العدد 3962 - الجمعة 12 يوليو 2013م الموافق 03 رمضان 1434هـ

هل أهل البحرين في سبات عميق؟

سهيلة آل صفر suhyla.alsafar [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

تطالعنا الصحف اليومية بعناوين لما يجري في البلاد من أمور سياسية وتردٍ للأوضاع على كل الأصعدة الحياتية من اقتصاد وتعليم وصحة وعدالة اجتماعية وسياسية وطائفية... الخ، تغم القلب وتصيب من يتابعها بالإحباط واليأس وتبث الخوف والقلق.

في الوقت الذي توحي فيه الادعاءات الحكومية بعكس ذلك! وكأن كل شيء على ما يرام، وتحاول أن تشعرنا أن الوضع آمن ومستقر وشديد الانضباط وأن الاقتصاد في أوج ازدهاره! ويتسبب في البلبلة الفكرية وباختلاف الواقع المعاش عن الهيمنة المزيفة وتحت المظلة الاصطناعية والخيالية ومن دون تفعيل أي حلول حقيقية لإسناد الوضع وانتشاله من المحنة الحقيقية التي تنجرف إليها البلاد. وخاصة أن الشوارع مازالت تحرق والدخان الأسود يُغطي السماء أحياناً والزحمة المرورية الخانقة والتي قد تزيد على الساعة عدا غلق الطرقات وتحويل المرور أيضاً، ومن دون معرفة أسباب ذلك!

فالمواطن لا يحقُ له أن يعرف ما يدور حوله! وهو مثل الأطرش في الزفة! في أيام ثورات الربيع والمطالبة بالحقوق والعدالة من كل جوانبها! ومازال البعض يحلم أن بإمكانه إيقاف عجلة التغيير!

فالشركاتٍ العملاقة تغادر البلاد بسبب أزمة الشاحنات على الجسر، هذه المشكلة العويصة والتي حيرت المسئولين ولم ينجحوا في إيجاد الحلول لها على رغم أهميتها للخسائر التي سنواجهها وهي أحد أسباب زيادة الأسعار.

كما رحلت شركات أخرى لسوء الأوضاع الاقتصادية، وللمؤشرات الدالة على الركود لنقص المشاريع ولخوف الناس من المجازفة في الاستثمار المحلي لعدم استقرار الأوضاع وتسبب ذلك في تسريح العديد من البحرينيين، وانتشرت البطالة؛ ما أثار السخط العام على هذا التردي الواضح، ودخلت البحرين في سباتٍ عميق، بعد أن كانت في مصاف الدول المتقدمة على كل الأصعدة.

وتتابع التصرفات غير المتوازنة بإقصاء العديد من البحرينيين المؤهلين وذوي الشهادات العليا من أطباء وفنيين وذوي خبراتٍ تراكمية مميزة والتي كانت تدير أماكن حساسة وقيادية وتشرف البلاد، ومصدر فخرٍ للبحرين، وفي ظروفٍ حرجة تمر بها البلاد.

أقصوهم ونحن في أمس الحاجة إلى تلك العقول والأيادي المدربة ولأسباب عقيمة، فهي بحجة التقاعد المبكر كما يحدث في وزارتي الصحة والتربية، وترك بعضهم البلاد أو جلس عاطلاً في بيته وهو في قمة عطائه.

كما حجبت التعيينات عن الشباب المتخرج حديثاً وفصل آخرون بحجة عدم وجود شواغر أو خبرة. إن مثل هذه التصرفات هي تدميرٌ حقيقي للبنة الأساسية والتي جاهدنا فيها جميعاً لبناء البحرين والبحرنة الديمقراطية الحديثة.

أين هي سياسة الحكمة في مثل هذه التفرقة، بالاستغناء عن أبنائنا وإحلال الأجانب ممن هم أقل كفاءة وخبرة، أين هي حقوق المواطنين من أجل الحصول على الأفضل؟! وأين هي قيمة الإنسان حينما يعرف أن الأغراب يأخذون أماكنهم التي جاهدوا وتعبوا في الحصول عليها لتحقيق أحلامهم لخدمة بلادهم؟! لتكون لقمةً سائغة للآخرين ومن لا يستحقونها وتكون هذه نهاياتهم.

وانحدرت الخدمات العامة كتحصيل حاصل للنخبة الوافدة متماشياً ذلك مع النوعيات الجديدة من الموظفين الجدد ذوي الكفاءات المحدودة والتي أخذت مفاتيح وإدارة زمام الأمور المهمة في البلاد وأقصت أبناء شعبها ظلماً ومن دون جدارة، والتي ستتسبب في إرجاع البلاد لسنواتٍ إلى الوراء وللحديث بقية.

إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"

العدد 3962 - الجمعة 12 يوليو 2013م الموافق 03 رمضان 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 26 | 10:43 ص

      كلام صحيح وفوق الراس

      كلام صحيح وفوق الراس
      ان خريج من سنتين بل وظيفة بينما يشغل وظيفتي
      اجنبي ومرتزق وبدون شهادة جامعية ومؤهل

    • زائر 25 | 10:01 ص

      كلام رائع والله

      كلام جميل جميل جميل ونتمنى أن يقرأوه من في الكراسي الجاهزة بقرارات الدولة قبل أن تقول الاقتصاد بخير والسيطرة تامه (طبعاً بالمداهمات والاعتقالات )ووضع سكرتيرة دون شهادة جامعية في منصب وزيرة شيئ مشرف وكل يوم تصرح ببيانات كاذبة ومنحازة ووزراىء اكل عليهم الدهر وشرب ومايگدون يمشون من الشيخوخة الله ليچ يا بحرين والله ما ينسى احد وهو يمهل ولا يهمل

    • زائر 24 | 7:18 ص

      الأمـور مخطط

      لها من قبل ، وبالخصوص فـي الوزارات التالية ( الصحة ، الأشغال ، الكهرباء ، بتلكو ، البلدية ، التخطيط العمرانـي ) .

    • زائر 23 | 7:17 ص

      النخب هي التي في سبات عميق

      شكرا سيدتي الفاضلة على انك كتبت. أهل البحرين ليسوا في سبات بل يعانون و لكن النخب المثقفه و النخب الاخرى هي التي في الخلف و هي التي في السبات

    • زائر 22 | 6:59 ص

      و يلومون الناس لين أعترضوا و طلعوا يطالبون بحقوقهم !!

      هذا كله سوف يؤدي للوضع بالإنفجار

    • زائر 20 | 6:38 ص

      دهنا بس مب في مكبتنا

      المثل الخليجي الشهير دهنا في مكبتنا ما تؤمن به البحرين هذا المثل فقط للاستهلاك المسرحي والتمثيلي . دهنا في مكبة الاجنبي ومن يقدم الولاء والعبودية المطلقة

    • زائر 19 | 6:36 ص

      علي فخرو كان الزمن الذهبي للتعليم

      تدريب متقن وقررات مدروسة واحترام للمعلم كان يؤمن ببحرنة الوظائف اااه يادكتورة سهيلة اخترب كل شي في هذا البلد قيادات غير مسؤولة عنصرية وطائفية تقصي الكفاءات لتقدم الاجنبي خسارة على التعليم على الصحة على الاقتصاد المهدور مع من لا يستحقونه

    • زائر 18 | 6:31 ص

      انهم واهمون بأقصاء الكفاءات

      هذه الكفاءات مثلت في يوم من الايام السياحة العلاجية وبعد ابعادهم الناس تتخوف من الذهاب للمستشفيات والثقة انعدمت تماما اما بالنسبة للتعليم الكفاءات ابعدت أو تقاعدت قسريا بسبب عنصرية وزارة التربية فحلوا الاجانب فنتشر فيروس التعليم المتدني وظهور مخرجات تعليمية ضعيفة

    • زائر 17 | 6:25 ص

      مقالك ادمع عيني يا دكتورة

      فعلا البلد نحو الهاوية تراجع في جميع مناحي الخدمات والسبب معروف

    • زائر 16 | 6:23 ص

      بسبب السياسة المقيته التعليم في تراجع وكذلك الصحة والعمل

      احلال الاجانب واقصاء الكفاءات جلب الدمار لهذا البلد .

    • زائر 15 | 6:21 ص

      بالفعل رجعت البلاد الى الوراء

      حتى المواطن البسيط يستشعر ذلك

    • زائر 14 | 5:45 ص

      الخدمات مخصصة التعليم صاير يتخصخص الصحه كذلك

      لم يكن شعب البحرين في سبات أو نوم عميق. قد تكون جماعة أو بعض من سولت لهم أنفسهم عمل السوء. فهذا الشعب شهد له القاصي قبل الداني بوعيه وصبره على مختلف انواع الظلم. من يقول سبات – فاليهود يسبوت يوم السبت، أما النوم العميق فهذا يقولون كاتب يكن يكون إمفعي حتى يقول كلمه مو عدله على عامة الشعب. مسألة التجارة وهروب رأس الحيه أو رأسمالها فهد أفضل لسبب أن تدمير البحر وقبله الزراعه لم تكن بسبب الجهل وإنما بسبب السطو على المزارع وتحويلها الى خاصة ما السواحل اليوم. أما الخدمات في ظل العولمة وتخصيص والخصخص

    • زائر 12 | 4:45 ص

      شكر دكتورة

      المقال رائع ، ويلامس الواقع المعاش ، وخاصة في وزارتي التربية واللاتعليم والصحة ، ومما يؤسف له ان كل ما بناه الدكتور فخرو في التربية هدموه هذه الزمرة بمشاريعهم الفاشلة وضيق أفهم وقلة كفاءتهم، واستبعادهم

    • زائر 11 | 4:44 ص

      عندما يختلط الدين بالسياسة تحدث امور لاتحمد عقباها

      الوضع لن يحل بالرغبات بل بالتوافق..الامور تبدوا اعقد مما نشاهد..والله يكون في عون البحريني او البحراني البسيط..

    • زائر 9 | 3:53 ص

      سياسة الهاوية

      نعم سيدتى هذا هو الوضع فى البلاد . حكومة لم تذخر جهدا الا واستخدمته فى سبيل الاقصاء والتهميش والنيل من هذا الشعب ..انها سياسة الانتقام , سياسة الهاوية .

    • زائر 8 | 3:50 ص

      ونحن المحامون

      نعاني الأمرين بسبب اقصاء الموظفين ذوي الخبرة في أقلام كتاب المحاكم ونلاحظ خلال هذه الأيام توظيف لأشخاص ذوي كفاءة متدنية لإحلالهم مكان الموظفين الأكفاء ونعلم علم اليقين عن مستواهم الفقهي ولكن مستواهم الإجتماعي وانتماءهم السياسي هو ما أوصلهم لهذه المراكز الحساسة وصار القضاءفي خبر كان

    • زائر 7 | 3:37 ص

      حكمة العقلاء

      هل تعلم السلطة ان بفعلها هذا ستجعل من الشباب المحرومين من حقوقهم قنابل موقوتة على استعداد للانفجار في إي وقت ؟ عندما يجد الشاب نفسه بدون وظيفه وبدون منزل و بدون اي حق في التعبير عن ذاته ويعيش عالة على أسرته بينما يجد الغريب ينعم بخيرات بلده،فماذا تظنون انه فاعل ؟ نتمنى من قيادتنا ان تستوعب هذه المخاطر وتدارسها لتتجنب الأهوال وتنقذ البلد من الانزلاق بدلا من الانتقام

    • زائر 6 | 2:10 ص

      الوضع لايطاق

      لقد أقدم الكثيرون على تقديم استقالاتهم والتقاعد المبكر في وزارة التربية والتعليم لأنهم لم يستطيعوا التحمل فالترقيات في جميع الوظائف ينالها من لا يستحقها (مدراء ومدراء مساعدين ومشرفي الشؤون المالية والإدارية والاختصاصين وغيرهم ) أما الموظفين المخلصين فمصيرهم التهميش والإقصاء وإذا تم تلفيق التهم لهم من قبل المتمصلحين والحاقدين يتم التحقيق معهم من قبل أناس لا يفقهون شيئا ويتم إيقافهم عن العمل أما من يتملقون ويكذبون فإنه يتم ترقيتهم إلى وظائف أعلى

    • زائر 4 | 1:04 ص

      في الصميم

      شكراً جزيلاً دكتوره على هذا المقال الواقعي الملامس لأرض الواقع لما يجري على الأرض في البحرين...

اقرأ ايضاً