العدد 3959 - الثلثاء 09 يوليو 2013م الموافق 00 رمضان 1434هـ

ارتداد الموقف الأميركي أمام المتغيرات العربية

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

لا يخفى على أحد حالة الترقب العربية وحتى الخوف أحياناً من المتغيرات التي قد تطرأ مع كل متغيّر إقليمي. وبلا شك فإن التطورات التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط تفرض نفسها على أجندة المواقف الأميركية، في ظل تأثير التطورات والتغيرات التي تشهدها دول المنطقة على المصالح الأميركية. وقد تزايد هذا التأثير بعد اغتيال السفير الأميركي في ليبيا جون كريستوفر ستيفنز على خلفية الاحتجاجات التي شهدتها المنطقة.

ويرى مراقبون أميركيون أن مشاكل الشرق الأوسط لن تنحل خلال الأعوام الأربعة المقبلة، ومن المحتمل أن يزداد الوضع سوءًا قبل أن يتحسن. وبهذا يصبح السؤال الرئيسي الذي يواجه الإدارة الأميركية الحالية: إلى أي حدٍّ تنوي التخفيف من مشاكل المنطقة، والمساعدة في توجيهها للخروج من أسوأ المسارات إلى أفضلها؟

إن التحديات التي تواجه الإدارة الأميركية في المنطقة لا يمكن تجاهلها، فهي بدأت تفرض نفسها على الساحة، ومنها كيفية استثمار الموارد بطريقة ترسي الديمقراطية والاستقرار في المنطقة بما يخدم المصالح الأميركية. ولذا فإن مسألة إرساء مبادئ الحكم الرشيد في دول المنطقة مازال بعيد المنال، لأن دولاً مثل مصر مازالت في مرحلة تقلبات سياسية لم تتضح ملامحها، كما أن عقلية الانفتاح على الآخر وعدم إقصائه مازالت غير موجودة، أضف إلى ذلك مقاومة التغيير بأي شكل من الأشكال والابتعاد عن فكرة الدولة المدنية.

إن عدم تبني أي موقف قد يضر هذه المصالح، على خلاف التشجيع على تبني سياسة حوار مفتوح وواسع مع جميع الأصوات الثائرة في المجتمع العربي دون انتقائية، والتوفيق بين القضايا المتعلقة بالمشكلات الأمنية في المنطقة من ناحية، والديمقراطية والإصلاح من ناحية أخرى، إضافةً إلى أهمية الحفاظ على الحوار مع الجماعات السياسية المختلفة، لأن الفشل في الحفاظ على الحوار من الممكن أن يضر بالمصالح الأميركية، فالبيئة السياسية ستتطوّر لأنها ستخلق بيئةً تنافسيةً تعددية داخل المجتمعات العربية التي تشهد الكثير من العواصف السياسية.

تلك هي التحديات التي تواجه العام 2013. وعلى رغم أن المنطقة العربية من خليجها إلى محيطها، من أكثر المناطق التي تراعي فيها الولايات المتحدة الأميركية الإبقاء على ما يسيّر مصالحها رغم هبوب رياح التغيير في مطلع 2011، إلا أن الأنظمة العربية المنشغلة في قمع احتجاجات شوارع الربيع العربي، تنتابها حالة من الترقب خصوصاً وهي تشعر بأن ما يبقيهم في السلطة يأتي ضمن حسابات ومعادلات خاصة تتبنى نظرية المصالح في مقابل قمع الشعوب. ولذا فإن ارتداد الموقف السياسي في مصر وفي بلدان عربية أخرى يعبّر عن حذر الولايات المتحدة في متابعة الأمور، ومع من تنتهي في النهاية، وهذا ما يلتمسه كل من يتابع تصريحات الرئيس الأميركي باراك أوباما.

إن ما عاشته شعوب المنطقة العربية على مدى أربعين عاماً، لم يكن استقراراً، وحتى ما حدث منذ عامين لم يكن تغييراً، ولكن مرحلة انتقالية تتلون لتظهر ملامح المرحلة المنتظرة. ففي المفهوم السياسي الصحيح كان أربعون عاماً من الاستبداد السياسي وإقصاء الآخر والاستياء الشبابي والاحتكار الاقتصادي في ظلّ جو لا مشبع بالفساد بأنواعه وأشكاله. ومرّ عامان من ربيع متوتر مازالت ملفاته عالقةً من سياسات الأربعين عاماً، وبعيدة المنال عن تحقيق ما يعرف بالدولة المدنية الصحيحة التي تبنى على أساس التعددية. لذا فإنه من الضروري العمل مع القاعدة الشعبية ودعم الاستقلالية الفردية وتكافؤ الفرص، وهذا لن يتم إلا من خلال دعم السياسات الجديدة والتشجيع عليها، وإلا فإن مسار الفوضى هي ما سوف تنتهي إليه الشعوب العربية أو السقوط في حروب أهلية.

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 3959 - الثلثاء 09 يوليو 2013م الموافق 00 رمضان 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 11:33 ص

      انه انه

      انه اسباب الظلم فى العالم سببهه امريكا الشيطان الاكبر

    • زائر 2 | 4:10 ص

      خط النسخ وخط الرقعه وخريطة خريطة طريق الحرير التجاري

      يقال حسب قانون نيوتن بأن لكل فعل رد فعل مساوي له في المقدار ومضاد له في الاتجاه. بينما عندما يطبق أو يستخدم هذا القانون على المجتمعات البشريه تدخل قيمتان واحده لقوى الشر والاخرى لقوى الخير. فاذا كان المجتمع يغلب عليه الدونيه والذاتيه فهذا شر أكثر فيسير عكس القانون ليصل متأخر الى حالة أنه لا يمكن للظلم أن يكون منتصر فقد قام وتأسس على القتل والباطل. فهل ما قام على باطل صحيح؟ وما خرابيط خرائط طريق التي رسمها الاميركان الا دليل على من خط خط ولم يعرف قراءته قدم له علفاً...

    • زائر 1 | 4:00 ص

      بيت أبيض ما يميز بين خيط أبيض من خيط أسود – يعني خير شر - وشرخير

      ساد راس كما يعبر عنها محليا يعني تغذيه راجعه أو الارتداد العكسي لفعل الرمي مثلا أو ماشابه. وصلت البشريه الى مستوى من العلم لا يحتاج الى تجربة المجرب، إلا أن صقور البيت الأبيض السابقين والمخططين والعاملين الحاليين لم يستوعبوا التجربة جيدا ويريد إعادة ما جرب على الشعوب وتكرار السيناريوا الذي قام به التجار اليهود قبل ما يقارب القرنين ونيف. أي بعد سقوط روما وسقوط الكثير من الامبراطوريات ومنها العثمانيه. حرب ودمار وبعدها نهب وسلب وقتل وتنكيل .. للشعوب لتستغني طائفة أو عدد من الناس على حساب الشعوب.

اقرأ ايضاً