العدد 3898 - الخميس 09 مايو 2013م الموافق 28 جمادى الآخرة 1434هـ

في ضيافة السفير... في يوم لا يصادف موعده

رملة عبد الحميد comments [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

لبت الحكومة والمعارضة معاً في البحرين دعوة السفير الأميركي للاحتفال بالذكرى الـ 237 لاستقلال الولايات المتحدة التي تصادف الرابع من يوليو، لكن الدعوة على ما يبدو كانت سابقةً لأوانها، ولم تترك مجالاً لمن أرادوا أن ينفذوا قرارهم بوقف تدخلات السفير الأميركي في شئون البحرين، ولا البرلمان أن يزداد شططا.

اللقاء جاء بعد ساعات من تصريح المتحدثة الرسمية باسم الحكومة أن «مجلس الوزراء وافق على الاقتراح المقدّم من مجلس النواب بشأن قيام الحكومة بوقف تدخلات السفير الأميركي توماس كراجيسكي في الشأن المحلي البحريني». وأشارت إلى أن هذه الإجراءات هدفها تحديداً «وقف لقاءاته المتكررة مع مثيري الفتنة في البحرين». ورداً على ذلك أكد السفير في كلمته على مبدأ الشراكة: «نحن ملتزمون ببناء هذه الشراكات الحيوية وتعميق العلاقات الأميركية البحرينية المتميّزة القائمة على الاحترام المتبادل وتاريخ طويل من المشورة بين الأصدقاء».

أصبح استخدام السفراء سياسة استراتيجية لكثير من الدول مع مطلع القرن السابع عشر وتحديداً في مؤتمر فيينا العام 1815، الذي أضفى الطابع الرسمي لنظام رتبة الدبلوماسية بمقتضى القانون الدولي والذي ينص على أن «السفراء هم دبلوماسيون من أعلى رتبة، يمثلون رسمياً رئيس الدولة»، إذ تعتبر الدبلوماسية أداة رئيسية من أدوات تحقيق أهداف السياسة الخارجية.

والسفارة عرفٌ قديمٌ عرفه العرب قبل الإسلام، إذ كانت السفارة وظيفةً عرف فيها عن بني عدي، من بطون قريش، وكانت مهامهم توجز في تبليغ الإنذار قبل البدء في القتال وتسوية المسائل المتعلقة بالهدنة والصلح وتبادل الأسرى وتحريرهم بعد انتهاء الحرب. وكانت إيطاليا أول من استخدمت نظام السفير في أوروبا العام 1300، وذلك لجمع المعلومات وحماية الولايات الايطالية الضعيفة.

مع حلول القرن العشرين، وهو عصر الجماهير، انتهى ما يعرف بالدبلوماسية السرية، وانبثقت الدبلوماسية المكشوفة، وأصبح السفير علامةً بارزةً للعلاقات الدولية، ولم تستثني البحرين والولايات المتحدة الأميركية من ذلك، توماس كراجيسكي، وهو السفير الحالي للولايات في البحرين، قد عمل سفيراً للولايات المتحدة لدى اليمن منذ العام 2004 إلى 2007، وفي عامي 2008 و2009 شغل منصب المستشار السياسي للسفير بول بريمر في سلطة التحالف المؤقتة في بغداد. وقبل قدومه للبحرين خاطب الكونغرس الأميركي في جلسة استماع للقبول بتعيينه سفيراً في البحرين، إذ قال انه «سيحض الحكومة البحرينية على استمرار الحوار الوطني، لكنه سيراقب سيرها في هذا المجال». كما أشار إلى انه «سيهتم بالعمل مع المنظمات الحقوقية المدنية البحرينية بالإضافة للأجهزة الحكومية، وسيعمل على تدعيم عمل ونشاطات البرنامج الأميركي لتدعيم الديمقراطية في البحرين».

أصبحت السفارة الأميركية جزءًا من الحل البحريني، وكأنه عودةٌ للتاريخ حين كان المعتمد البريطاني ومقره دار الاعتماد بالمنامة ملجأً لحل النزاع وموطن للقرار، وأصبح التنسيق مع السفارة أمراً مهماً لكل الأطراف، إذ تتبنى السياسة الخارجية الأميركية عمل السفير خارج السفارة، ليكون بمثابة من يمثل سياسة حكومته بشكل فعلي. فالمنصب الدبلوماسي هو الوحدة الأساسية في تسيير العمل الدبلوماسي في الخارج الأميركي، لذا استلزم وضع معايير خاصة لكل من يمسك بزمام الدبلوماسية الأميركية في الخارج، فكان من ساهم في بناء الوضع القائم في العراق حالياً، صالحاً ليكون سفيراً للمنامة في عقلية الساسة الأميركان. لكن ذلك لا يدعو أن يكون الحل متشابهاً، إنما يدعو أن تكون الصلة مع السفارة واردةً، إما الحديث بين حين وآخر عن وقف تحركات السفير هو مجرد حديث خارج التغطية، لأنهم أول من يعرف إن السفارة هي دار الاعتماد، وأن مهاجمة المعارضة على الاقتراب من السفارة هو أيضاً حديث من يرى العمل السياسي في البحرين بعين واحدة. ربما نختلف، لكن التفكير خارج الصندوق هو الأجدى في هذه المرحلة.

إقرأ أيضا لـ "رملة عبد الحميد"

العدد 3898 - الخميس 09 مايو 2013م الموافق 28 جمادى الآخرة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 3:23 م

      السفارة !

      ما و رايك في جماعة السفارة ووا هو الموقف الشرعي منهم

    • زائر 1 | 10:25 م

      لامبدا ولامصدقية لهم من يصرح هكذا تصريحات

      هم ....يعرفون بان امريكا هي الضمانة لنا في اي مشكلة خارجية تهددنا وبماان مشكلتنا اصبحت معقدة فعليه اطلب من النواب التخفيف من الهجوم على السفير وامريكا لانهم يعرفون جيدا من ان مايقلونه ستكون مضاره كبيره على البلد وادعوهم للرجوع لمقابلة جلالة الملك المفدى للصحفية الامريكية من قبل كم يوم ليعرفون بانهم وغيرهم لن يستطيعوا دق اسفين بين بلدينا.

اقرأ ايضاً