أكدت وكيل وزارة الصحة عائشة مبارك بوعنق إن مملكة البحرين بصدد تدشين المسح الصحي العالمي ، وذلك انطلاقا من رؤية وزارة الصحة التي تتمثل في رفع المستوى الصحي للفرد وللمجتمع بمشاركة جميع الجهات ذات العلاقة.
وقالت في مؤتمر صحفي نظمته إدارة العلاقات العامة والدولية بوزارة الصحة اليوم الأربعاء (5 يونيو/ حزيران 2013) ان استراتيجية وزارة الصحة تتضمن الحد من أعباء الأمراض الرئيسية بالتركيز على الأولويات الصحية من خلال تطوير المعايير والبروتوكولات الطبية والعلاجية وتنفيذ البرامج الوقائية الشاملة ،وتطوير النظام الصحي بشكل متكامل باعتماد التوجهات الاستراتيجية كمرجع أساسي والسعي من أجل الشراكة المحلية والإقليمية والدولية وتشجيع الفرد والمجتمع على تحمل المزيد من المسؤوليات الصحية وإشراكهم في رسم النظام الصحي المستقبلي من خلال التركيز على بحوث النظم الصحية.
وأكدت عائشة إن مملكة البحرين تواجه تزايدا في معدل الأمراض غير المعدية والتي تشمل أمراض القلب والشرايين وعوامل الاختطار المؤدية لها مثل داء السكري وارتفاع ضغط الدم وارتفاع الدهون والسمنة الناجمة عن تفشي أنماط الحياة غير الصحية كالتدخين وقلة النشاط البدني والعادات الغذائية غير الصحية، وقالت أن هذه النتائج تطلبت دراسة معمقة واسعة النطاق للحصول على قاعدة بيانات صحية، يمكن الاعتماد عليها لفهم أفضل لطبيعة العوامل البيئية والاجتماعية والسلوكية الذي سيشكل فارقاً في تطوير النظام الصحي في المملكة.
وأوضحت بأن وزارة الصحة حرصت على مشاركة منظمة الصحة العالمية في تطبيق مشروع المسح الصحي العالمي كمثيلاتها من دول العالم الأخرى التي أجرت هذا المسح والذي يتكون من الخصائص الديموغرافية والاجتماعية ومحاور أساسية تتضمن الحالة الصحية وعوامل الخطورة والسلوكيات الصحية الوقائية ، مشيرة إلى ان المسح تضمن الحالات المزمنة وتغطية الخدمات الصحية ومدى الاستفادة من الرعاية الصحية المقدمة والرفاهية الذاتية والجودة النوعية للحياة، مؤكدة ان مملكة البحرين ممثلة في وزارة الصحة على يقين بأن المواطنين والمقيمين بالمملكة على درجة كبيرة من الوعي الصحي ، وانهم لن يتوانوا في المشاركة في هذا المسح المهم للحصول على النتائج التي ستعود بالنفع والفائدة على الجميع.
من جهة أخرى أكدت الوكيل المساعد للرعاية الأولية والصحة العامة ، رئيس لجنة المسح الصحي مريم الجلاهمة أهمية المسوحات الصحية التي تجرى في دول العالم من أجل الحصول على معلومات حول المستوى الصحي في تلك الدول، موضحة أن مملكة البحرين أجرت دراسة المسح الصحي الوطني لعوامل الاختطار للأمراض المزمنة في عام 2007 شملت حوالي 2037 مشاركا من البحرين البالغين في الفئة العمرية (20- 64 سنة) من الجنسين.
وقالت ان نتائج هذا المسح أظهرت بأن 14.3% يعانون من داء السكري، كما وصلت نسبة انتشار ارتفاع ضغط الدم إلى 38.2% ، والبدانة في هذه الدراسة إلى 36% وارتفاع الدهون إلى 40.6% ، وقد يعزو ذلك إلى قلة النشاط البدني والعادات الغذائية غير الصحية، وتزايد معدلات التدخين، حيث بلغت نسبة المدخنين إلى 19.9% .
وأوضحت الجلاهمة بان الإحصاءات الصحية الصادرة عام 2009 تشير إلى أن أمراض القلب والجهاز الدوري تتصدر قائمة أهم عشرة أسباب للوفاة في مملكة البحرين حيث بلغت 15.7% كما بلغت نسبة الوفيات ذات العلاقة بالأورام 9.1%، ونسبة الوفيات في الأمراض المتعلقة بالغدد الصماء والتغذية والأيض 8.1%.
واكدت إن منظمة الصحة العالمية استحدثت مسحاً سكانياً عاماً للحصول على معلومات دقيقة لتعزز الاهتمام بدور الصحة في التنمية الاقتصادية والبشرية، مشيرة إلى اهمية المشاركة المجتمعية لإنجاح هذا المشروع.
ويعد المسح الصحي في مملكة البحرين دراسة ميدانية تهدف إلى جمع وتوفير معلومات موثوقة عن الحالة الصحية للسكان بشكل دقيق بغرض استطلاع المؤشرات الصحية في المملكة التي تواجه المجتمع والتعرف على المشكلات الصحية ووضع الحلول المناسبة لها، ومن هذا المنطلق يعد المسح الصحي أكبر دراسة ميدانية صحية تقوم بها وزارة الصحة للتعرف على الحالة الصحية للسكان واستنباط بعض المؤشرات الهامة.
كما يهدف المسح الصحي إلى التعرف إلى أبرز المشكلات الصحية لدى أفراد المجتمع وضمان توفير معلومات موثوقة عن الوضع الصحي في مملكة البحرين قابلة للمقارنة دوليا واستحداث قاعدة من البيانات والأدلة لتقييم أداء النظام الصحي وقدرته على تحقيق الأهداف وتوفير المعلومات اللازمة لصانعي القرار لما يحتاجونه من معلومات لتوجيه السياسات والاستراتيجيات والبرامج عند الضرورة واتخاذ القرارات المناسبة.
وسوف يتم إطلاق حملة إعلامية مكثفة تزامناً مع تدشين المسح الصحي العالمي من خلال وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة، ومواقع التواصل الاجتماعي والرسائل النصية القصيرة للمسح الميداني الذي يشمل المجتمع البحريني للتعرف على أهداف المسح وآلياته.