العدد 3975 - الخميس 25 يوليو 2013م الموافق 16 رمضان 1434هـ

قبل أن نصل إلى مرحلة اللاعودة

جميل المحاري jameel.almahari [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

رغم حالة اليأس من تحسن الأوضاع التي تسيطر على الجميع، ورغم ما نراه من تدهور الأوضاع الأمنية وانتشار العنف والعنف المضاد، وتشظّي المجتمع طائفياً، إلا أن الأمل لا يزال قائماً في أن تتخذ الدولة خطوات جادة لإعادة الأوضاع لطبيعتها.

إن مجرد دعوة السلطة للحوار والحديث بين الحين والآخر عن حلول ومبادرات، كما أن الحديث عن التطور من خلال مراحل معينة وتدريجياً، ناهيك عن تصريحات القوى السياسية الموالية بأنها تتفق مع الجمعيات السياسية المعارضة في 80 في المئة من المطالب، هو في نهاية الأمر اعترافٌ مبطّن، بأن هناك مطالب مشروعة يجب الاستجابة لها، وأن الأوضاع في البلد لن تتحسن إلا من خلال الاتفاق بين مكونات المجتمع على ماهية الإصلاحات ونوعيتها، خصوصاً أن ما يطالب به الناس ليس من المستحيل أو الصعب تحقيقه، ولا يصل إلى نصف ما كانت تطالب به الشعوب الأخرى في دول الربيع العربي.

وقوف السلطة موقف المتفرج في هذه الأوقات العصيبة وتغليبها للحل الأمني، وعدم طرحها لمبادرات جدية واللعب بورقة الجمعيات السياسية الموالية، لن يخدم البحرين ولن يخرجها من المأزق المتفاقم يوماً بعد يوم، فكلما مرّ الوقت أصبحت الأوضاع أكثر تعقيداً وأعصى على الحل.

ما عاد خفياً تطوّر أعمال العنف والعنف المضاد يوماً بعد آخر، مع مؤشرات على احتمال دخول مرحلة جديدة من الحراك الشعبي، ورغم تأكيد الجمعيات السياسية المعارضة إدانتها للعنف، وعدم تبنيها لأسلوب الحراك العنيف، إلا أن الشارع على ما يبدو، بدأ يخرج عن سيطرة أحد، ما يؤكد أن موضوع تشديد العقوبات الذي يريد مجلس النواب من خلال جلسته الاستثنائية المقبلة، لن تثني الناس عن المطالبة بحقوقها، كما أنها لن توقف العنف ولا العنف المضاد.

لقد كان من الأجدى أن يطلب مجلس النواب عقد هذا الاجتماع الاستثنائي لمناقشة الأوضاع الحالية لإيجاد حلول واقعية وعملية تبعد البلد من الانزلاق في طرق العنف الذي لا تُعرف نهايته، وقبل أن نصل إلى مرحلة اللاعودة، ويترك أمر العقوبات وتشديدها للقضاء.

يجب الاعتراف بأن الخروج من هذه الأزمة لا يمكن إلا من خلال مبادرةٍ شجاعةٍ كما حدث في أحداث التسعينيات، والتي كانت أشد وطأةً من حيث تغليب الحل الأمني حيث سجن الآلاف وشرد المئات في المنافي، ولم يخرج البلد من تلك الحالة إلا من خلال المشروع الإصلاحي لجلالة الملك، فإن الأمل لا يزال باقياً في أن تسود لغة العقل والمحبة، بدل لغة العنف والقتل.

إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"

العدد 3975 - الخميس 25 يوليو 2013م الموافق 16 رمضان 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 17 | 6:01 م

      لماذا الدفن وجزيرة ام النعسان

      تغطي جميع الطلبات اللسكانية

    • زائر 16 | 3:31 م

      اصبت قلب الحقيقة

      يعطيك العافية

    • زائر 15 | 10:54 ص

      ( العقل زينة )

      لابد أن تسود لغة العقل و الحكمة في الجلسة القادمة للمجلس الوطني و عدم اتخاذ مواقف صارمة و تشريع قوانين جديدة من شأنها أن تصب الزيت علي النار فبدلا من أن تحل الازمة تزيدها أشتعالا.

    • زائر 13 | 8:33 ص

      خلاص

      أخي الكريم، انتهينا ، نحن في الفصل الأخير قبل إسدال الستار على مرحلة سوداء

    • زائر 11 | 6:52 ص

      شكرا على المقال

      كلام جميل ويا ليت ناخذ العبر من اللي يحصل حوالينا ، ولكن للاسف الآذان صماء

    • زائر 7 | 4:30 ص

      سلب حقوق الشعب الذي هو مصدر السلطات واذا طالب الشعب عوقب ونكّل به

      شعب مسلوب الحقوق والكرامة وتمارس عليه كل انواع العنصرية واذا تكلم فإن العسكر والشرطة مستعدة لقمعه والتنكيل به لا والأدهى من كل هذا يريدون الشعب ان يعتذر لأنه خرج وطالب بحقه ثم قمع وعذب وقتل وسجن وفصل
      وهجّر ولفقت له تهم بلا حساب وعليه ايضا ان يعتذر.
      نحن لسنا في بلد طبيعي

    • زائر 6 | 4:17 ص

      الثقة انعدمت ولم يعد الناس يتقبلون اي مبادرة مخافة التكرار

      لا يلدع المؤمن من جحر مرتين وما حصل ويحصل يؤسس لأمور خطيرة جدا قد لا يعي البعض خطرها ولكن هذا هو الواقع الوضع خطير فقد انعدمت الثقة واضمحلّت
      وانتهت بسبب تكرار النكوث والتنصل من العهود

    • زائر 5 | 3:50 ص

      اي مباردة اي بطيخ هم يعرفون الشعب ماذا يريد ولا يرون الحق للشعب في ذلك

      يعتبرون البحرين عزبة لهم لذلك هم يرون ان لا حقوق لأحد وليس لأحد المطالبة بشيء فصاحب العزبة هو الذي يقرر متى يعطي ومتى لا يعطي ولس لأحد الاعتراض على ذلك.
      هكذا هو التعامل مع الواقع الحالي ولو كان غير ذلك لحلّت المشكلة من زمان
      ولكن منطقة الاقطاع هو السائد

    • زائر 4 | 3:31 ص

      حلّهم الوحيد ان يرجع الشعب بخفي حنين =عودوا الى بيوتكم ولن تحصلوا على شيء

      وهذا المنطق يجعل الناس اكثر اصرارا مهما غلّظة العقوبة ليش العقوبات الحالية بسيطة هاهو نبيل رجب يرزخ في السجن لمجرد فبركة تهمة لا اساس لها عن طريقة تغريدة لفّقت له تهمة زور وهو مسجون لعامين على تغريدة تافهة

    • زائر 3 | 12:00 ص

      سنابسيون

      هذا الكلام ينفع للناس اللي خايفه على البلد مو مع الناس اللي مصلحتها جاءت على حساب دماء الشهداء فصل الناس من وظايفها يا اخي هذا زمن المصالح بالنسبة لهم تدري انهم يعلنونها صراحة كلما تأزم الوضع في البحرين كلما زادت الفوائد التي تعود عليهم ،انت ما تتخيل ان في ناس كانت ماتحلم بمنصب صاروا مدراء ووزارء ونواب ورؤساء وهم في الحقيقه مايستحقون هذي المناصب ابدا ،لكن دوام الحال من المحال وسبحان مغير الاحوال من حال الى حال ومهما الظلم انتشر وساد لابد للحق ان ينتصر في النهايه هذه سنة الله تعالى في الكون

    • زائر 2 | 11:06 م

      خادم الشعب

      لو ان الحكومه عدلت بين الشعب لما وصلنا الى مانحن فيه صدق الخليفه عمر عدل فنام في الطريق

    • زائر 1 | 9:40 م

      لإيجاد حلول واقعية وعملية تبعد البلد من الانزلاق في طرق العنف الذي لا تُعرف نهايته،

      يجب الاعتراف بأن الخروج من هذه الأزمة لا يمكن إلا من خلال مبادرةٍ شجاعةٍ كما حدث في أحداث التسعينيات، والتي كانت أشد وطأةً من حيث تغليب الحل الأمني حيث سجن الآلاف وشرد المئات في المنافي، ولم يخرج البلد من تلك الحالة إلا من خلال المشروع الإصلاحي لجلالة الملك، فإن الأمل لا يزال باقياً في أن تسود لغة العقل والمحبة، بدل لغة العنف والقتل.

اقرأ ايضاً