العدد 3899 - الجمعة 10 مايو 2013م الموافق 29 جمادى الآخرة 1434هـ

اقبال كبير على الانتخابات التشريعية في باكستان رغم اعتداءات اوقعت 17 قتيلا

ا ف ب
ا ف ب

بدات عملية فرز الاصوات في باكستان مع حلول مساء السبت (11 مايو/ أيار 2013) في ختام عملية انتخابية تاريخية لتعزيز الديموقراطية تميزت بمشاركة قوية من الناخبين الذين تحدوا تهديدات حركة طالبان واعمال عنف اسفرت عن سقوط 18 قتيلا.

واقفلت صناديق الاقتراع عند الساعة 18,00 بالتوقيت المحلي (13,00 تغ) اي بعد ساعة من الوقت المحدد ذلك ان اللجنة الانتخابية مددت مهلة التصويت بسبب الاقبال الكبير والتاخير في فتح بعض صناديق الاقتراع.
واعلن مسؤول كبير في اللجنة الانتخابية لفرانس برس ان "نسبة المشاركة مشجعة" ظهر اليوم اذ بلغت 30%، متوقعا ان تقارب 60% في ارتفاع كبير مقارنة باخر انتخابات جرت في 2004 وكانت فيها نسبة المشاركة 44%.
وبعد فوز الاحزاب التقدمية والعلمانية العام ،2008 يراهن معظم المراقبين على فوز الرابطة الاسلامية (وسط يمين) التي يتزعمها نواز شريف صاحب معامل الفولاذ المتحدر من النخبة التقليدية والذي سبق وتولى رئاسة الوزراء مرتين في التسعينات.
غير ان النتيجة التي ستحققها حركة الانصاف بزعامة نجم رياضة الكريكت السابق عمران خان الذي اثار المفاجأة واستقطب الاضواء في الحملة الانتخابية، تثير تكهنات لا سيما انه استفاد من تعاطف كبير منذ ان سقط عن ارتفاع عدة امتار في حادث اثناء مهرجان انتخابي هذا الاسبوع وكسر عددا من فقرات عموده الفقري.
وقال عبد الستار (74 عاما) لوكالة فرانس برس وقد جاء يصوت في الصباح الباكر في اسلام اباد رغم انه يعاني من صعوبة في الوقوف "نريد تغييرا، لم نعد نحتمل هؤلاء السياسيين الذين يعودون في كل مرة الى السلطة ولا يقومون باي شيء من اجل البلاد. سوف اصوت لعمران خان لانه شاب ومفعم بالحيوية ويريد تغيير الامور باستئصال الفساد".
ودعي اكثر من 86 مليون باكستاني لانتخاب نواب الجمعية الوطنية والمجالس الاقليمية الاربعة.
وتعتبر هذه الانتخابات تاريخية لانها ستتيح لحكومة مدنية اكملت ولايتها من خمس سنوات تسليم الحكم الى حكومة اخرى مدنية ايضا للمرة الاولى في هذا البلد الذي استقل في 1947 ويبقى تاريخه مطبوعا بالانقلابات العسكرية.
وسقط اكثر من 130 قتيلا خلال حملة انتخابية اعتبرها المراقبون الاكثر دموية في تاريخ البلاد وتبنت معظم اعتداءاتها حركة طالبان الباكستانية التي تعارض العملية الديموقراطية التي يعتبرونها "غير اسلامية".
وتوعدت حركة طالبان الباكستانية بسلسلة من الهجمات في هذا اليوم الحاسم بالنسبة للديموقراطية في باكستان حيث انتشر اكثر من 600 الف عنصر من قوات الامن لحماية مراكز الاقتراع. ومع ذلك انفجرت عبوة اولى في كراتشي (جنوب) بعد ساعتين على بداية الاقتراع.
واستهدف الاعتداء مرشحا من حزب عوامي الوطني العلماني وهو من الاهداف المفضلة لحركة طالبان التي سارعت الى تبنيه، واسفر عن سقوط 11 قتيلا على الاقل بينهم طفل في سن الثالثة، و36 جريحا، كما افادت مصادر استشفائية.
وفي ولاية بالوشستان المضطربة (جنوب غرب) سقط ستة قتلى بينهم عنصران شبه عسكريين في اعتداءات مختلفة لترتفع حصيلة القتلى في اعمال العنف الانتخابية السبت الى 18 قتيلا.
وفي الشمال الغربي انفجرت عبوة اخرى امام مركز اقتراع نساء في بيشاور فاصيب ثمانية اشخاص كما اعلن اطباء بينما انفجرت عبوة ثالثة متوسطة القوة في مردان قرب بيشاور فاصيب اربعة اشخاص بجروح.
وصرح التاجر سهيل احمد من بيشاور لفرانس برس "امضينا سنوات تحت وقع التهديدات الارهابية، لكننا اليوم قررنا وضع حد نهائي لاجواء الخوف".
ويتوقع ان تصدر النتائج الاولى مساء السبت واذا لم يحصل الحزب الذي سيتصدر النتائج على اغلبية المقاعد، فبامكانه تشكيل ائتلاف، لكنه اذا لم يتمكن فسيفسح في المجال امام الذي يليه في نظام يتيح العيد من امكانيات التحالف التي قد تكون احيانا غير متوقعة.
وقد يتولى نواز شريف منصب رئيس الوزراء للمرة الثالثة بعد فترتي 1990-1993 و1997-1999 عندما اطاح به انقلاب عسكري.
وقد ايد كل من نواز شريف وعمران خان فكرة الحوار مع طالبان في محاولة لوضع حد لاعمال العنف وانتقدا غارات الطائرات الاميركية بدون طيار التي تستهدف الاسلاميين في شمال غرب البلاد.
لكنهما لم يوضحا كيف سيعمدان الى ذلك من اجل ارساء السلام من دون اثارة استياء واشنطن اكبر الجهات المانحة.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً