العدد 3933 - الخميس 13 يونيو 2013م الموافق 04 شعبان 1434هـ

من يبيع الوهم؟ ومن يشتريه؟

رملة عبد الحميد comments [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

استغفال الناس والضحك عليهم مستمر، فالنقص لدى أي إنسان مقلق، والرقص على هذا النقص موجع، فلذا كان سبيله من يخلصه من هذا الوضع، فيتبارى المخَلصون، لكن ليس هناك أقسى من استغلال تطلعات الناس نحو السعادة والتغيير، ببيعهم وهماً على أنه طريق الخلاص المنشود، الذي تعدّدت ألوانه وتغير موضعه، وتبدلت أسماؤه، لكن بقي وهماً، وها هو أتاكم من كل اتجاه، فمن يشتريه؟

يشار إلى أن الوهم، لغةً، هو الظنُّ الفاسد، وكلُّ ما هو غير مطابق للواقع، والوهم، اصطلاحاً، هو إدراكُ الواقع على غير ما هو. وقد جاء تفسير الوهم في الفلسفة الهندوسية (مايا)، على أنه غير واقعي وغير زائف في الوقت نفسه، بمعنى غير صحيح وليس باطلاً.

والعقل البشري قابل لتلقي الخرافة والوهم وتصديق المجهول أكثر، وتعتبر الرغبات والمخاوف من أكبر مسببات تقبل الوهم، وهي غير مرتبطة بمستوى تعليمي أو اجتماعي أو اقتصادي معين، فالوهم لا يرتبط بالخرافة التي سكنت المجتمعات القديمة فقط، إنما سرى الوهم إلى مجتمعاتنا المتطورة بالنظريات الحديثة الجارية، فالانفتاح كان سبباً في رواج الوهم بسبب عالم التكنولوجيا والتغير السريع الذي جعل الإنسان يصدّق كل شيء.

مجتمعنا لديه الإمكانية الكبيرة للتصديق وشراء الأوهام بل والترويج لها على أنها حقيقة، لذا دخلت تجارة الوهم في جميع المجالات، ففي الصحة كل مرض في طريقه إلى العلاج السريع بدءًا بالدواء وانتهاءً بالأعشاب والسحر. وحياتك ممكن تقرأها، تغيرها، بوهم معرفة الغيب والأبراج والدورات التي ما أنزل الله بها من سلطان.

وفي عالم المال، في ظرف أسبوع، يمكن أن تصبح مليونيراً، وعضواً بارزاً في شركات الاستثمار والعقار!

وفي عالم الجمال‘ فإن فكر المرأة فيه بيئة خصبة لتقبل الوهم، فالفتاة ترجو زواجاً مبهراً، والعجوز تريد أن تعود صبيّةً، وهذا الوهم طال الملايين، وشجع تجار الوهم على التفنن في العرض حتى طالت الثقافة والشعر.

فمن قال إن بالتصويت سنساهم برقي شاعر أو فنان، إنّما هي طريقٌ لمضاعفة الدراهم التي ستدخل في جيوب صانعي الوهم. لكن لمَ الناس تشتري الوهم وهي تعلم أنه وهمٌ لا يزيدها إلا هَمّاً؟

في السياسة أيضاً هناك من يبيع الوهم، والمتصدي إليه إما أن يكون جاهلاً أو عارفاً بأنه سيكسب، وفي هذا اليوم أصبحت للسياسة دكاكين، وزاد تجارها وتلونت بضاعاتهم وأقبل الناس إليهم من كل حدب وصوب. وربما الناس فيه لا يدفعون مالاً، لكنهم يدفعون ما هو أكثر منه قيمةً وحسرة. إنه العمر، يبقى الكثير منهم منخدعين ولا يكتشفون أنهم واهمون إلا من بعد فوات الأوان، وتلك حسرة ما بعدها حسرة، تصديقاً لقوله تعالى: «قُل هل نُنَبِّئُكُمْ بالأخسرينَ أَعمالا. الذين ضلَّ سَعْيُهُم في الحياةِ الدُّنيا وهم يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنون صُنعًا». (الكهف: 103 - 104).

إقرأ أيضا لـ "رملة عبد الحميد"

العدد 3933 - الخميس 13 يونيو 2013م الموافق 04 شعبان 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 6:45 ص

      فوركس

      البطل فوركس لا يكل ولا يمل

    • زائر 7 | 11:49 ص

      ما بين اليقضه والنوم والحلم والخيال قد يقع الوهم

      الوهم كما لاشيء كما الضمآن في الصحراء يرى السراب ويحسبه ماء من شدة العطش يتخيل. هذه أحوال بعض الناس في في هذه الدنيا. وأحوال جمع حال أما الحلات المتعدده التي قد تقود الناس الى الوهم فكثيره ومتعدده أيضا. منها الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس ومنها تأثير الجن والسحره. أعمال السحر وتحضير الجن من المحرمات القاطعه إذ أنها كفر وشرك بالله. فأعمال السحر الأسود والابيض والبني وتحضير جن أزرق يؤثر على الناس وهم لا يشعرون من أين هذه الخيالات والأحلام الغريبه العجيبة والتمني وما شاكل وما شابه أيضا.

    • زائر 6 | 6:06 ص

      من أشرار الى أسياد مثل قريش كأنها

      من الأقوال يقال إخربها وإجلس على تلتها. يعني فركش جمعه المجتمع المتوحد وبشيء من الغوغائيه والغاء التفكير وإشاعة التكفير بدل عنه. بعض من الناس الذين لا يقرون ولا يعرفون الا ها الفخفخه والنعنشه وكشكشها. فالطائفيه والمذهبيه ليس بسر أنها من اسلحة الدمار الشامل للمجتمعات. وعليه ليس من المعقول أن يكون عاقل يقبل أو يرضى بقتل أو بحبس ولده أو من النساء والرجال المحبوسين... ألله الواحد قال لا تعتدوا.. كما قال للملائكه إسجدوا لآدم.. ويش ها البحارنه ما ليهم علاقه لا بآدم أو كيف عاد صارت تحكم بلاد العربيه

    • زائر 5 | 4:07 ص

      صانعوا التاريخ الهجري والميلادي صناع

      ليس من إستغفال ولا إستهبال ولا ناقص الا الابتزاز حتى النسوان صارت مساكين تنحبس في ها الديره. ليش مو مسطرين أو مسيطرون ما ينعرف ليهم. ساعه يتهمون ليهم طفل وإدقدقونه ويقولون إله إعترف. عا د على ويش قالوا له ما عليك إحنه بنقولك بس إنت إعترف أو بتكون على ذمة التحقيق في التوقيف. ويش قولك. بعد سجن وبهدله وضرب مسكين يقر بما لم يفعل ويأخذونه للقاضي ويسجل له هدف بعد الاصابات البليغه التي بلغت جسده المسكين. عدل بالانجليزي أو بالعبري و قانون مو بالعربي؟

    • زائر 4 | 1:51 ص

      يبيعون

      البضاعه من شتي الانواع واذا لا تعلم المشتري كيف يشتري وخصوصا الاطفال فسوف يضر نفسه ، والمصيبه الكبري ان تعلمه كيف يشتري البضاعه السيئه بل توفرها له وهذا ما ربا عليه شبابنا حتي اوصلوا اليهم جهاد من نوع جديد فيه النحر وقطع الرؤوس المدعم بالفتاوي التي تجيز لهم الاغتصاب بمسمي جهاد المناكحه ، فمتي ينزاح عنهم هذا الوهم

    • زائر 3 | 1:28 ص

      ولد العريبي ‏:‏ شكرا للكاتبة وتحية

      أتمنى أن لا تكون أمتنا الإسلامية مجرد وهم أتمنى أن لا تكون خير أمة أخرجت للناس مجرد وهم أتمنى أن لا نكون نحن واهمين أننا إخوة في الدين والإنسانية ‏

    • زائر 2 | 1:10 ص

      من يبيع الوهم ومن يشتريه

      صباح الخير أختي الفاضلة, الوهم ذلك الحلم الذي يراود ضعاف النفوس فبائع الوهم ومشتريه سواء. ولكن أين تجد الوهم؟ تجده في قلوب ضعاف النفوس الذين لا يملكون لأنفسهم حولا ولا قوة. (محرقي/حايكي)

    • زائر 1 | 12:10 ص

      سؤال: من يبيع الوهم؟ ومن يشتريه؟

      جواب: كل من ينوى الوصول الى أية قيادة للرعاع او يقود الرعاع من أى نوع فى أى زمان و كل مكان.

اقرأ ايضاً