العدد 3955 - الجمعة 05 يوليو 2013م الموافق 26 شعبان 1434هـ

سوق لمقايضة النفايات بالغذاء في مكسيكو للحفاظ على نظافة المدينة

تزايد حملات تدوير النفايات للحفاظ على البيئة ومضاعفة العائد الاقتصادي - AFP
تزايد حملات تدوير النفايات للحفاظ على البيئة ومضاعفة العائد الاقتصادي - AFP

في صباح أحد ماطر في حي جنوب مكسيكو، يقف مواطنون في الصف تحت المظلات وهم يحملون أكياساً مليئة بعلب فارغة وزجاجات بلاستيكية ويجرون أمامهم صناديق من الكرتون.

فالمطر لم يقضِ على حماس المواطنين تجاه سوق المقايضات التي يتبادلون فيها نفايات قابلة لإعادة التدوير مقابل جمع «نقاط خضراء» تسمح لهم بالحصول على منتجات أو مواد غذائية.

وقالت مصورة تدعى ماريا فرنانديز فاسكيز وهي تقف تحت المظلة مع صديقتها مينا مورينو «إنها فكرة رائعة لأننا في معظم الأحيان لا نعرف ما نفعله بكل هذه النفايات، ومن غير المسئول أن نقوم برميها».

وأضافت صديقتها «علينا أن نرد ولو قليلاً الجميل لأمنا الأرض».

وتشكل سوق المقايضات جزءاً من سلسلة مبادرات صديقة للبيئة أطلقتها بلدية مكسيكو اليسارية بهدف تنظيف العاصمة التي تضم 20 مليون نسمة والتي اعتبرت قبل 20 سنة المدينة الأكثر تلوثاً في العالم.

وتهدف هذه السوق الشهرية التي تنتقل من حي إلى آخر والتي تتزايد شعبيتها منذ إطلاقها السنة الماضية إلى رفع الوعي بشأن قيمة الأغراض التي تنتهي في مكبات النفايات.

ويزن عدد كبير من المعاونين الأغراض القابلة لإعادة التدوير ثم يضعونها في شاحنات في انتظار نقلها إلى مصنع محلي لإعادة التدوير.

ويحصل مستخدمو السوق على نقاط خضراء يعتمد عددها على كمية الأغراض التي يحضرونها، ثم ينفقون هذه النقاط على مواد غذائية أو أغراض أخرى معروضة للبيع. وبالتالي، لا أحد يغادر فارغ اليدين.

وصل أندريا غوتييريز وصديقه آلان رييسترو إلى السوق وهما يحملان صحفاً قديمة وعلباً بلاستيكية.

وقال غوتييريز «أخذنا في المقابل بعض الفجل وجبنة بيضاء ولايزال لدينا 40 أو 50 بيزوس (ما بين 2 و3 يورو) لننفقها».

ويستفيد المنتجون المحليون أيضاً من السوق، ومن بينهم بيدرو خيمينيس الذي يعرض القرنبيط. ويقول خيمينيس «نحن نستفيد لأن المدينة تدفع لنا مبالغ أعلى من أسعار السوق».

وقد سمح هذا المشروع للبلدية السنة الماضية بجمع 170 ألف طن من المواد القابلة لإعادة التدوير.

وعدلت بلدية مكسيكو سنة 2010 إدارة النفايات، فطلبت من السكان وضع النفايات العضوية والنفايات غير العضوية في مكبات منفصلة ووضعت مكباً ضخماً يتسع لستة آلاف طن من النفايات في اليوم.

وتعتبر سوق المقايضات جزءاً من الجهود الهادفة إلى فصل النفايات.

ويأتي ما لا يقل عن ألفي شخص كل شهر إلى السوق التي تحقق نجاحاً لا شك فيه، لكن البعض يشتكي أحياناً من الانتظار لساعات في الصف.

وتقول ليليانا بالكازار وهي موظفة في البلدية تساعد في تنظيم السوق «يأتي الكثير من الناس. تهدف السوق إلى رفع الوعي لدى المواطنين بشأن قيمة نفاياتهم وأهمية فصل النفايات».

وتضيف «لن تحل هذه المبادرة مشاكل إعادة التدوير في المدينة لأنها مشاكل معقدة جداً، لكن الطلب على السوق يرتفع كل شهر».

العدد 3955 - الجمعة 05 يوليو 2013م الموافق 26 شعبان 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً