العدد 3956 - السبت 06 يوليو 2013م الموافق 27 شعبان 1434هـ

المجالس الرمضانية متنفس ديمقراطي لقضايا المجتمع لتعزيز اللحمة الوطنية

كعادتها في كل عام تستقطب المجالس الرمضانية في مملكة البحرين خلال شهر رمضان الكريم شرائح عديدة من ابناء الوطن والمقيمين حيث تكتظ هذه المجالس بهم وعلى اختلاف طبقاتهم ومشاربهم .

وهذه المجلس التي سن عادتها الاجداد لازالت تحظى باهتمام كبير من الاباء والابناء لأنها تجمع بين قلوب ابناء الوطن وتعزز اللحمة الوطنية ومن هذا المنطلق يؤكد اصحاب المجالس البحرينية ان هذه المجالس اصبحت اليوم متنفس للديمقراطية لما يطرح فيها من قضايا تهم الوطن والموطن .

ويوضح اصحاب هذه المجالس ان التعاطي مع الاحداث التي تشهدها الساحات المحلية والخليجية والعربية و خاصة السياسية والاجتماعية والاقتصادية ,والادبية والامور المعيشية هي من ابرز القضايا التي تطرح في هذه المجالس كل عام .

مؤكدين على دورها في تعزيز اللحمة الوطنية وتوثيق الصلات بين افراد المجتمع وتجسيد قيم التواصل والتآلف بين ابناء الوطن.

وفي هذا السياق يقول ابراهيم كمال من (مجلس ابناء المرحوم ابراهيم حسن كمال) ان المجالس تعتبر حضارة بحرينية اجتماعية قائمة منذ القدم ، ووسيلة من وسائل الحوار المفتوح المباشر بين مختلف أفراد المجتمع ، فينعكس هذا الحوار على الأداء العام للمجتمع ، وبالتالي يصبح هناك رضاء عن أداء النفس حيث تخلق هذه المجالس حالة نفسية رائعة لأنها تعتبر مخرج من مخارج التخلص من المشاكل والهموم اليومية ، فنفرج عن همومنا في هذه المجالس التي نقوم خلالها كذلك بشد أزر الآخرين ونصبح عضداء لبعضنا البعض فنتجاوب مع هموم الآخرين إلى أن نجد لها الحلول المناسبة .

ويضيف ان المجالس تعتبر اثراء للحياة الاجتماعية في البحرين على جميع المستويات كالسياسية والاقتصادية والادبية والاجتماعية وهكذا تتواصل الأجيال مع بعضها البعض .

ويواصل ابراهيم كمال حديثه قائلا نحرص نحن جميعا كبحرينيين خلال هذا الشهر الفضيل على فعل الخير وتقديم الدعم والمساندة للمحتاجين فالدال على الخير كفاعله ، ونعكف حاليا على دراسة إنشاء بنك للإطعام لتفطير الصائمين وتوفير المواد الغذائية للأسر المحتاجة ، مستعينين بذلك بالتجربة المصرية في هذا المجال.

ويقول ابراهيم كمال في المجالس ايضا تتاح الفرصة بالالتقاء بفئات عديده من الناس ككبار السن واصحاب الخبرات والمختصين في مختلف المجالات ، فيثرون الحضور بالمعلومات واهم الاحداث ويعقبون على اهم الملاحظات والاحتياجات ، وهو ما نحرص عليه بأن يكون المجلس ذا اهمية وفائدة يستفيد منه الجميع ، فهو مكان للم الشمل وتقوية الروابط واللحمة الوطنية ، هذا بالإضافة الى مزاولة بعض الانشطة التجارية والاجتماعية والتثقيفية .

ودعا الشباب الى المشاركة في المجالس للتعرف على الاخرين ومشاركتهم افراحهم وهمومهم وكل ما يسهم في رفعة مملكتنا الغالية ، وذلك اقتداء بقيادتنا الرشيدة التي تعتبر نموذجا حيا في استقبال المواطنين والمقيمين من خلال المجالس ، والقيام بالزيارات الميدانية للمواطنين في مختلف محافظات المملكة.

وبدوره تحدث عثمان محمد شريف من (مجلس عثمان شريف) عن هذه المجالس موضحا انها موروث قديم توارثناها من آبائنا وأجدادنا فهي تخلق نوع من الترابط المجتمعي فيما بين الأفراد في مختلف المناطق .

ويؤكد ان هذه المجالس أصبحت تلعب دورا رئيسيا ومهما في تجسيد روح الوحدة الوطنية من خلال التعبير عن المحبة والولاء الى قيادتنا الرشيدة ، حيث يتم تبادل وجهات النظر في كل ما يتعلق بالمصلحة الوطنية ، وييشير الى ان هذه المجالس لها العديد من الجوانب الايجابية وهي من الاسباب الرئيسية في خلق الترابط والألفة بين كافة أطياف المجتمع البحريني .

ويقول عثمان شريف ان المجالس الرمضانية تتفاوت من منطقة لأخرى فمنها الأسبوعية ومنها اليومية ، أما في رمضان فإنها تزداد وتصبح شبه يوميا ، فهي مجالس خير وبركة ، فيتواصل المواطنين والمقيمين في هذا الشهر الفضيل لتبادل التهاني بمناسبة حلوله ، فنترقب بفارغ الصبر الالتقاء بإخواننا وزملائنا وأصدقائنا لكي نتحاور ونتطرق الى كل ما يهمنا .

ويؤكد ان هذه المجالس تمثل قيمة اضافية عندما تحضرها شخصيات من اصحاب القرار كالمسئولين سواء في القطاع الحكومي او الخاص ، حيث يعتبر وجودهم امرا ايجابيا في ايصال صوت المواطن للمسئول مباشرة حتى يقوم هو بدوره باتخاذ ما يلزم حيال ذلك معتبرا المجلس قناة من قنوات التواصل بين كافة اطياف المجتمع ، وهو ما تحرص عليه القيادة السياسية من تقوية الروابط الاخوية بين المواطنين وتشجيع فتح المجالس توطيدا للروح الوطنية .

ومن جانبه يؤكد علي محمد المسلم من (مجلس المسلم) ان هذه المجالس تشكل اهمية بالغة في اعادة اللحمة الاجتماعية فيما بين افراد المجتمع الذين شغلتهم الدنيا بأعمالهم ، وهي فرصة للالتقاء بالأصحاب والاهل والجيران في مكان واحد لتبادل الاحاديث واهم الاخبار والفعاليات سواء كانت المحلية او العالمية ، كما انها فرصة لا تعوض عندما تفتح المجالس في شهر رمضان المبارك الذي يحضن الجميع تحت سقف واحد فيتم خلالها القيام بأعمال الخير ومزاولة وتداول الاحاديث والمواضيع التي تخص العباد والبلاد .

وينوه المسلم بمناقب الامير الراحل صاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان ال خليفة طيب الله ثراه الذي كان يجمع المواطنين في مجلسه كل اسبوع ليطمئن على احوالهم واحتياجاتهم ويتبادل معهم وجهات النظر في كل ما يتعلق بمصالح الوطن والمواطن .

واعتبر المجلس كالبوتقة التي تصب فيها مصالح الحياة الاجتماعية البحرينية فتسهم في زيادة التلاحم الاخوي بين افراد المجتمع ، وتقوم بدورها في حل المشاكل التي قد يتعرض لها المواطنين من خلال تبادل الآراء والنصائح ، ويؤكد ان هذه المجالس سواء في القرية او المدينة لها تاريخ عريق ، فهناك كبير العائلة يتجمع عنده الناس لتشكو حالها وتتباحث في امور دينها ودنياها فأصبحت بمثابة المدرسة التي تنقل الثقافة والعادات والتقاليد الى ابناءنا لكي يستلموا الراية من بعدنا.

اما عبدالكريم جاسم السكران من مجلس (بيت السكران) فيقول لقد توارثنا نحن البحرينيون من ابائنا واجدادنا اهمية التواصل والتلاحم والتعاون لان ذلك جزء اصيلا من ديننا وثقافتنا وعاداتنا وتقاليدنا ، فنجتمع في مجالسنا لتقوية هذا التلاحم ، ومناقشة امور الدين والدنيا وكل ما هو مستجد على الساحة ، فنقرأ القران في شهر رمضان المبارك ، ونجتمع لمساعدة الفقراء والمحتاجين حتى يعم الخير على الجميع .

ويضيف السكران قائلا يأتينا في مجالسنا العديد من الزوار سواء من المنطقة او من المحافظات الاخرى وحتى من الدول الشقيقة والصديقة ، متمنيا استمرار المجالس لتستقطب ابنائنا واصدقائنا .

ومن جانبه تحدث عبدالعزيز بوزبون من (مجلس بوزبون) عن أحياء العادات والتقاليد الرمضانية خلال شهر الفضيل مؤكد ان المجالس البحرينية من أهم وسائل التواصل وتقوية الروابط فيما بين مختلف فئات المجتمع فمن خلالها نتواصل ونتحاور وتتبادل الآراء والافكار التي تصب في المصلحة الوطنية مما يسهم في زيادة التماسك الاجتماعي وكل ما فيه خير وصالح الوطن والمواطن والمقيم ، ونقوم خلال الشهر الفضيل بأحياء العادات والتقاليد الرمضانية كطبخ الاكلات الرمضانية المعروفة .

ويقول بوزبون خلال رمضان نحتفل باهم مظاهره كالقرقاعون والوداع والغبقات ، كما نتباحث مع اهالي المنطقة ممن لديهم ايه ملاحظات او مشاكل لنساعده سواء معنويا او ماديا ، هذا بالاضافة الى اصلاح بين الاشخاص في حال وجود ايه خلافات فيما بينهم .

وبدوره اكد أحمد عبدالله عقاب من مجلس (عقاب) ان المجالس الرمضانية تعتبر مدارس تزخر بكثرة انتشارها في كافة المناطق ، وبمحافظة المحرق خاصة لما لها من خصوصية وترابط بين اهلها وتمسكها بعاداتها وتقاليدها الاصيلة .

وهي موجودة على مدار طول السنة ، الا انها تنشط بشهر رمضان الفضيل لتقارب الناس وتلاحمهم وترابطهم فيما بينهم.

ويؤكد عقاب ان هذه المجالس كانت في السابق تعلم وتربي المجتمع , وهي التي اليوم تؤدي دورها في المجتمع ، فتقوم بتعليم الأبناء من المهد إلى اللحد (المعرفة) ، وتثقفهم من الناحية التاريخية والاجتماعية والاقتصادية والدينية والنفسية والفكرية والعلمية والطبية , والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والأخلاق والوسيلة والفضيلة والكرم والنبل والشهامة ، وغرس حب المبادرة والتعاون والإنجاز والتفاني لأجل مجتمع طيب .

وقد أصبحت المجالس عادة لأفراد المجتمع إلاّ أنها أصبحت من ضمن برامجها اليومية أو الأسبوعية , وهو ما شجع كل فرد فيهم أن يجعل من بيته أو بيت أبيه مقر لهذه المجالس , وتكون أوقات هذه المجالس عادة إما صباحاً أو مساءً وخاصة لأنها مرتبطة في أوقات أصحاب المجلس أو من يلازمها لطبيعة عملهم.

ويوضح ان المجالس تقوم بتأدية دورها المطلوب من صقل الفرد وخدمة المجتمع في شتى مجالاتها ، وتقوم على تأصير الترابط والمودة بين أفرادها ، الرجال في مجالس السابق لم يكونوا ينظرون إلى العرق أو الانتماء الطائفي ، فهي قائمة على الطيب ...مستشهدا قائلا :اول يقولون المجالس مدارس ..يلقي به الطيب مكانه وطيبه . ويضيف ان المجالس في وقتنا الحالي لم تعد هي نفسها مجالس الأمس ، فلم تعد تؤدي ما كان مطلوباً منها بالأمس من تأديب وتربية وثقيف وتعليم ، بل أصبحت مغرمة بلعب ألعاب الكمبيوتر ومشاهدة التلفاز ولعب الورق .. وغيرها من أمور ، فلم تعد تنفع الجيل الحالي بل ضيعته وحجمته ، وكسرت مبادئ المجالس السابقة .

وأيضا لم تعد تهتم بالجانب التربوي والأخلاقي وهذه مشكلة كبيرة ومؤلمة ، تصل في أعلى درجاتها إلى خطر التقلب السريع ، و التقلب السريع يعني تغير قيم المجتمع بشكل سريع وكبير.

ويؤكد عقاب على اهمية مجالسة كبار السن لانهم خبره علميه وعمليه للأبناء ...لكن المشكله هنا وفى وقتنا الحاضر لم يعد هناك مجالسه للكبار وحتى للآباء أيضا وأصبحت الأجهزه الذكيه والانترنت والتقنيه الحديثه هى مجالسة كل فئات المجتمع ...حتى إنك تصادف أحدهم وقد بلغ العقد الثالث من العمر وهو يجهل الكثير من الأعراف والأسلاف حتى وإذا إجتمع الكبار والصغار بوقت محدود جدا فإن الصغار لا يتقبلون معلومات آباؤهم وأجدادهم .

ويشدد عقاب قي ختام حديثة على اهمية هذه المجالس التي لا تزال تؤدي دورها إلى اليوم في تعلم كل شيء ابتداءً من التربية وانتهاءً بالمعرفة بعلوم المجتمع وما يسود فيه وما احتواه وطواه التاريخ بما يتناسب والمجتمع نفسه، حكاياته وبطولات أفراده، و غرس الخير والفضيلة في النفوس .





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً