العدد 3974 - الأربعاء 24 يوليو 2013م الموافق 15 رمضان 1434هـ

المسلم يقتل رِدْفَه

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

لا تقل الحصيلة اليومية في البلدان العربية والاسلامية، عن عشرات القتلى ومئات الجرحى، والمأساة أن كل ذلك يحدث في هذا الشهر الكريم.

شهر رمضان المبارك، الذي كان الرسول (ع) يستقبله بخطابه الخالد: «أيها الناس، إنه قد أقبل إليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة، شهر هو عند الله أفضل الشهور وأيامه أفضل الأيام، ولياليه أفضل الليالي، وساعاته أفضل الساعات، دعيتم فيه إلى ضيافة الله وجعلتم فيه من أهل الكرامة»... يستقبله مسلمو هذا الجيل بأخبار التفجيرات والعبوات الناسفة، ومقتل وجرح العشرات يومياً، أغلبهم يسقطون قتلى على أيدي مسلمين، وليس على أيدي غزاة وجنود احتلال.

الرسول يدعو في خطبته الشهيرة اتباعه بقوله: «وتصدّقوا على فقرائكم ومساكينكم، ووقّروا كباركم وارحموا صغاركم،...»، بينما استقبله المسلمون في أفغانستان هذا العام بتفجيرات تطيح بـ 17 شخصاً لدى مرور سيارتهم، من بينهم 12 امرأة، وأربعة أطفال، ورجلاً، قتلوا في الانفجار، فضلاً عن سبعة جرحى، بينهم خمسة أطفال. والمحزن أن هذه التفجيرات لم ينفذها جنود الناتو، وإنّما حركة طالبان أفغانستان.

يوم أمس، الخامس عشر من رمضان، شهدت طرابلس الغرب سلسلة تفجيرات، طالت عدة مبان ومجمعات ومبنىً للمحاكم في مدينتي سرت وبنغازي الليبيتين. أما في شرق العالم العربي فشهد العراق في اليوم نفسه سلسة تفجيرات أخرى، استخدمت فيها السيارات المفخخة، والعبوات الناسفة، والأسلحة الرشاشة، وكان اللافت ان الاستهداف موجّهٌ للمدنيين في المطاعم العامة، وضد المساجد التي تستقبل المصلين والصائمين وضيوف الرحمن. ويستمر مسلسل القتل في جولةٍ منظمةٍ، لتدوير العنف، إذ تقوم الجماعات الإرهابية بتفجير مساجد لهذه الطائفة، وفي اليوم التالي مساجد للطائفة الأخرى، في مخططٍ مكشوفٍ لإيقاع الفتنة الطائفية التي كانت تبشّر بها تلك التنظيمات الإرهابية المخترقة أو المستخدَمَة منذ العام 2005.

في سورية حرب طاحنة وشعب جريح ينزف، كان يتطلّع لغدٍ أفضل، فأصبح ضحية لعبة كبرى بين الأمم. وفي مصر التي تخلصت من ستين عاماً من قبضة العسكر، يعود الجيش إلى الواجهة، ويدعو القائد العام للقوات المسلحة الشعب إلى النزول في مظاهرات حاشدة يوم الجمعة لإعطاء الجيش تفويضاً بمواجهة ما وصفه بـ «العنف» و»الإرهاب». وما فعلته الثورة من إخراج الجيش من الباب، أعاده حكم الأخوان الفاشل من النافذة. والأسوأ ما ارتكبه العسكر من عمليات قتل وملاحقات وسجن لأنصار الرئيس المخلوع محمد مرسي، حتى طالت النساء. في إعادة لمنهج الاستبداد، بإعادة استعمال ورقة «شرعية» الشارع الذي أطاح بالنظام «العسكري» القديم قبل عامين.

في خطبته الرمضانية الخالدة، يوصي الرسول (ص) أتباعه قائلاً: «وصلوا أرحامكم واحفظوا ألسنتكم وتحننوا على أيتام الناس حتى يتحنّن على أيتامكم»، وهي وصايا تغيب تماماً عن أبناء هذا الجيل وسياسييه، فمن يقوم بعمليات القتل وسفك الدم الحرام، في الشهر الكريم، هم مسلمون أباً عن جد. لا يقيمون وزناً لكرامة الشهر، ولا يفكّرون بصلة الأرحام والرأفة بالشعوب، ولا بما تخلفه عمليات التفجير من أرامل وأيتام.

إن أغلبية المسلمين يُقتلون اليوم على أيدي مسلمين أمثالهم، بعد أن حوّلوا شهر الرحمة إلى شهر الدماء.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3974 - الأربعاء 24 يوليو 2013م الموافق 15 رمضان 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 29 | 9:04 م

      الامر لله

      هكذا عدنا كفارا كما يشير الحديث الشريف، يضرب بعضنا رقاب بعض، وديننا واحد ونبينا واحد وقبلتنا واحدة. الامر لله.

    • زائر 27 | 8:59 ص

      أيهما أسلم من صلي في مسجد إلا أنه سجد لغير الله ، أو من يقتل خلق الله؟

      ما عطل ولا أخذ إجازة جحا وراح يدور في ها القواميس والمعاجم ويسأل ويتقصى عن ها المسلم الذي سلم الناس من يده ولسانه فوجد أنه = إنسان. فمتى ما لم تتشابه أفعال الناس أفعال الحيوان كان أقرب الى القداسه في النسك والصلاة والمحيا والممات على سبيل من أناب الى الله . فكما يحترم المادة كذلك معناها عنده محترم، فلا يعتقد أو يضن أن الدم محرم فيحترمه بينما سمعة الآخرين لا حرمة لها. فالجسد كما السمعه كما الظل و لا نضن في الناس ما ليس فيهم سوء كان أو غيره. ويش عباد الرحمن أو عباد شيطان يعني؟

    • زائر 26 | 8:13 ص

      هذه اخلاق الاسلام وتعاليمه. لكن ما نلاحظة اليوم من ذبح، وهتك اعراض وسفك دماء وسرقة اموال ليس له علاقة بالدين

      فما نلاحظة اليوم من همج هم ابعد ما يكونون عن الدين وأقرب ما ما يكون الى الخوارج.
      كفا الله الشعوب شرهم.
      هؤلاء خوارج عن الدين قتلة مرتزقة تعمل على تحقيق الاهداف الامريكية الصهيونية.ذ
      نعلة الله عليهم.

    • زائر 25 | 6:32 ص

      المطلوب هو أن يكره العالم الاسلام

      المخطط صهيوني يطبق بأيادي صهيونية ليس المهم أن كانت عربية أم شيشانية أو غيرها..... المهم أن يكره العالم الاسلام....فهو دين عنف ودمار وإرهاب....ولنزد الملح والبهار للخلطة،فلنزيد في الطائفية حتى يفني المساطيل احدهما ألآخر. ديننا هو دين المحبة والسلام،فلا تنسوا ذلك مهما كان دينكم،فإننا نحبكم حتى لو كنتم ملحدين......ملاحظة: الدين أو عدمه أمر شخصي.....فلا تستعدوا من يخالفكم يا .....متدينين

    • زائر 24 | 6:12 ص

      فمن يقوم بعمليات القتل وسفك الدم الحرام، في الشهر الكريم، هم مسلمون أباً عن جد

      ربما كانوا .. فانسلخوا
      اسمح لي ولا أعتقد ذلك!!!! فالاسلام بريء منهم .. وشكراً

    • زائر 23 | 5:35 ص

      هؤلاء الاسلام منهم براء

      يتعطشون للدماء فهذا المنظر يريحهم فكر سلفي دموي

    • زائر 18 | 2:36 ص

      المصلي

      سيدنا كان الرسول ص يخاطب المسلمين الذين حملوا رايات الأسلام المجيدة لجميع الأقطار والأمصار واحتل قلوب العالم في شرق الأرض وغربها وسكن ارواحهم واجسادهم كانوا هم المسلمين حقاً وصدقاً حتى عهداٍ قريب فأذا بهذه الفئة الضالة المضلة تخرج علينا في عصر التنوير وتنتهج فكراً تكفيرياً تعيث في الأرض الفساد محاطةومسنودة من جهات استخبارتية اقليمية أمبريالية صهيونية مدعومة بأموال البترودولار وقد سلبت منهم عقولهم وانسلخت منهم إنسانيتهم حتى صاروا أذات تنفيد لقتل المسلمين في شهر هو من افضل الشهور وايامه افضل الأيا

    • زائر 17 | 2:32 ص

      قال الرسول الأكرم ص

      فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ حَرَامٌ عَلَيْكُمْ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا ، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا ، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا ، أَلا لا يَجْنِي جَانٍ إِلا عَلَى نَفْسِهِ ، وَلا يَجْنِي وَالِدٌ عَلَى وَلَدِهِ ، وَلا مَوْلُودٌ عَلَى وَالِدِهِ ، أَلا إِنَّ الْمُسْلِمَ أَخُو الْمُسْلِمِ ، فَلَيْسَ يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ إِلا مَا حَلَّ لَهُ مِنْ نَفْسِهِ ،
      اي مسلمين نحن واي اسلام نقتفي واي رسول نتبع؟

    • زائر 16 | 2:29 ص

      ابحث عن الفكر السلفي الخارجي

      كل هذه الجرائم بدءً من قتل امير المؤمنين علي ابن طالب والذي وقع في شهر الله وفي بيت الله ومروراً بالجرائم التي اقترفتها الايادي المجرمة في الجرائر ومروراً بافغانستان وباكستان والعراق وسوريا وحاليا مصر وليبيا بصراحة وبدون مجاملة لاحد ما يقف الفكر الارهابي السلفي الخارجي لانها تؤصلها فكريا وتؤسس لهذه الجرائم الشنيعة باسم الله وباسم الدين.
      على الامم المتحضرة أن تحارب هذا الفكر المتخلف المنحجر الخارج عن الذوق والاحساس والمبني على الكره والحقد والعنف .

    • زائر 14 | 2:23 ص

      ابو حسين

      يا اخي المعلق الاول السيد المحترم يخاطب العقلاء اما المجنانين فهذا الامر لا يفهمونه

    • زائر 5 | 12:57 ص

      الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ.

      يوصي الرسول (ص) أتباعه قائلاً: «وصلوا أرحامكم واحفظوا ألسنتكم وتحننوا على أيتام الناس حتى يتحنّن على أيتامكم»، وهي وصايا تغيب تماماً عن أبناء هذا الجيل وسياسييه، فمن يقوم بعمليات القتل وسفك الدم الحرام، في الشهر الكريم، هم مسلمون أباً عن جد..
      هل هم مسلمون؟ الاسلام ليس لقلقة لسان بالشهادتين ولا إطالة لحى وإطالة سجود وإنما الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ..

    • زائر 9 زائر 5 | 1:40 ص

      وايد..

      وايد..

    • زائر 4 | 12:47 ص

      والأعجب بأن هؤلاء القتلة يعتقدون بأنهم سيتناولون وجبة الغداء مع الرسول (ص) بعد عملياتهم الارهابية.. كيف وهم يخالفون تعليماته؟

      الرسول (ص) يدعو في خطبته الشهيرة اتباعه بقوله: «وتصدّقوا على فقرائكم ومساكينكم، ووقّروا كباركم وارحموا صغاركم،...»، بينما استقبله مسلمو هذا الجيل بأخبار التفجيرات والعبوات الناسفة، ومقتل وجرح العشرات يومياً، أغلبهم يسقطون قتلى على أيدي مسلمين..

    • زائر 28 زائر 4 | 9:02 م

      وما يخدعون الا انفسهم

      كبرت كلمة تخرج من افواههم ان يقولون الا كذبا.

    • زائر 3 | 11:58 م

      سنابسيون

      سيد انت شقاعد تقول ؟؟عندهم في العراق غزوه سموها غزوة رمضان وفيها راح يقومون بتفجير وقتل وارهاب وسيارات مفخخه واحزمه ناسفه انت تلومهم !!ليش تلومهم وهم معزومين عند الرسول يتعشون معاه ويتزوجون الحور العين !!اليس هذا ما خدعوا به الناس وغسلوا به ادمغتهم وكأن الرسول الأكرم يريد ان يتعشى مع قتله مالت عليهم وعلى افكارهم ومعتقداتهم التي شوهوا صورة الاسلام بها والاسلام منهم براء

    • زائر 2 | 11:44 م

      وساوس سشطان أو وسواس خناس أو نفوسهم مريضه سال لعابه بكم دينار؟

      المسلم من سلم الناس من يده ولسانه وليس سر بس الصلاة والصيام والحج - فروع وليست أصل الدين، بينما الدين – معاد وبرزخ وإما جنة أو جهنم. ترك الأصول والتركيز على الفروع – يعني ما في فكر غياب عقل أوأعمى بصيره أو ما يوتعي؟ بغياب العقل لا يستقيم الدين، فهذا انسان مو سوي. يعني خربان عقله أو مو عاقل.. وليس على المجنون حرج.. يعني إمودي نفسه في التهلكه؟ أو في داهية؟

    • زائر 1 | 9:38 م

      تخطيط اعداء الامه

      كل ذلك تخطيط ايراني وامريكي

    • زائر 6 زائر 1 | 1:18 ص

      تجهيز الغزاة

      من الذي يجهز الغزاة في كل من سورية والعراق؟
      من الذي أنشأ طالبان ومدها بالرجال والسلاح والآن يحتضتها؟
      قلت ما قلت، الناس تعرف من وراء هؤلاء التكفيريين...

    • زائر 8 زائر 1 | 1:37 ص

      ههههههههه..

      هههههههههه.. شكلك الصوم امأثّر فيك وتيد..

    • زائر 10 زائر 1 | 1:59 ص

      ههههههههه

      ههههههههههللحين هالنوعية من البشر عايشين متى بيصحى ........... الي نايم في مخك ؟

    • زائر 11 زائر 1 | 2:22 ص

      ارحم عقلك

      ايراني و امريكي !!
      يمكن لصيام مأثر عليك

    • زائر 19 زائر 1 | 3:21 ص

      اقوله تيس يقول احلبه

      هههههههههههههههههههههههههه تخطيط مشترك ها

    • زائر 20 زائر 1 | 3:23 ص

      بل هو الفكر السقيم الذي يلصق نفسه بالاسلام والاسلام بريء منه

      هذا الفكر المتطرف الذي لا يعرف حلا لخلافاته واختلافه مع غيره الا بالتصفية الجسدية وسفك الدماء. هذا الفكر الذي اصبح عرّة وعار على الاسلام وشوه صورة الاسلام ايما تشويه بانتمائه للاسلام وهو بريء منه.
      غزوات النبي الأكرم التي شيّد به الدين وهي قرابة 82 غزوة كان عدد القتلى حوالي 800 شخص فقط طوال 23 سنة من الجهاد.
      وهؤلاء المتخلفين في يوم واحد يقتلون مئات بل آلاف من الأبرياء ويعتبرون ذلك جهادا.
      انها الجاهلية الاولى والتخلف الاخلاقي والخلقي

اقرأ ايضاً