العدد 3968 - الخميس 18 يوليو 2013م الموافق 09 رمضان 1434هـ

العنف مدان من الجميع

جميل المحاري jameel.almahari [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

إن عملية تفجير سيارة مفخخة بمنطقة الرفاع الغربي يوم الأربعاء الماضي عملية مدانة ومستهجنة، مهما كانت أسبابها أو الجهة التي تقف وراءها، ومن لطف الله أنها لم توقع ضحايا أبرياء.

البعض يريد جر الساحة إلى حالة من العنف، بعيداً عن الحراك الشعبي السلمي المشروع، لأهداف مشبوهة لا تخدم تحقيق المطالب التي قدم الشعب البحريني الكثير من التضحيات من أجلها. كما أن هذا البعض يسعى من أجل تحويل هذا الحراك إلى حالة من النزاع الطائفي بين أبناء البحرين، ولذلك فإن هذه العمليات ما هي إلا إحدى الطرق لحرف المسار السلمي للحراك الشعبي، وتقديم الغطاء لبعض النافخين في نار الفتنة لاتهام الجمعيات السياسية المعارضة بأنها تقف وراء تنفيذ هذه العمليات، أو على أقل تقدير، إدعاء أنها من تحرّض عليها، والضغط باتجاه اتخاذ الإجراءات القانونية حيالها.

هناك من يسعى جاهداً وبكل الطرق للتحريض على الجمعيات والشخصيات الوطنية، مطالباً بغلق الجمعيات واعتقال النشطاء السياسيين، رغم أن الجميع يعرف أن الخط السياسي والأيدلوجي لهذه الجمعيات ينبذ العنف ويتخذ من النضال السياسي والجماهيري السلمي منهجاً لعمله، ولذلك فإن أية خطوات قمعية تتخذ ضدها ستشجّع الحركات العنيفة في الشارع، كما ستؤدي إلى خلق كيانات سرية متشدّدة ليس من الضروري أن يكون العمل السلمي من ضمن أجندتها.

لقد أدانت الجمعيات السياسية المعارضة بما فيها جمعية الوفاق في بيان مشترك هذه العملية، وأكّدت «نبذ كل أنواع العنف وإدانة القائمين والمحرضين عليه أياً كانوا... وأن الانزلاق في دوامة العنف والعنف المضاد من شأنه أن يغرق بلادنا في مستنقع التوترات الأمنية المرفوضة». كما أكّدت في بيانها «تمسكها بالعمل السياسي السلمي في مطالبتها بالحقوق المشروعة للشعب البحريني في الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وأن الحل الأمني لا يمكن له إيصال أي بلد إلى الاستقرار السياسي والاجتماعي».

كما أصدرت الجمعيات السياسية المعارضة في نوفمبر/تشرين الأول من العام الماضي «وثيقة اللاعنف»، التي تضمنت ستة مبادئ أساسية أهمها «احترام الحقوق الأساسية للأفراد والقوى المجتمعية، والدفاع عنها، والالتزام بمبادئ حقوق الإنسان والديمقراطية والتعددية، وعدم انتهاج أي من أساليب العنف أو تجاوز حقوق الإنسان والآليات الديمقراطية، وإدانة العنف بكل أشكاله ومصادره وأطرافه، والدفاع عن حق المواطنين في حرية التعبير والتجمع السلمي وتكوين الجمعيات، وفقاً للمواثيق العالمية المعتمدة، وفي مقدمتها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية، وتكريس والدعوة إلى ثقافة اللاعنف وانتهاج السبل السلمية والحضارية».

إن الظرف الحالي الذي تمرّ به البحرين يستوجب النظر بعقلانية لواقع الأمور، وعدم التقوقع في مواقف متشنجة كل تجاه الآخر، واتخاذ خطوات عملية تبعد شبح النزاع الطائفي الذي لا يمكن التكهن بنتائجه، ومن أجل مستقبل أكثر أمناً لأبنائنا، فليس أقل من تبني هذه الوثيقة من قبل الجميع.

إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"

العدد 3968 - الخميس 18 يوليو 2013م الموافق 09 رمضان 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 16 | 10:15 ص

      رب ارجعوني. ..............................................

      أستاذي الفاضل........ مقالك ذكرني بمن فجر برجيه بيديه ،،، أولئك الذين يخربون بيوتهم وبيوت المؤمنين من أجل أن ينالوا حطام الدنيا وما هم ببالغيه.

    • زائر 10 | 5:02 ص

      من يحرف المطالب هدفه إلغائها

      وبلاش ضحك على العقول.....لعبتكم باتت مكشوفه،قلناها سلمية فكفاكم استحمارا

    • زائر 6 | 3:53 ص

      ماذا صنع الشعب حين كان متجمعا في الدوار؟

      هل يستدعي وجود شعب مسالم في دوار تدخل جيوشا نظامية بأسلحة وطائرات حربية؟
      هل يستدعي الهجوم على المرضى وهم في اسرتهم ثم يأخذون ويعذبون بدل العلاج ثم ترمون بتهم الارهاب على الناس العزّل.
      انظر كم شهيد تحت التعذيب منذ السبعينات الى الآن ثم اتهم من تشاء بالعنف
      وانظر كم قتيل برصاص حي وبرصاص شوزن وبغازات سامة ثم اتهم من تشاء
      انظر كم وثقت المنظمات وحتى اللجان المحايدة من الافعال من يندى لها الجبين
      من هدم مساجد والتعدي على الاعراض

    • زائر 2 | 3:05 ص

      الحراك ليس سلميا

      نعم الحراك ليس سلميا أبدا, حرق الأطارات و تفجير السلندرات و حرق الممتلكات العامه و الخاصه لا يندرج تحت السلميه أبدا, هل الهجوم على بيت النائب الماضي بالمولوتوف يعتبر سلميا! هل تفجير سلندري غاز في مبنى شركه في البديع حراك سلمي!, و عن أي أدانات تتكلم, أدانات الجمعيات المعارضه كانت خجوله و مشككه, أدانات رجال الدين الذين لهم ثقل لم تكن بالمستوى المطلوب. كفى ضحكا على الذقون و أدعاء السلميه لأستدرار عطف العالم, فقد أنكشفت المؤامره و عسى الله أن يحفظ بلادنا الحبيبه و يحفظ رجال أمننا البواسل

    • زائر 5 زائر 2 | 3:33 ص

      الحراك بدى سلميا الى ابعد حدود السلمية

      ولكن ... في مواجهة شعب اعزل والتعدي على الاعراض والمدسات في محاولة لجرّ الشارع واخراجه عن السلمية هو الذي
      اخرج البعض الى بعض الاعمال التي لا زالت تصنف سلميا من حرق اطار
      او تفجير سلندر في جهة خالية من الناس.
      انت تظلم وتساهم في الظلم والعالم كله شهد لنا بسلميتنا فنحن لدينا
      كل التحرّز من الدماء رغم ما لقينا ولكنكم لا تتحرزون من الدماء وسفكها
      بالنسبة لكم لا يعني شيء طالما المقتول شيعيا

    • زائر 7 زائر 2 | 4:06 ص

      لست انت من تصنف حراكنا سلميا ام لا العالم يعرف ويعلم علم اليقين أننا سلميون لأبعد الحدود

      الشعب البحريني منذ قدم التاريخ وهو شعب يتصف بالسلمية والطيبة الى ابعد الحدود هو شعب تغلغل الايمان والتدين في عروقه لذلك هو يتحاشى سفك الدماء واراقتها ولكن ما يمارس عليه من ظلم وفصل وتمييز عنصري واعتقال وتعذيب وهدم للمساجد وتعدي على الاعراض هذه الاعمل هي التي تصنف غير سلمية.
      وأقول لك اظلم ما تشاء وقل ما تشاء فإننا مؤمنون وبيقين من وقوفنا معك ومع امثالك على السراط امام الحكم العدل والذي لا تستطيع لا انت ولا امثالك تشويه
      صورة هذا الشعب وتاريخه الناصع

    • زائر 8 زائر 2 | 4:16 ص

      الكل يتهم الثاني

      لابد أن تظهر الحقيقة الصحيحة ...

    • زائر 11 زائر 2 | 5:45 ص

      أين دليل إتهاماتك؟

      أما الإكتفاء بالبيانات الرسمية الصادرة من الجهة التي أعلنت موت العشيري بسبب السكلر وموت فخراوي بسبب فشل كلوي وموت صقر بسبب شجار ومن ثم يثبت من هي عينته وقبلت بتقريره بأن هؤلاء قُتلوا تحت التعذيب.. فأي مصداقية لهذه الجهة؟
      أو إستماعك للإعلام الذي روّج بأن هناك مؤذن قطع لسانه وهو عامل سقط في موقع عمله أو إن مستشفى السلمانية تم إحتلاله بكلاشنكوف ومن ثم المحاكم تقر بنفي هذه التهم.. فأي مصداقية لإعلام أعور؟
      لندعو خبير دولي نرتضيه أنا وأنت للتحقيق في هذه الأفعال وبعدها تخرج الحقيقة للعيان..

اقرأ ايضاً