العدد 3912 - الخميس 23 مايو 2013م الموافق 13 رجب 1434هـ

كشكول مشاركات ورسائل القراء

بين الحرية والحتمية

أحياناً هناك بعض المفاهيم التي باتت مترسخة بدواخلنا، نحاول أن نغيرها وفق الأنماط التي نعيشها، وتكون وتتغير لأن كل ذلك باختيارنا، وهذا عكس ما جاء به الفيلسوف الإعلامي مارشال مكلوهان حيث تحدث بنظرية الحتمية التكنولوجية التي جاء في نصها: أن الناس والمجتمعات لا تختار أفكارها بحرية وإنما تتكون هذه الأفكار عند الأفراد والجماعات عبر التاريخ كانعكاس لوسائل الاتصال المنتشرة في عصرهم، وتبعاً لذلك تتغير أفكار الأفراد والجماعات تبعاً لتغير وسائل الاتصال.

وأنا ضد هذه النظرية تماماً، حيث إن الطبيعة البشرية تجعل من الفرد أن يختار أفكاره وفقاً لمعايير ترتبط به لوحده، فالإنسان غير مكبل بجمادات كوسائل الاتصال، ولا يخضع للعبودية لتلك الوسائل، وإنما يختار الوسيلة التي تترجم أفكاره هو فقط، لا الوسيلة التي تختار كما جاء في نص الحتمية التكنولوجية.

فالعبور على جسر التطور هذا، الفرد والجماعات هم وحدهم من يحددوا أن يسيروا فيه، لا إجبار ولا تقييد لحريتهم.

تتسارع خطواتنا نحو هذا التطور وحين نصل نقف نتأمل هذه الوسائل، هل ستخدم أفكارنا، مبادئنا، إن كان نعم فسنمضي في الطريق نردد أنشودة العولمة، وإن كانت ستقيد حريتنا وستتحكم بجزيئات حياتنا فسنتركها ونرحل حيث نمضي بعيداً عنها.

هكذا هم نحن، لا تكبيل لحريتنا، ولا تقييد لأفكارنا، ولا سجن لمعتقداتنا، فأفكارنا نحن من نصنعها ونحن من نحركها، فهي ليست دمية تستمد طاقتها من الفيسبوك، وليست جماداً يتلون من تويتر!

ولا حتى كيان بيولوجي يحتاج لانستغرام كي يكون متفاعلاً، فنحن نأخذ طاقتنا وألوان حياتنا وتفاعلنا ونبضنا بحرية.

أما نظرية مارشال مكلوهان ما هي إلا أسطر كان يعتقد بها، ولكننا نفند «ننكر» كل ما جاء في نصها، فالحرية في الأفكار نحن من نقررها، لا تلك الوسائل.

دعاء الغديري


الفنان بين نزعة الفن ومؤسسة الزواج

في أحد حواراته؛ يكرر زياد الرحباني أن مؤسسة الزواج يجب إعادة بنائها بصيغة أخرى أكثر عدالة، وتشبع حاجات الطرفين، وتلائم طبيعة هذا العصر الذي نعيش فيه؛ ولعل هذه العبارة توجز بشكل دقيق تجربة الفنان والمبدع من هذه المؤسسة التي تتجاوز كل هذه العصور من دون أن تخضع لمعطيات كل مرحلة حضارية.

الزواج هو التهديد الأخطر لتجربة أي مبدع، وخاصة في تلك المجتمعات التقليدية التي تغيب فيها كل قيم الفردانية والاستقلال، وخصوصاً أنه كمبدع يضع كل ثقله في مساءلة هذه الأطر التقليدية الراسخة وتفكيكها وربما هدمها.

وما يتفرد به المبدع والكاتب عموماً مسألة التمرد والأنانية في حماية أمنه النفسي والعاطفي، وحالته المزاجية التي هي دائماً موضع تهديد اجتماعي، فالعزلة والانشقاق على التقاليد العامة سمة أصيلة في المبدع، وكل انخراط في نظام اجتماعي هو بمثابة ورطة كبرى ستحد من استقلالية المبدع أو الفنان وتضعه تحت سقف الشروط الاجتماعية العامة وتذهب بجوهره الأصيل الذي يتمثل في صناعة التمرد المستمر بروح تسعى إلى إيجاد حلولها الخاصة وخلاصها الفردي.

وسأختم بتجربة تتجاوز كل هذه المحاذير باعتبارها تجربة مؤسسة زواج استثنائي تجاوز القوالب التقليدية في هذه المسألة، حيث يقول الماغوط عن سنية صالح: «في حياتي كلها لم أتفق معها، نحن من عالمين مختلفين رغم تشابه ظروفنا، عالمها رومانسي حالم روحاني صوفي، بينما كان عالمي يغوص في الوحل والأرصفة والشوارع والبول والقسوة والسكر والعربدة، ومع ذلك كانت حياتنا جميلة، ثلاثين سنة وهي تحملني على ظهرها كالجندي الجريح، وأنا لم أستطع أن أحملها بضع خطوات إلى قبرها، إنها «يتيمة الدهر» وكل الدهور».

وقد كان يقول بما يشبه الاعتذار: «سنية شاعرة كبيرة لم تأخذ حقها... ربما آذاها اسمي، فقط طغى على حضورها وهو أمر مؤلم جدّاً».

زينب العلوي


حسن كمال... شخصية وطنية نفتخر بها

هناك من الشخصيات المخلصة تعيش على أرض الوطن تعمل بإخلاص لله سبحانه وتعالى وتخدم المجتمع، وإحدى تلك الشخصيات الوطنية التي عرفناها منذ زمن هو حسن إبراهيم كمال الذي يشغل منصب رئيس مجلس إدارة جمعية البحرين الخيرية، إن هذا الرجل مواقفه مشرفة لا تنسى وعطاؤه متواصل لن يتوقف بإذن الله تعالى، فهو رمز ومنهاج للعمل التطوعي الذي يخدم فئة كبيرة من المواطنين في جميع دور رعاية الوالدين ودور المسنين، وأيضاً مواقفه مع الأسر المحتاجة والتي تعتمد اعتماداً كلياً على الجمعية منذ تأسيسها والوقوف معها في الظروف المعيشية التي يمرون بها.

إن حسن إدارة حسن ساعدت الكثير من الأسر البحرينية المحتاجة على تجاوز مشاكلها المادية والتغلب عليها فهو بكفاءته العالية استطاع أن يبعث الأمل في نفوس تلك الأسر التي كانت تعيش حياة صعبة لا يعلمها إلا الله سبحانه.

ولحسن مشاركات كثيرة في المناسبات الوطنية أثبتت للجميع صدق مشاعر وإخلاص هذا الرجل الفاضل للوطن، وأيضاً تواصله المستمر مع المجالس البحرينية التي تفتخر بزياراته لها، فهو من المتحدثين النشطين في تلك المجالس فكلامه صريح وجريء يستمتع به جميع الحاضرين فهنيئاً لكم يا من سنحت لكم الفرصة للقاء حسن ومحاورته في كثير من الأمور الحياتية.

جزاك الله خيراً حسن (بوفيصل) على جميع ما تقوم به من أعمال خير للصغير والكبير وإن عملك ستؤجر عليه إن شاء الله.

الناشط الاجتماعي

صالح بن علي


الإمام علي بن أبي طالب (ع) أطروحة السلام الخالدة

عاش الإمام علي عليه السلام فترة زمنية بألوان ثقافية متعددة جسدت شعارات رخيصة شهدها مسرح العمل السياسي بعد غياب الرسول (ص) إلى الملكوت الأعلى حرص الإمام علي عليه السلام على معالجتها بحكمة سياسية وعقلانية رشيدة من أجل المحافظة على كيان الدعوة الإسلامية التشريعية والسياسية نحو أهدافها ومبادئها الحقيقية. والتالي نجح الإمام (ع) بعد تسلمه شرعية السلطة الجديدة في سنة خمسة وثلاثين هجرية رسم استراتيجية مثالية قائمة على تطبيق العدالة الاجتماعية وكسر الفوارق الطبقية وتصحيح مسار واقع المنظومة الإسلامية بدوافع سياسية واقتصادية واجتماعية إلى جانب هذه الخطوات الإصلاحية المشروعة حقق الإمام انتصارات في قطاعات العمليات الحربية الذي قادها ضد المشركين. فيما حقق أيضاً مواقف إنسانية وأخلاقية حيث أعطى الموافقة إلى قواته العسكرية المرابطة على نهر الفرات في حرب صفين بتزويد الجيش المعارض (الفئة الباغية) بالماء بعد ما منع عن جيش الإمام في بداية الحرب ما يدل على طهارة قلبه الكبير الذي عرف بالتسامح والمحبة والعفو والسلام.

في حقول المعرفة الثقافية والعلمية والفكرية حصل الإمام علي عليه السلام على مرتبة الشرف بامتياز بحديث خاص من أكاديمية الرسول (ص) العلمية «أنا مدينة العلم وعلي بابها» والذي قام بدور كبير بنشر الثقافة الإسلامية في حياة المجتمع الذي عاش حالة من الفقر الثقافي حيث قام بتغذيته في كل المناسبات من خلال خطب الجمعة والأعياد يستعرض شرح العقائد الإسلامية كالجبر والتفويض والقضاء والقدر والنبوة والإمامة والملائكة وأسرار علوم القرآن الكريم ومعجزاته الخالدة ويبقى كتاب «نهج البلاغة» الأطروحة الخالدة الجامعة لخطبه ورسائله مصدر عطاء يستمد من قدسيته عمالقة الفكرة والأدب والفلاسفة والعلماء بمختلف الديانات السماوية.

وبالمناسبة السعيدة نقرأ من كتاب المسماة «تحفة النظائر في غرائب الأمصار» للرحالة ابن بطوطة محمد بن عبدالله الشنجي المغربي في رحلاته التي زار خلالها البلاد الإسلامية والعربية والأماكن المقدسة سنة 729 – 730هـ والذي تشرف بزيارة النجف الأشرف وصفها من أحسن المدن الإسلامية فيها مدينة عظيمة يسكنها الطلبة من الشيعة وكذلك زيارته للإمام علي عليه السلام واصفاً قبره الشريف في وسط قبة يكسوها بصفائح من ذهب ومفروشة بأنواع من البساط الحرير وله كرامات كما وصف أهلها بشجاعة والكرم.

في ظل هذه الأجواء والأحداث السياسية والخلافات المذهبية التي تشهدها الساحة العربية والإسلامية نقرأ هذه الرسالة الواضحة من كتاب «علي أمام المتقين» للكاتب والأديب المصري المرحوم عبدالرحمن الشرقاوي حيث يوجه نصائح لكل المسلمين بالمحبة والتآلف والوحدة الإسلامية «نحن في مصر أهل السنة محبون لآل البيت لا نعرف الخلاف بين المذاهب الذين يثيرون هذه الخلافات بين المذاهب يضرون الأمة الإسلامية جميعاً والمسلمون في حاجة ماسة على أن يجتمعوا على كلمة سواء».

أحمد حسن الغريب


«نقابة باس السابقة» حاضرة بكل ثبات رغم العقبات

نحن في النقابة السابقة مازلنا نتعاطى مع إدارة شركة باس بكل شفافية واحترام وصدق وهناك الرسائل المتوالية التي أرسلناها دواليك ?دارة الشركة تثبت ذلك، على رغم التهميش والتباعد وعدم الرد المتعمد من إدارة الشركة لكننا حتى هذه اللحظة لم نفقد ا?مل وندعو الإدارة إلى فتح أبواب الصفاء والتفاهم والجلوس مع النقابة السابقة لحلحلة قضايا العمال العالقة.

وأما بالنسبة للبيان المبهم وغير المعروف مصدره الذي نزل وطرح في بعض الصحف المحلية، ونال من النقابة السابقة فاتهمنا بالتفكك والتقصير والنفور من أعضائنا العاملين فهو عار عن الصحة وافتراء، كما انتقدوا أيضاً البيانات التي طرحناها في الصحف الرسمية قبل فترة بأنها بهرجة إعلامية... فهي ليست كذلك وإنما تحكي المعانات الدائمة التي لمسناها ومازلنا من صد الإدارة عنا.

النقابة السابقة تضم بين دفتيها ما يفوق ا?لف عضو فبأي وجه حق يتم تهميش وتحجم التعامل معها؟

فا?حرى وا?جدر أيضاً أن نتكاتف ونتعاضد جميعاً ونرتقي بالعمال إلى ما يطمحون له ويأملونه كبقية العمال في جميع الشركات بعيداً عن سموم الصراعات البغيضة ونفحات الفرقة الهدامة.

مصطفى الخوخي

عضو نقابة عمال باس


مرحى لذكرك!

جُزْ بي – لساحك احتفي بوصالي

إني ظللتُ مُحيّراً بسؤالي!

تتقاذف الأهواء نفسي.. إنما

في ظل ركنك ممسكٌ بحبالي

بكَ إنني المختال... دون تحفّظٍ

والمستجيب نداك دون مطال...

أنت الملاذ ومذ فتحت بصيرتي

أدركتُ أنك موئلي ومآلي

دعها تهيم النفس فيك تولّها

لتعودَ ملهمَةً أجلّ خصال

«أأبا تراب» رأيتُ منك عجائباً

عجز الزمانُ يعيدها بمثالِ

عندي حديثٌ لو بثثتُ قليلهُ

قالوا عقيدةُ مُسرفٍ ومغالي

أأنا من الغالين! لا لكنني

مازلتُ أكتمُ في هواكَ خيالي

والقلب لو أسلمته لذهولهِ

ما كان يقنعُ عندها بمقال

لكن لي عذرٌ بأنك حائزٌ

معنى الكمال عُلاً وأيَّ كمالِ

سحرٌ هو اسمك ما يحطّ بجملةٍ

إلا سمت في رفعةٍ وجلال

سحرٌ لذكرك ما يمرّ بمسمعٍ

إلاّ غدا بشرى لأفضل حال

معنا، بروحك، لا أشك وهذه

عيناكَ حرزُ سكينةٍ وظلالِ

الأرضُ ذاتُ الأرض، أم في حُسنها

بسماتهُ تهمي رؤى ولآلِ

أم إنها كفُّ السما – لصلاته

فرشت بكلّ ورمال

مرحى لذكرك باهراً متبلجّا

بشراً وموعدةً لكل مُوالي

مرحى ليومٍ فيه قد دعت الدنى

للجنة البشرى بقول تعالي!

أأقول عنكَ الشمس؟ حسبك خالداً

والشمس يوماً – تنتهي لزوالِ!

أأقول عنكَ البحر، أنت (تكاملٌ)

والبحرُ مظلمة لكلّ نزالِ

حارت بك الأقلام مهما أبدعت

تبقى ترّددُ ما مضى، بسؤال!

حارت بك الألباب، فهي مُقرّّة

أن التحقّق ينتهي؟.. لمُحالِ...!

فكأنما تلك الخصال وربّها

«كلمات ربي» أودعت بكمالِ!

نشتاق منك روائعا وبدائعا

من بعضِ دفقٍ عابرٍ متوالي...

نشتاق مسحتكَ الحنون وبسمةً

في وجه مسكين سعى لنوالِ

نشتاق عدلك وهو يؤمن إنما

الإنسان معدنه من الصلصال

نشتاق روحك وهي تنثر في المدى

صوراً من اللطفاز دهي بجمالِ

نشتاق حكمتك البليغة تحتوي

أمما تموج بمنطقٍ وجدالِ

وإلى أحاديث غدت أعجوبــةً

في عـقـلِ إحياء وفكر نضالِ

جابر علي

العدد 3912 - الخميس 23 مايو 2013م الموافق 13 رجب 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً