العدد 3941 - الجمعة 21 يونيو 2013م الموافق 12 شعبان 1434هـ

تاريخ تصنيف الأختام الدلمونية

الأختام تعكس هوية الحضارة، وللتعرف على هوية حضارة دلمون لا بد لنا أن ندرس أختامها بصورة معمقة.

للأسف الشديد المعلومات عن الأختام الدلمونية متناثرة في العديد من الكتب والدراسات، وحتى الآن لا يوجد مرجع واحد شامل لدراسة هذه الأختام؛ وعليه فإننا نحتاج للرجوع للعشرات من الدراسات التي تناولت دراسة هذه الأختام من حيث نشأتها وتطورها وطرق تصنيفها وتسمياتها المختلفة.

وتمتد هذه الدراسات بين الفترة 1932 و 2010م، ولكي نعطي الأختام الدلمونية حقها في الدراسة فسنقوم بتلخيص أهم ما جاء عنها في تلك الدراسات، ونبدأ أولاً بطرق تصنيف هذه الأختام، فللأسف لا يوجد اتفاق على طريقة واحدة في تصنيف الأختام، ولكن يوجد شبه اتفاق على التقسيم العام لها.

أنواع الأختام المصنعة في البحرين

سميت الأختام الدلمونية التي صنعت في البحرين بعدة أسماء لا توحي بأنها ذات خصوصية بالبحرين، من قبيل: الأختام السندية وأختام الخليج وأختام الخليج الفارسي وأختام الخليج العربي. لذلك علينا أن نحدد أنواع الأختام التي استخدمت في البحرين قديماً وفي إقليم دلمون، وأماكن تصنيع هذه الأختام، ثم نستعرض طرق تصنيف الأختام وأيها الأكثر دقة.

وأياً كانت طريقة التصنيف لهذه الأختام فهناك شبه اتفاق على المجموعات الأساسية من الأختام وأماكن صنعها، ويمكن تقسيم الأختام التي عثر عليها في البحرين في أربع مجموعات، الغالبية العظمى منها محلية التصنيع، والمجموعات هي: الأختام الصدفية (محلية التصنيع)، الأختام الأسطوانية (غالباً محلية التصنيع)، الأختام الموشورية أي بشكل منشور ثلاثي (محلية التصنيع)، والأختام الدائرية (محلية التصنيع). وتقسم الأختام الدائرية إلى ثلاث مجموعات بحسب قدمها إلى: الأختام المبكرة (محلية التصنيع، وعثر على بعضها في بلاد الرافدين وشرق الجزيرة العربية)، الأختام المتوسطة (محلية التصنيع، وعثر على بعضها في بلاد الرافدين)، والأختام المتأخرة (محلية التصنيع).

أما الأختام التي تتشابه مع أختام البحرين فهي الأختام الدلمونية التي عثر عليها في جزيرة فيلكا، وتتفق معها فقط في الأختام الدائرية المتأخرة، وبعض أشكال الأختام الأسطوانية. يذكر أن الأختام الدائرية المتأخرة في جزيرة فيلكا ربما تكون أكثر تنوعاً منها في البحرين.

تاريخ تصنيف الأختام

أكثر الأختام التي عثر عليها في البحرين وجزيرة فيلكا هي من النوع الدائري، والتي عرفت بصورة عامة بالأختام الدلمونية. وكانت هناك عدة محاولات لإيجاد نظام تصنيف لهذه الأختام، وهناك العديد من التقسيمات والمسميات، والتي سنتناولها بالتفصيل في الفصول اللاحقة، ولكن سوف نتناول هنا تاريخ عملية التصنيف نفسها.

مسميات Gadd

أول الأختام الدائرية التي عثر عليها كانت في بلاد الرافدين، وغالبيتها من مدينة أور، وقد نشر Gadd هذه الأختام في العام 1932م. ولم يكن حينها يعرف أي ختم دائري من منطقة الخليج العربي فلذلك أطلق Gadd مسمى «الأختام الهندية القديمة» على هذه الأختام، وكُشف لاحقاً أنها أختام صنعت أساساً في البحرين (Laursen 2010).

وعندما اكتشفت البعثة الدنماركية أختام دائرية في موقع قلعة البحرين في الخمسينات من القرن المنصرم تم تسمية هذه الأختام «أختام الخليج الفارسي»، وذلك من قبل Wheeler في العام 1958م.

نظام تصنيف Bibby

أول من حاول تصنيف الأختام الدلمونية الدائرية هو Bibby في العام 1958م، حيث قسم الأختام إلى مجموعتين: الأختام ذات الطراز السندي وأختام دلمون. وقد انتقده Wheeler في نفس العام وأسمى جميع الأختام الدائرية باسم «أختام الخليج الفارسي».

إلا أن نظام Bibby هو الذي تطور لاحقاً؛ ففي العام 1965م قسم Buchanan الأختام الدائرية إلى مجموعتين: الأختام ذات الطراز السندي وأختام الخليج أو أختام تلمون (Buchanan 1965). وفي العام 1986 أعاد Mitchell نشر الأختام التي نشرها Gadd، وقسمها إلى مجموعتين: الأختام السندية وأختام الخليج (Mitchell 1986).

نظام تصنيف Porada

في العام 1971م أسمت Edith Porada جميع الأختام الدائرية التي عثر عليها في البحرين باسم الأختام الدلمونية، وقامت بتقسيمها إلى قسمين: الأختام الدلمونية المبكرة، والأختام الدلمونية المتأخرة (Porada 1971)، وسار على هذا النهج التصنيفي Mughal في تقريره عن مقبرة سار الأثرية (Mughal 1983)، وكذلك خالد السندي في كتابه عن الأختام الدلمونية (نشرت الترجمة الإنجليزية للكتاب العام 1999م). ويعاب على هذا التصنيف أنه أهمل المجموعة الوسطية من الأختام، والتي تمثل حلقة وصل ما بين الأختام المبكرة والأختام المتأخرة، كما أنه أهمل التقسيمات الفرعية للأختام المتأخرة والتي تتباين في الشكل والنقوشات المنقوشة عليها.

وكانت هناك محاولة لتعديل هذا التصنيف من قبل Beyer في العام 1989م، والذي صنف هذه الأختام في أربع مجموعات: أختام دلمون الأولى، أختام دلمون المتوسطة، وأختام دلمون المعيارية، وأختام دلمون المتأخرة أو أختام العصر البرونزي المتأخر (Beyer 1989).

ويعاب على هذا التصنيف الأخير التسمية «الأختام المعيارية»؛ حيث إنه لا يوجد معيار يقارن به الختم لكي يسمى ختم معياري وختم غير معياري، وكذلك التسمية «أختام العصر البرونزي المتأخر»؛ حيث ربط الختم بتحديد تاريخ معين ولم يحدد تواريخ للأختام الأخرى.

نظام تصنيف Kjaerum

عمل Kjaerum على تصنيف الأختام الدلمونية الدائرية المتأخرة، والتي عثر عليها في جزيرة فيلكا منذ العام 1980م، وفي العام 1983م وضع كتابه عن أختام جزيرة فيلكا.

وقام Kjaerum بتطوير تصنيفه للأختام في الأعوام اللاحقة وبالتحديد الدراسات التي نشرها عن أختام دلمون في الأعوام 1986 و 1994 و1999م.

وفي النسخة المطورة من تصنيفه، قسم Kjaerum الأختام الدلمونية الدائرية التي صنعت في البحرين وجزيرة فيلكا إلى ثلاث مجموعات أساسية: أختام الخليج الفارسي أو العربي وأختام دلمون الأولية وأختام دلمون.

وقسم Kjaerum أختام دلمون إلى ثلاثة أقسام فرعية: الطراز الأول والطراز الثاني والطراز الثالث، وأتبعت Crowford هذا التصنيف في كتابها عن أختام دلمون المبكرة التي عثر عليها في مستوطنة سار الأثرية (Crowford 1999).

ويعتبر نظام Kjaerum الأدق والأكثر رواجاً، ولكن يعاب عليه تسمية «أختام الخليج الفارسي» و»أختام دلمون الأولى»، فكلا المجموعتين صنعت في البحرين فقط، فهي خاصة بالبحرين لا بالخليج العربي.

وقام Nayeem في العام 1992 بإدخال تعديل على هذا التصنيف، فقسم الأختام الدائرية الدلمونية إلى ثلاث مجموعات: أختام دلمون المبكرة، وأختام دلمون المتوسطة، وأختام دلمون المتأخرة. وهذه التسميات الثلاث مساوية للتسميات الثلاث في تصنيف Kjaerum مع الاحتفاظ بتقسيمات Kjaerum الفرعية (Naeem 1992, p.269 - 277).

وعلى الرغم أن تصنيف Naeem هو الأكثر دقة ومنطقية إلا أنه لم يستخدم من قبل أي باحث آخر.

العدد 3941 - الجمعة 21 يونيو 2013م الموافق 12 شعبان 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً