العدد 3964 - الأحد 14 يوليو 2013م الموافق 05 رمضان 1434هـ

الإعداد لرمضان على الطريقة الأميركية

Common Ground comments [at] alwasatnews.com

خدمة Common Ground الإخبارية

Common Ground

نازيش يارخان - خبيرة استراتيجية في المعلومات والاتصالات في منطقة شيكاغو 

دخل المسلمون يوم الثلثاء التاسع من شهر يوليو/ تموز بداية شهر رمضان المبارك للمسلمين في الولايات المتحدة، وهو وقت يتوقف فيه المسلمون في كافة أنحاء العالم عن تناول الطعام والشراب من الفجر وحتى الغروب. وحتى يتسنى الاستفادة من بركات هذا الشهر الفضيل، شاركْنا أنا وأفراد أسرتي في خلوةٍ نظمتها دار الحكمة، وهي مبادرة تربوية إسلامية في وستمونت بولاية إيلينوي.

عزّزت هذه الخلوة اعتقادي بأن الولايات المتحدة، رغم بعض أوجه القصور، ما زالت واحدة من أفضل الأماكن لممارسة الإسلام بحرية.

رغم سمعة الولايات المتحدة المتنامية كأمة استسلمت لبرامج الرقابة السرية، إلا أن التزام أميركا بالتعددية والحرية الدينية حيّ يرزق وبشكل واضح. كان البحث عن الحكمة والتعلّم ممكنين دائماً في الولايات المتحدة، والجالية الأميركية المسلمة أبدعت نتيجة لذلك.

لم تكن هناك خلوات كهذه في ستينيات القرن الماضي عندما وصل العديد من المهاجرين المسلمين من العالم غير الغربي نتيجة لتشريعات جديدة تتعلق بالهجرة، حيث انشغل هؤلاء المسلمون بغرس جذورهم في وطنهم الجديد. كان الدين أولوية، إلا أن العديد من جماعات الشباب المسلم والمساجد كانت لهم بدايات متواضعة في أقبية كنائس تم استئجارها.

واليوم، تشهد دار الحكمة والعديد من مراكز التعلّم الإسلامية في أنحاء البلاد على أن الحق في حرية الدين الدستورية الأميركية، هي أكثر من مجرد كلام.

شهر رمضان، في منطقة شيكاغو على الأقل، هو وقت من السنة يقوم المسلمون فيه وبنشاط، بمضاعفة جهودهم ليكونوا أكثر من مجرد «الآخر». وتستضيف العديد من المساجد طعام الإفطار وتتشارك في هذه الوجبة التي تشير إلى نهاية لصيام كل يوم مع جيرانها من المسلمين وغير المسلمين. كما تقوم المنظمات الإسلامية بتنظيم حملات طعام وتطوّع في المطابخ ومخازن الطعام. إلا أن تمثيل الإسلام لا يحتاج إلى منظمة أو مؤسسة.

تشكّل هذه المناسبة السنة الحادية عشرة من تبادل الهدايا والحلوى في كلٍّ من عيد الفطر وعيد الميلاد، وذلك بناء على الصداقات مع جيراننا وأصدقائنا غير المسلمين. جميعنا ممثلين عن عقيدتنا ونملك القدرة على إعطاء انطباعات باقية، جيدة أو سيئة.

كان ذلك سبباً آخر لحضوري هذه الخلوة. يقضي أطفالي وقتاً أطول مع الأصدقاء والمعلمين من كافة الديانات، مما يقضونه معنا. وهم يشكلون رمزاً للإسلام في معاملاتهم اليومية. كانت الخلوة طريقتي لمساعدتهم على ترسيخ هويتهم كمسلمين يمارسون دينهم، وفي الوقت نفسه إحاطتهم بزملاء مكرسين للإسلام بشكل مماثل. عزّزت المحاضرات ما نعلّمهم في البيت: العيش ضمن مبادئ ومعتقدات عقيدتنا وتجسيد القيم الإسلامية مثل الصدق والاحترام وعمل الخير والصبر والمثابرة لنكون مسلمين صالحين.

لا أستطيع، مثلي مثل جميع الأميركيين، أن أتحمل أخذ حرية الدين على أنها تحصيل حاصل. وإذا أخذنا بالاعتبار حالات الرهاب الإسلامي في الولايات المتحدة وغيرها، فإن قدرتنا على تقديم حرية الدين إلى الأجيال المستقبلية يعتمد على استعدادنا أن نفتخر بديننا وألا نكون «الآخر» بل «الجار الطيب». عندما نتشارك بديننا ونتصرف حسب تعاليمه بشكل علني، فإننا نبدأ نشكّل مصادر موثوقة عن الإسلام ونمحو الصور النمطية والمعلومات المغلوطة.

إقرأ أيضا لـ "Common Ground"

العدد 3964 - الأحد 14 يوليو 2013م الموافق 05 رمضان 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 8:27 ص

      Last desprate hope of man on earth

      سوف تبقى الولايات المتحدة رغم عيوبها الأمل اليائس الأخير للبشرية على وجه الأرض.

اقرأ ايضاً