقاب الضربات الجوية إن الأمين العام للمنظمة الدولية دعا كل الاطراف "للتصرف بشعور بالمسؤولية لمنع تصاعد الصراع وهو بالفعل صراع مدمر وبالغ الخطورة."

وبدأ الجيش في تركيا وهي أحد أشد المنتقدين للرئيس السوري وتستضيف اكثر من 400 الف لاجيء من الصراع المندلع في سوريا مناورات عسكرية لمدة عشرة ايام في قاعدة قريبة من الحدود.

واذكى العنف في سوريا توترات اقليمية اوسع نطاقا بين إيران الشيعية والدول العربية السنية وبعضها حلفاء مقربون للغرب. وقال السناتور الجمهوري البارز جون مكين امس الأحد إن الضربات الجوية الإسرائيلية قد تزيد الضغط على واشنطن للتدخل في سوريا رغم ان الرئيس الأمريكي باراك اوباما يقول انه لا ينوي ارسال قوات برية إلى هناك.

وبعد غارة الجمعة دافع أوباما عن حق إسرائيل في منع "منظمات ارهابية مثل حزب الله" من الحصول على أسلحة. وقال مسؤول مخابراتي أمريكي امس الأحد انه لم يتم اعطاء الولايات المتحدة اي تحذير قبل الضربات الجوية في سوريا.

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 4:52 م

      متى الرد؟

      متى الرد السوري الذي يشفي الغليل ؟ سئمنا الانتظار يا البطل الرئيس بشار
      ألم يحن الزمان والمكان المناسبين للرد ؟

اقرأ ايضاً