العدد 3926 - الخميس 06 يونيو 2013م الموافق 27 رجب 1434هـ

لافروف: مواصلة الدعم العسكري لقوات المعارضة السورية سيفضي إلى طريق مسدود

موسكو, روسيا - يو بي أي 

تحديث: 12 مايو 2017

اعتبر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، اليوم الجمعة (7 يونيو / حزيران 2013) أن مواصلة الدعم العسكري لقوات المعارضة السورية سيفضي إلى طريق مسدود.

ونقلت وسائل إعلام روسية عن لافروف، في مؤتمر صحفي، في ختام لقائه بالأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، أكمل الدين إحسان أوغلو، قوله إن "ما يقلقنا هو تصريحات ما يسمى بـ'الجيش الحر' وممثلي الحكومة الأميركية، التي تفيد بأن الدعم العسكري للمعارضة المسلحة سيستمر بغية خلق توازن على الأرض"، معتبراً أن "مواصلة الخوض في هذا النهج سيفضي إلى طريق مسدود، وسيؤدي إلى استمرار دائرة العنف المفرغة". وأضاف "لقد حذّرنا منذ زمن من التدويل المتواصل للأزمة السورية"، متابعاً "ثمة المئات، إن لم نقل الآلاف من المسلّحين الذين يقاتلون ضد القوات الحكومية السورية، بينهم مقاتلون، ليس فقط من الدول المجاورة، بل ومن الدول الأوروبية" .

وأوضح أنه "في حال كان ممثل الإدارة الأميركية يرى أن القوات الحكومية السورية تواجه صعوبات في ميدان المعركة وتحتاج إلى الدعم، فهذا يعني منطقياً أنها تقارع على الجانب الآخر جماعات مدرّبة جيداً". وتابع أنه "إذا كانت الحال على ما هي عليه فعلاً، وهناك معلومات بأن مدربين أجانب ساعدوا المعارضة، فإن الدعوات الصادرة لإدانة أحداث القصير، على اعتبارها عملية ضد السكان المدنيين، تحمل في طياتها ما يكفي من النفاق". وأعرب لافروف عن قلقه البالغ على مصير "جميع السكان المدنيين بلا استثناء في سوريا"، داعياً الأطراف المتقاتلة إلى احترم القانون الدولي الإنساني، مؤكداً أن روسيا ستفعل ما بوسعها لإيصال موقفها هذا إلى جميع الأطراف في سوريا، بما فيها الحكومة والمعارضة. كما دعا إلى "التفكير بدول الجوار التي تعاني أيضاً" جرّاء هذه الأزمة. ووصف لافروف "اللعب على القانون الدولي الإنساني بغية تشكيل صورة مشوهة توهم بأن القوات النظامية تهاجم الأحياء المدنية، بالأمر غير المقبول".

واعتبر أنه "يتعيّن علينا جميعا أن ندرك ونحدّد موقفنا، فيما إذا كنا نريد دعم العملية السياسية، وبالتالي إلزام الجميع على الجلوس إلى طاولة المفاوضات". وأعرب لافروف عن أمله بأن "يقرن شركاء موسكو، الذين أيّدوا المبادرة الروسية - الأميركية للتسوية السلمية، الكلام بالأفعال على الأرض". بدوره، أعلن بالأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، أكمل الدين إحسان أوغلو، أن المنظمة تدعم عقد مؤتمر "جنيف-2" ومستعدة للمساهمة فيه. وذكر أن المنظمة تدعو إلى تسوية الأزمة السورية سياسياً بدون تدخلات عسكرية.

وأضاف أن التسوية السياسية للأزمة يجب أن تتم عبر الحوار بين جميع الأطراف السورية، مؤكداً مساهمة المنظمة في مؤتمر جنيف-2 في "دفع جهود المجتمع الدولي الرامية إلى حل المشكلة السورية". وأشار إحسان أوغلو إلى أن الوضع في سوريا يزداد سوءاً يوماً بعد يوم، حيث بدأت أعمال العنف تتجاوز حدود سوريا وتنتشر نحو دول الجوار، مشدداً على ضرورة وضع حد فوري لإراقة الدماء في البلاد.

وأعرب عن أمله بأن يساعد عقد المؤتمر الدولي في جنيف في وضع حد للعنف والأفعال الوحشية في سوريا، معتبراً أنه يجب الاتفاق أيضاً حول كيفية الانتقال إلى المسيرة الديمقراطية في سوريا. وكانت وسائل إعلام روسية نقلت في وقت سابق اليوم عن نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، قوله إن روسيا ستجري مشاورات مع الولايات المتحدة حول استخدام السلاح الكيماوي في سوريا، معرباً عن اعتقاده بـ"أن هذه المشاورات قد تجري في الأيام المقبلة".

وأضاف أن "اتصالات متواصلة تتم على مستوى مجالس الأمن" بين البلدين، مؤكداً أن "هذه المشاورات تجري، وأن روسيا ستستمر في تنظيمها ليس فقط مع الجانب الأميركي، وإنما مع الجانب الإسرائيلي أيضاً". وأكّد بوغدانوف لقناة (روسيا اليوم) أن مؤتمر "جنيف-2" سيفضي لإنشاء هيئة انتقالية توافقية من الحكومة السورية والمعارضة الوطنية، مشدداً على أن هذه الهيئة يجب أن تمتلك كافة الصلاحيات التنفيذية في المرحلة الانتقالية. واعتبر أن "المعارضة التي يجب أن تتمثل في هذه الهيئة هي المعارضة الوطنية التي تتمتع بنفوذ في المجتمع السوري"، مشيراً إلى أن "جميع القوى الراديكالية المتطرفة التي تقاتل على الأراضي السورية يجب ألا يكون لها أي مكان في عملية التسوية المستقبلية" في البلاد.

وأعرب عن أمله بأن يتمكن الجانب الأميركي من إقناع الائتلاف السوري المعارض بتحديد وفده التفاوضي إلى "جنيف ـ 2" قبل اللقاء التشاوري المقبل لجنيف في 25 من الشهر الجاري. وكانت وزارة الخارجية الروسية أشارت أمس الخميس، إلى أن التطورات الأخيرة في سوريا تؤكد مخاوف دمشق من احتمال استخدام المعارضة المسلّحة لمواد كيماوية من أجل تحقيق أهداف استفزازية لتبرير التدخّل العسكري الأجنبي.

ولفت المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية، ألكسندر لوكاشيفيتش، أمس، إلى أن بلاده تشاطر قلق دمشق من هذه التطورات، ومنها المعلومات عن "امتلاك منظمات متطرّفة وإرهابيين في تركيا والعراق وسوريا للمواد السامة والأجهزة والتكنولوجيات المطلوبة لصنع سلاح كيماوي".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً