العدد 3955 - الجمعة 05 يوليو 2013م الموافق 26 شعبان 1434هـ

مطاحنات «معارضة المعارضة» و«جنون العظمة»

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

أفضل تشبيه لما تعيشه «جمعيات الفاتح» أو «معارضة المعارضة» من أوضاع مأساوية وخلافات شديدة، وصراعات ومعارك «حمى وطيسها» من قبل وزادت مؤخراً، هو ذلك الذي ذكره بيان جمعية الصف الإسلامي في السادس عشر من شهر يونيو/ حزيران 2013، عندما انتقدت الجمعية العضو في ذلك التجمع «المطاحنات التي تجرى بين بعض الجمعيات السياسية في الائتلاف، ونشرت على صفحات الصحف المحلية والصحف الالكترونية»، واصفة إياها بـ «جنون العظمة».

قد لا تكون جمعية الصف ومن كتب البيان قاصداً ما قاله من كلمات، إلا أن الحقيقة الجلية منها تكشف عن حقيقة ذلك التجمع، وأهدافه، ومطامعه الحقيقية التي بلغت حد الجنون في اللعب بمستقبل الأجيال من أبناء هذا الوطن.

«المطاحنات» بين جمعيات الشارع السني السياسية، ليست سراً، ولا خافية على أحد، وهي دائماً ما تنشر غسيلها على صفحات الصحف المحلية ومن دون خجل. تخف في وقت ما، وتبلغ ذروتها كلما قرب موعد الاستحقاقات الانتخابية، والمعارك على الكراسي، أو عندما تكون هناك غنائم تلوح في الأفق السياسي.

خلافات «الأصالة» (السلف) و«المنبر الإسلامي» (الاخوان المسلمين) دائماً ما تبرز على الساحة مع قرب الانتخابات النيابية... كل أربعة أعوام.

أما الخلافات الحالية، فقد برزت بعد مؤتمر القوميين العرب وتوقيع جملة من قيادات الفاتح (عبدالله الحويحي، جاسم ابراهيم المهزع، حمد العثمان، أحمد سند البنعلي، وياسر الكواري) على البيان الختامي لمؤتمر القوميين العرب بالقاهرة، والذي طالب بالإفراج عن المعتقلين السياسيين في البحرين. وهو الأمر الذي شجبته جمعية الأصالة السلفية، واعتبرته «انحرافاً» عن مسيرة شارع الفاتح التي انطلقت في 21 فبراير/ شباط 2011.

ذلك الشجب، والهجوم من قبل «الأصالة» لم يقبله التيار القومي العربي السني في البحرين، فسارعت قياداته لإصدار بيانٍ موازٍ رداً على بيان «الأصالة»، معتبرةً ما ورد فيه «مراهقة سياسية»، ومحاولة يائسة لاستعطاف الناخبين، واسترجاع القاعدة الشعبية التي خذلتموها بعد الفشل الذريع والممارسة النيابية الهزلية لكتلة «الأصالة» النيابية منذ العام 2002.

واحتوى بيان قيادات تجمع الفاتح الأربعة كلمات وأوصافاً كثيرة، تكشف عن حقيقة التمزق الكبير الذي يضرب «جمعيات الفاتح» ويفصح عن حجم الخلاف بينهم، وتبادل الاتهامات.

قيادات كالحويحي والبنعلي رفقاء «الأصالة» على طاولة الحوار، يعتبرون هجوم القيادات السلفية عليهم «دعاية انتخابية رخيصة»، و«ألاعيب وضيعة»، و«محاولة يائسة»، بل اتهموا «الأصالة» بـ«شق صف تيار الفاتح» ضمن ما أسموه «المراهقة السياسية»، بعد إعلانها الانسحاب من «جمعيات الفاتح».

هذه هي حقيقة «ائتلافهم» الذي كان وليد «الفزعة»، يخفي تحت رماده «حرباً» لا هوادة فيها نراها من بقايا زمن الجاهلية، وهي حقيقةٌ ذكرها بيان الحويحي والبنعلي ورفيقاهما نصاً وحرفاً، حتى اعتبرت قيادات «الأصالة» تلك الكلمات «شتماً».

فضائح قيادات «معارضة المعارضة» وخلافاتهم وملاسناتهم وصراعاتهم اليومية ظاهرةٌ للعيان، تنشر يومياً وبشكل رسمي وعبر بيانات موثّقة عبر الصحف الرسمية، ولا يمكن لأيٍّ كان أن يشكّك فيها، أو حتى يكذّبها.

ولذلك ستجد، هناك من يحاول أن يروّج في المقابل وينشر أخباراً منقولةً عن مواقع مجهولة لأكاذيب عن صراعات وخلافات بين صفوف المعارضة في داخل البحرين أو خارجها، من دون القدرة حتى على إثباتها، لإيهام الشارع السياسي السني، بأن خلافات قياداته عادية وطبيعية، وتحصل حتى في الشق المخالف لهم أيضاً.

هذا الحديث والاستنتاج، ليس من وحي الخيال، ولكنه قراءة حقيقية لواقع التجاذبات السياسية في الشارع السني، والاستدلال عليها ثابت من خلال تقرير تجمع الوحدة السياسي، الذي أكّد بان «النظام عمل جاهداً على أن لا يكون هناك تماسك في موقف المكون الذي يستخدمه رادعاً للمكون الآخر المتماسك في الموقف السياسي والاجتماعي والمطالب».

تعلم قيادات الفاتح، أنهم غير متماسكين، وأن النظام لن يدع لهم فرصة ليتماسكوا أبداً، كما تعلم تلك القيادات أن قوى المعارضة متماسكة سياسياً واجتماعياً وحتى في مطالبها.

تعلم قيادات الفاتح وقواعده أن المعارك السياسية بينهم ما هي إلا «مناطحات ومطاحنات» ضمن أجندات، وصراعات تعكس وتؤكد حقيقة «جنون العظمة» التي يعيشونها بعيداً عن واقع قواعدهم التي تحلم بمستقبل أفضل.

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 3955 - الجمعة 05 يوليو 2013م الموافق 26 شعبان 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 20 | 12:31 م

      بيت القصيد

      نعم هناك خلافات ، نعم هناك مطاحنات ، نعم هناك عدم ثقة فيما بين الأعضاء ،نعم هناك وهناك الكثير ، لكن هناك اتفاق مطلق وغير قابل للتغيير ولا حتى للمراجعة وإعادة النظر بالنسبة للموقف من الجمعيات المعارضة أن يقفوا سداً منيعاً في وجه مطالبها وتحركها وهذا هو بيت القصيد

    • زائر 19 | 7:15 ص

      فشوش

      هؤلاء جميعا ظواهر بابونية منتفخة أكثر من اللازم يمكن أن (تنبط) بأقل وخزة دبوس، وما مطاحناتهم إلا نتيجة تحريكهم بالريموت كنترول.
      في المحصلة : ما هم إلا (فشوش).

    • زائر 14 | 3:54 ص

      اسد من اسود الفاتح

      فرقاء مختلفون مصلحجيون كل الأوصاف صفها لكن في الأخير التجمع وقف ضد مشروع الفئوي الطائفي ويسقف الي الأبد ضد تسليم الوطن للولي الفقيه

    • زائر 17 زائر 14 | 4:48 ص

      التغيير قادم لامحالة يكفيك مايجري في التغييرات الاقليمية الآن وقفت في مسجد الفاتح أو في ساحة البسيتين السرقات والفساد والتمييز والتجنيس لن تدوم

    • زائر 13 | 3:27 ص

      رأي

      أعجبتني كلمة جمعيات الشارع السني ، قمة في الطائفية ايها الكاتب المحترم

    • زائر 16 زائر 13 | 4:13 ص

      يا خطير

      لقد صدعت رؤوسنا وانت تصف الشارع الس بأنه معارضة للمعارضة ويبدو واضحا انك تفتقر الى قراءة المكون الآخر وانك لا ترى الامور الا من زاوية واحده عموما هذه طبيعتكم وطبيعة معارضتكم تتصورون انه لايوجد غيركم على هذه الارض حقا قمة في الطائفية

    • زائر 18 زائر 13 | 6:30 ص

      أليس هذا هو الواقع

      جميعات الفاتح أليست جمعيات سنية؟؟؟؟؟؟
      إذا ماذا تكون؟؟؟؟؟
      الله يخلف عليكم والله، حتى عن واقعكم تهربون والله تضحكون

    • زائر 12 | 3:15 ص

      بارك الله فيك

      ولا يصح الا الصحيح

    • زائر 10 | 2:22 ص

      حرامية المذهب

      ليست هناك جمعيات سنية أو شيعية لأن ذلك تجني وإساءة لبقية الأغلبية من أبناء وبنات ونساء ورجال شعبنا المنتمين لهذين المذهبين من الدين الإسلامي ..متى تتوقفون من عمليات (بقصد أو دون قصد) الـتأجيج ومحاولات التسييس الطائفي ..هذا الوطن لنا جميعاً وضرورة التصدى بحزم وإرادة جماعية للمنهج الطائفي في السياسة والإعلام والعمل والحياة الاجتماعية ..يا كتابنا أنتم محاسبون أولاً في هذا الجرم في مواجهة تجار الدين وحرامية المذاهب..مع التحية

    • زائر 9 | 2:09 ص

      أوجدتهم حاجة التعاون على الاثم والعدوان

      هذه التجمعات اوجدتهم حاجة واحدة فقط وهي التعاون على الاثم والعدوان على هذا الوطن ومواطنيه وهم ينظرون للوطن نظرة واحدة فقط وهي نظرة السرّاق الذين يتناحرون على سرقة لكي يتقاسموها

    • زائر 11 زائر 9 | 2:58 ص

      لا حياة لمن تنادي

      هل يوجد عاقل لا يريد حل للازمة في البلاد؟ نعم هم جماعة الفاتح. يستكثرون حتى عن توقيع بلافراج عن المعتقلين السياسين معتقلي الرأي. هذا الافراج يمكن ان يكون مقدمة لحل الازمة.هذه الجماعة قد انتزعت منها الانسانية فهل يوجد اي انسان لا يريد ان يخرج معتقل رأي مسجون ظلماً وعدوانا كما قال بسيوني بأنهم سجناء رأي ويجب ان يخرجوا. ولكن لا حياة لمن تنادي.

    • زائر 8 | 1:59 ص

      منظر في برنامج (صراع من اجل البقاء) عالم الحيوان

      البحرين في نظرهم فريسة يتقاتل عليها الوحوش والكواسر مع الاعتذار على هذا التشبيه ولكن واقع الوطن الجريح اصبح هكذا. نعم انهم ينظرون الى الوطن كما تنظر الوحوش والكواسر الى فريسة للتو سقطت فكل ينهش في جانب ويحاول جرّ قطعة من الفريسة الى ناحيته.
      هو نفس المنظر ولا مبالغة في ذلك فليجلس احدنا ولمعنّ النظر جيدا سيرى
      حقيقة ما يحصل وليقارن

    • زائر 7 | 1:26 ص

      ويش لك بيهم في ذ الفتره

      ويش هاني!! تركت الحاله اللي نعيش بيها ونعاني منها وتجيب لينا مواضيع ما اتأكلنا عيش .. نمبي حل حق حالنا ..لا شغل ولا مشغله واخويا مسجون . شوفو حل لينا ملينا والله ملينا .. السلطه مرتاحه من الوضع الي بينا وانتو تتفرجون علينا ويش عليكم شاربين ماكلين واحنا نعاني .. شوف لينا حل للقضية كلما تأخرت زاد وضعنا الي الاسوء

    • زائر 6 | 1:20 ص

      جربناهم

      ههناك من لم يتغنى بالفاتح من السنة وهم اصحاب رؤى ثاقبة و لا تهمهم المصالح بينما نرى آخرين يضعون عنوان الفاتح كمطية لمآربهم كما وجدت ذلك ظاهرا في بعض العمال في الشركة التي اعمل بها حيث قاموا بعنوان الفاتح بإنشاء نقابة لشق العمال ثم ما لبث ان انكشفوا انهم من اجل مصالخهم الخاصة فاختلفوا و تفركشوا.
      فالنتيجة العنوان يختبئون تحته من اجل مصالح خاصة ثم سرعان ما يفتركشون

    • زائر 5 | 1:15 ص

      مختلفون على تقاسم المصالح، ولكن متفقون على الوقوف ضد شريك الوطن.. كما يقول المثل: (أنا وأخي على إبن عمي)..

      تعلم قيادات الفاتح، أنهم غير متماسكين، وأن النظام لن يدع لهم فرصة ليتماسكوا أبداً، والاستدلال عليها ثابت من خلال تقرير تجمع الوحدة السياسي، الذي أكّد بان «النظام عمل جاهداً على أن لا يكون هناك تماسك في موقف المكون الذي يستخدمه رادعاً للمكون الآخر المتماسك في الموقف السياسي والاجتماعي والمطالب»..

    • زائر 3 | 1:11 ص

      الممثل الوحيد و الشرعي للسنة هي السلطة

      كل هؤلاء مطاريش السلطة لا يمثلون الشارع السني و لا يستجيب هذا الشارع و لا يستمع لأي تعليمات تصدر منهم بل الشارع السني في مجمله لا يعرف من هو الصف الاسلامي و لا حتى قيادات الفاتح و تعرف اكثر على عبد اللطيف المجمود من الازمة وحتى هذا لا يستطيع ان يحشد الف مواطن سني

    • زائر 2 | 11:40 م

      المراهقة السياسية أم لعب عيال؟

      المراهقة تعني التهور دون التنبؤ بنتائجه ،اما لعب العيال فنتائجه سلبية لعدم وجود الخبرة و الإدراك،أن ما تفعله هذه المجاميع بغض النظر عن مسمياتها الغريبة لهو إدراك منها مع سبق الإصرار تلعب على مصائر المجتمع لمصلحتها الذاتية والآنية .نرفض الزج بإسم الاسلام أو الطائفة بأي عمل سياسي،فليس هناك صف ولا منبر ولا أصيل ولا فاتح أو غامق وسالف ولا تيار قومي عربي سني أو شيعي. هناك فقط مخلصون يعملون لأجل كل الوطن،فالدين هي علاقة بين العبد وربه، فلا تتاجروا بالدين.

    • زائر 1 | 10:18 م

      قمة الخبال

      الجماعة فكروا بس في الربح والخسارة فقط ما فكروا في المواقف التاريخية وشنو راح يسجل التاريخ من الخزي والعار على صفحاته المتخمة من التخاذل والطائفية البغيضة وبيع الذمم والكذب على خلق الله
      يا اخي التخبط الي فيه الجماعة مايخولهم ان يديرون دكان سمبوسة مو يكونون مسؤولين عن نهج سياسي او جمعيات سياسية
      اقول خلو السياسية الى اهلها وطبعا التطبيل له اهله
      على قولة الحجي الستراوي - ناسي اسمه (( الصافي لأهله))
      لا تصب لا تصب يابوحنان لاني صايم

اقرأ ايضاً