ساهم وفد الشعبة البرلمانية مع مجموعة واسعة لممثلين عن البرلمانات العربية في وضع مبادرات تتعلق بتعزيز الشراكة القائمة بين البرلمان من جهة والمواطن والمجتمع المدني ووسائل الإعلام من جهة أخرى، وذلك على مدار يومين من المناقشات في إطار الندوة الإقليمية حول تطوير علاقة المواطن بالبرلمان، والتي اختتمت أعمالها أمس (الخميس) في الرباط.

وقدم وفد الشعبة البرلمانية برئاسة عضو مجلس الشورى رباب العريض، وعضوية النائب علي زايد، مجموعة من المداخلات على مدار 8 جلسات عمل، عرض خلالها تجربة البرلماني البحريني في التواصل مع المجتمع وجمهور الناخبين، وأهم ما يواجهه من تحديات على هذا الصعيد، كما قدم الوفد مجموعة من الاقتراحات لإجراءات يمكن اتخاذها لتحسين الوظيفة التمثيلية للبرلمان سواء على مستوى البرلمان ذاته أو مستوى الدائرة الانتخابية، أو مستوى منظمات المجتمع المدني والإعلام.

وأكدت عضو مجلس الشورى رباب العريض أهمية إيجاد مدونات للسلوك للعمل البرلماني تنظم العلاقة بين البرلمانيين بعضهم البعض ومع رئاسة المجلس وكذلك مع موظفي الأمانة العامة والإعلاميين، بالشكل الذي يساهم في بناء الثقة مع المواطن ويعزز الشفافية، موضحة في الوقت ذاته أهمية أن يحدد عضو البرلمان أولوياته خلال دور الانعقاد وخاصة على صعيد تقدمه باقتراحات القوانين.

كما تضمنت مناقشات البرلمانيين إيجاد أفضل السبل للاستخدام الفعال لوسائل التواصل الاجتماعي بين عضو البرلمان والمواطن، حيث تحدث النائب علي زايد عن أهمية التواصل المباشر مع الناخبين، بالإضافة إلى التواصل باستخدام القنوات الإلكترونية، وذلك عبر المجالس الأسبوعية ومكاتب تلقي شكاوى وطلبات المواطنين، لما لها من تأثير ملموس يحقق رضا أكبر لدى الناخبين، كما قدم الزايد مداخلة ضمن جلسة عمل أخرى ناقشت أسس بناء العلاقة مع المواطن خلال الحملات الانتخابية، أشار خلالها إلى ضرورة أن يكون المرشح على اطلاع واسع بالدستور واللائحة الداخلية حتى يبني على أساسها حدود واجباته وصلاحيته قبل إطلاق الوعود أمام الناخبين، والعمل على اقتراح القوانين التي تحقق أكبر منفعة للمواطن، مع الالتزام بالتواصل الدائم مع الناخبين قدر المستطاع وعدم إهمال طلباتهم.

وأكد وفد الشعبة البرلمانية أن المشاركة في هذه الندوة كانت لها فوائدها على صعيد تبادل التجارب والخبرات بين البرلمانات المشاركة.

وتناولت الندوة على مدى 8 جلسات قضية التمثيل البرلماني في المنطقة العربية، وتوقعات وطموحات المواطنين خاصة الشباب بالنسبة للبرلمان وأعضائه، وذلك على ضوء نتائج التقرير البرلماني الأول على مستوى منطقة الدول العربية حول واقع وسبل تطوير العلاقة بين البرلمان والمواطن، حيث شكل التقرير فرصة لفتح النقاش واقتراح المبادرات التي من شأنها تحقيق أكبر استجابة لتطلعات المواطنين وتعزيز الشراكة مع مؤسسات المجتمع المدني ووسائل الإعلام.