العدد 3945 - الثلثاء 25 يونيو 2013م الموافق 16 شعبان 1434هـ

اليوم العالمي لمناصرة ضحايا التعذيب

رملة عبد الحميد comments [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

عندما يكثر المعذبون في بلد، يكثر معه آلامه وآهاته. وعندما تفتح أبواب التعذيب على اختلاف أشكاله للنيل من المعارضين، يصبح البلد على حافة الانهيار والانزلاق في الفتنة، إذ تتبدّد صورة الوطن ويبقي الثأر والانتقام هو سيد الموقف.

ليس هناك شيء أسوأ من الإهانة التي تكمن في التعذيب، فالألم الجسدي للمعذَّب زائل، لكن ما حفر في النفس من انكسار في لحظة ضعف هي الأعنف في تاريخ حياته، فلن تمحى تلك الصورة عن أذهان من عُذّبوا وهم تحت سياط من لا يمتلكون رحمة ولا إنسانية.

لقد اعتمدت المفوضية السامية لحقوق الإنسان للأمم المتحدة اتفاقية مناهضة التعذيب والصادرة بتصديق 147 دولة حيز التنفيذ في 26 يونيو/حزيران 1987، لذا اعتبر يوم 26 يونيو «اليوم الدولي لمساندة ضحايا التعذيب». وقد انبثقت هذه الاتفاقية من المادة (5) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والمادة (7) من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، وهما ينصان على عدم جواز تعرّض أحدٍ للتعذيب أو سوء المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة.

واستناداً إلى الإعلان، الذي اعتمدته الجمعية العامة في 9 ديسمبر/كانون الأول 1975، الذي يختص بحماية جميع الأشخاص من التعرض للتعذيب وغيره من ضروب المعاملة القاسية، خرجت هذه الاتفاقية التي تحتوي على 33 بنداً إلى العلن، تلزم دول العالم بها. وقد عرَّفت الاتفاقية التعذيبَ على أنه «أي عمل ينتج عنه ألم أو عذاب شديد، جسدياً كان أم عقلياً، يُلحق عمداً بشخص ما بقصد الحصول من هذا الشخص، أو من شخص ثالث، على معلومات أو على اعتراف، أو معاقبته على عمل ارتكبه أو يُشتبه في أنه ارتكبه».

هناك أكثر من 68 % من دول العالم تمارس التعذيب بشكل ممنهج ومدروس من قبل السلطات الحاكمة، والدول اليوم لم تعد تفي بالتزاماتها في الاتفاقيات الدولية، وما زال محدوداً تأثير عمل الهيئات المعنية بحقوق الإنسان في وقف التجاوزات التي تزداد مع الصراع الإنساني القائم بين من يمتلك القوة وبين من يفتقدها. فالتعذيب لن يكمّم الأفواه، ولن يوقف المطالبة بحقوق الأفراد أو منعهم من أداء أدوارهم الإنسانية للعيش بكرامة.

لم تكن الدول فحسب بل جاءتنا جماعاتٌ تحمل مسميات عدة تمارس التعذيب مع من اختلف معها، تساندهم سياسات ودول بغية قلب موازين القوى. والأغرب في ذلك كله كيف تجيّش تلك الجماعات، وكيف تُساق تلك العقول وتتخلى عن إنسانيتها فجأةً بفعل الشحن الديني والمذهبي المتعصب، فتتحوّل إلى وحوشٍ كاسرةٍ تمعن في التعذيب المفضي إلى الموت، بل وتتباهي بقطع الأعناق، وأكل الأكباد، وإسالة الدم الحرام، وترويع الأطفال وهتك الحرمات، والتعرض للممتلكات.

يبقي التعذيب من حكومات أو جماعات سمةً لمطلع القرن الحادي والعشرين، الذي يتساءل فيه المؤرّخون: هل انتهى العنف بحلول أول قرنٍ متحضرٍ في التاريخ؟ كلا طبعاً، فهذا القرن بالتحديد همجي الطابع، إذ طوّر العنف ليصبح أكثر فتكاً وألماً، فمن ينقذ ضحاياه والقادم أسوأ؟.

إقرأ أيضا لـ "رملة عبد الحميد"

العدد 3945 - الثلثاء 25 يونيو 2013م الموافق 16 شعبان 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 6:28 ص

      كان شر كان شري كل شيء عنده سري

      أيام ألسنه 365 يوم، منها أيام الاسبوع وأيام الشهر، ولكن من الأيام أعياد فيها أفراح كما فيها أخزان. بينما أيام السنه فيها عيد المرأه وعيد العمال لكن يوم التعذيب هذا كأنه حزن ومصائب وألم . ليش عاد إمسويين هذا اليوم؟ يعني رحمه للمعذبين أم تذكير بأن هندرسون قاد جيش سري كسعري مو سكري بمرتبات.. يها ريبه يعني؟ عاد مع القانون أو ضد القانون أو مخالف للقانون هم كانوا لوفريه يعني بالانجليزي بلا قانون.في يوم ميعاد سماه يوم القيامه يحاسب الناس فيه. عاد متى الله ألعلم. متى؟ وكيف؟ بس يقال أن أوله قبر فيه تحشر

اقرأ ايضاً