العدد 3964 - الأحد 14 يوليو 2013م الموافق 05 رمضان 1434هـ

وزيرة الثقافة: الفنّ أعاد تشكيل خارطة الوطن العربيّ

برسمها للأوطان العربيّة، وبقدرة الفنّ على أن يصيغ في خطاباته وبصريّاته رسائله العميقة حول الإنسان وهواجسه وإشكاليّاته، المنامة عاصمة السياحة العربيّة للعام 2013، تعيش روائع الفنّ العربيّ وتستحضر ربع قرنٍ من المعالجات والأطروحات الفنيّة في تركيبة فريدة وتجربة جماعيّة داخل متحف البحرين الوطني، حيث تفتتح وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة اليوم الاثنين (15 يوليو / تموز 2013) في الساعة التاسعة مساءً معرض (25 عامًا من الإبداع العربيّ)، الذي تقيمه وزارة الثقافة بالتعاون مع معهد العالم العربيّ بباريس، في اختبار زمنيّ لإدراك أنساق التخيّل البصري ومحاولة تشكيليّة لتكوين وعي عام بالظواهر والمتغيّرات على الخارطة العربيّة، وذلك بحضور مدير عام المعهد العربيّ بباريس منى خزندار، مدير المركز الإقليمي العربيّ للتراث العالمي بمملكة البحرين منير بو شناقي، والقيّم العلميّ على المعرض إيهاب اللبّان ، إلى جانب العديد من الشخصيّات الدبلوماسية والفنيّة والمهتمّين بالشأن الثقافيّ والتشكيليّ.

وبهذه المناسبّة، تشير وزيرة الثقافة إلى سعادتها بالخارطة العربيّة التي تتآلف وتنسجم مجدّدًا عبر الفن واللغة البصريّة، مؤكّدةً: (كلّ الأحلام والثقافات التي نؤمن أنها الطريق الأوحد للوصول إلى الجمال والفكرة العميقة والإنسانيّات المرهفة وحالات السلام هي اليوم تتجسّد في هذا المعرض الذي يُعدّ أكبر المعارض الفنيّة المعاصرة في تاريخ معهد العالم العربيّ بباريس، حيث الثقافة تؤسّس للأوطان بمختلف تصوّراته واحتمالاته ورؤاه)، وتعقّب: (خمسةٌ وعشرون عامًا لا تُطلِق فكرة الرمزيّة الهويّة بل تنقل ربع قرنٍ من حيوات كثيرة أرّخت لكل الأحداث والمتغيّرات بمعادلات فنيّة وذهنيّة. نحن اليوم لا نصطاد فكرة الجمال فحسب، بل نبحث بأدوات فنيّة عن أفكار إنسانيّة وأطروحات اتّخذت الشكل الذي عليه، باعتبارها التأريخ الحقيقيّ لكل الإشكاليّات والألغاز، فثقافة الوطن العربيّ تعدّدية وتشعبّية، ويمكننا بهذا المنتج الفنيّ الإنسانيّ أن نستوعب الأنساق الواقعية والخيالية وندرك الطارئ أو الملابسات التي شكّلت خارطة الفن العربيّ الجديدة).

ينطلق معرض (25 عامًا من الإبداع العربيّ) من ذاكرة الفنّان العربيّ ومساحاته الفنيّة ومجسّماته للتعبير عن الأسئلة والوجوديّات بمشاركة 33 فنانًا عربيًّا بمناسبة مرور 25 عامًا على تأسيس معهد العالم العربيّ في باريس. ويُشرع المعرض مختبره الحقيقي في تجارب منتقاة لبحث الظواهر المستمرّة والمتغيّرات اللاحقة.

وحول ذلك، يقول القيّم العلميّ على المعرض إيهاب اللبّان: (نعتقد أن التجارب والمشروعات الفنيّة التي يطرحها المشاركون في هذا المعرض قد تساهم، وبشكل كبير، في الكشف عن البناء المتناغم والملامح المكوّنة للمشهد الفنيّ العربيّ)، مشيرًا إلى أن المشهد الفني للوطن العربي يحتاج متابعة ضرورية لكافة مناحي الفن التي تنتج بأيادٍ ورؤى عربية. وأضاف: (لقد بدت على العالم العربيّ ملامح تغييرات كبيرة وجذريّة في الآونة الأخيرة، لم ينفصل عنها الفنّانون) مؤكدًا أن الفنانين انخرطوا في تلك التغييرات وأصبح لهم دور واضح في مناقشة القضايا الاجتماعية والثقافية.

وحول مصادر الإبداع العربيّ، يشير اللبّان إلى أنّ مصادر الإبداع تعدّدت بشكل كبير عند الفنانين، قائلاً: (تداخل الفنّ في أدقّ تفاصيل الحياة، واتّسعت رؤية الفنّانين لتشمل جوانب كثيرة، وإن كان ذلك على حساب جماليّات العمل الفنيّ المتعارف عليه أحيانًا).

يشتغل المعرض على صورة واقعيّة لحالة الفنون التشكيليّة الراهنة بمختلف موادّها ووسائطها: الرسم، النحت، التصوير الضوئي، الفيديو، الأعمال التركيبيّة وغيرها، وذلك في محاولة لشفّ خارطة فنونيّة وإنسانيّة للوطن العربي، ورصد الحراك الذي يعيشه المبدعون في مختبراتهم الخاصّة وتحليل المكوّن المجتمعي داخل المنتج الفنّي. كما يمثّل مغامرة بصريّة حقيقيّة تتشابك فيها الأطروحات والأشكال الفنيّة والألغاز، يلوّح عبرها الفنّان بهويّته الشخصيّة وحالته الفريدة بمعزل عن سلوك الجماعة أو في تعبير عنهم، في اتّصال ما بالبيئة أو المحيط العام والقضايا الإنسانيّة.

ويستمرّ هذا المعرض الفنيّ العربيّ حتّى الخامس عشر من شهر سبتمبر / أيلول المقبل، في سياق احتفاء الوزارة بفصل السياحة الترفيهيّة في المنامة عاصمة السياحة العربيّة 2013م، مستقرًا في العاصمة البحرينيّة بأكبر معرض فنّي معاصر في تاريخ معهد العالم العربيّ بباريس.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً