العدد 3975 - الخميس 25 يوليو 2013م الموافق 16 رمضان 1434هـ

السيسي خليفة مرسي!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

في يوم سقوط نظام محمد مرسي (الأربعاء 3 يوليو/تموز)، تناولت في مقال «هيكل وكوارث الأخوان الأربع»، ثلاثة كوارث ذكرها تكفي إحداها لإسقاطهم: تجاوز نظرية الأمن المصري، وإعلان الجهاد ضد سورية، وإعلان الحرب على أثيوبيا.

المقال اختتمته بالقول أن «الكارثة الرابعة التي لم يذكرها هيكل، هي نجاح الأخوان في إعادة العسكر من الباب بعدما أخرجتهم الثورة من النافذة، بعد ستين عاماً من التحكم في مفاصل السياسة المصرية انتهت بثورة 25 يناير. يعود الجيش هذه المرة محمولاً على أعناق الجماهير كمنقذٍ للبلاد من قبضة الأخوان الذين أضاعوا فرصةً تاريخيةً لإنقاذ مصر ووضعها على سكة الحرية والحكم المدني».

كتبت ذلك في يوم سقوط مرسي على يد السيسي، الذي كان يترقّب الوضع حتى انتهز الفرصة السانحة ليعود مجدّداً إلى موقع القرار، بعدما قضى عاماً كاملا وهو يردّد أن الجيش لن يتدخل في السياسة.

مصر اليوم منقسمةٌ على نفسها، والتيارات والشخصيات السياسية جميعها، تتخبّط وتتعثر، وكلٌّ منها يرتكب أخطاء سيحاسبها عليها شعب مصر حين يحين موعد تقييم الحسابات. وإذا كان الأخوان ارتكبوا أخطاء فظيعة وتجاوزات بعضها قاتلة، وأبدوا تشبثاً شديداً بالسلطة، فإن من جاء بعدهم ليسوا أقل منهم تكالباً على السلطة، ليس على مستوى العسكر بل على مستوى قيادات المعارضة القومية والليبرالية، مثل محمد البرادعي وحمدين صباحي، اللذين كانا من الوجوه المقبولة للتغيير، فإذا بالأول يقبل بأن يكون ملحقاً شرفياً للحكم الجديد، بينما يدعو الثاني صراحةً إلى عودة الجيش للإمساك بالحكم.

إن من قام بثورات الربيع العربي هم الشباب، وعند موعد الاستحقاقات قطف العجائز والمتقاعدون والوصوليون الثمار وأخذوا أماكنهم في غرف القيادة. ومن لم يصل بدأ يناوش من وصل، بعيداً عن التفكير بإنجاز المهمة الأكبر: إرساء قواعد ثابتة لتداول السلطة سلمياً. هذا المأزق هو ما نشاهده اليوم في مصر، وشاهدناه في دول أخرى، وسبقهم في ذلك العراق، الذي ظل مصلوباً مستباحاً نازفاً، بسبب تخاذل وتصارع نخبه السياسية الفاسدة المتهالكة على السلطة.

مصر اليوم تسير على هذا الطريق العراقي الوعر، فرجل الجيش السيسي، الذي يتلبسه وهمٌ كبيرٌ بتقمص دور جمال عبدالناصر، يدعو المصريين إلى مليونية ليخوّلوه استخدام القوة لسحق «الارهاب»، ويقصد به الأخوان الذين مازلوا يتظاهرون لعودة مرسي باعتباره الرئيس الشرعي المنتخب، حيث ذهب مرشدهم العام إلى تشبيه عزله بهدم الكعبة.

الأخوان المسلمون ارتكبوا بلاشك أخطاء كبرى، بعضها يدخل في خانة الحماقات السياسية، وهي أفضل خدمةٍ مجانيةٍ قدّموها لأعدائهم ومعارضيهم للاستقواء بها في سبيل الإطاحة بهم. لكن في الوقت نفسه ارتكب من جاءوا بعدهم إلى الحكم، عسكراً أو مدنيين، الأخطاء نفسها أو قاربوها. والأخطر في ذلك، اعتماد سياسة الخنق والقمع واللجوء إلى القوة لإسكات صوت الاخوان، الذين مهما قيل فيهم، سيبقون كتلةً بشريةً لها حضورها وقوّتها وحضورها السياسي في المجتمع المصري.

حين يطلب جنرال من الشعب تخويله حق استخدام القمع ضد معارضيه... فإننا أمام مشروع ولادة دكتاتور جديد.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3975 - الخميس 25 يوليو 2013م الموافق 16 رمضان 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 38 | 6:57 م

      بالضبط !!!!!

      إن من قام بثورات الربيع العربي هم الشباب، وعند موعد الاستحقاقات قطف العجائز والمتقاعدون والوصوليون الثمار وأخذوا أماكنهم في غرف القيادة.

    • زائر 36 | 1:58 م

      إيران فقط

      إيران فقط هي من استطاعت أن تقوم على نهج إسلامي. أما الأنظمة الإسلامية الأخرى لم ولن تستطيع بناء دولة كايران لأنها بكل بساطة لا تملك نهج ونظرة تحوي الكل وإنما نهج اقصائي طائفي

    • زائر 37 زائر 36 | 3:42 م

      دبحتونة بإيران

      يعني الشيعة عندهم المثل الأعلى ايران والسنة العكس مللتونة خلهم يولون عنكم وانشغلو بروحكم ...والله صراحة تغربلنا بإيران ... ومن وجهة نضري شعب البحرين بسنة وشيعته حبايبي اما الشعب الايراني صعب التعامل معه اضافة انه ليس عندهم قبول بالآخر وخاصة انهم لايحبون العرب وهذا ما وجدته من خلال زياراتي للعتبات المقدسة بمشهد والعراق ايضا

    • زائر 35 | 11:12 ص

      صديقي العزيز بيريز

      لقد انقلبوا على وعودهم و الأخلاق و القيم و أرادوا أن يتصالحوا مع أكبر عدو للأمة العربية على المكشوف و الظاهر

    • زائر 34 | 11:07 ص

      لقد عاثوا في الأرض فساداً

      هذا انتقام من الله لمقتل حسن شحاتة

    • زائر 27 | 7:00 ص

      الاخوان

      الاخوان اينما ثقفوا يطبقون ذات الاستراتيجية فالاستحواذ على المناصب وخيرات تلبلدان هي غايتهم الاولى وهي لذلك يغتنمون الفرص لانها تمر مر السحاب، فكما فعل اخوان البحرين عندما استغلوا احداث 2011 لفصل زملائهم والاستحواذ على مناصبهم في الشركات الحكومية والوزارات تحت مسمى التطهير، كذلك فعل اخوان مصر وقاموا بتطبيق سياسة القضم المتتابع في الاستحواذ على مناصب الدولة المصرية وانشغلوا بذلك عن بناء الدولة المنهارة وعن تطبيق قاعدة الرجل المناسب في المكان المناسب واستبلوها بالاخواني المناسب في المكان المناسب

    • زائر 28 زائر 27 | 8:20 ص

      رجال الدين مكانهم المسجد

      من المعروف ان الوطن العربي سكانة من مختلف الطوائف والاجناس لدا من الصعب ان يحكم تيار ديني لانة سوف يقرب اناسة واصحابة ومؤيدية وبالتالي يخلق مشكلة طائفية وانا اري ان يكون رجال الدين مكانهم المساجد لتوعية الناس وارشادهم بامور دينهم وحتي لو بلغ رجل الدين التقوي والسياسة الاانة سوف يميل الي طائفتة وانا براي ان يكون قيادة المجتمع السياسية بيد التيارات العلمانية مثل الناصرين والبعثين والشيوعين رحم اللة جمال عبد الناصرو صدام حسين والاسد والقدافي

    • زائر 20 | 6:58 ص

      كم انت رائع يا قاسم

      الشكر موصول لك على هذا المقال ، نعم لقد اختصرت مقالك في السطر الاخير ، فشكرا لك يا قاسم ، والله يقسم الحق بيننا وبين من ظلمونا ، نعم سياتي يوم العدل وكل يأخذ حقه ممن ظلمه، شكرا لك مرة اخرى يا قاسم

    • زائر 17 | 6:32 ص

      ع ع

      عدد الأخوان فـي مصر لا يتجاوز 750 الف ، هذا ماقاله لـي أحد الأخوه المصريين .

    • زائر 16 | 6:29 ص

      الاخوان لم يرتكبوا أخطاء.؟

      الاخوان لم يرتكبوا اخطاء بل احدثوا كوارث شاملة لمصر انهم باعوا مصر تامرو على ترابها الوطني ووحدتها الوطنية حولوا مصر الى دكان للاخوان.
      ليس بالضرورة تخويل الشعب للجيش يعني انتاج نظام ديكتاتوري جديد وليس بالامكان ان يحدث ذلك لان حتى الامي في الصعيد صار يعي حقيقة الواقع السياسي في بلاده وابصر الطريق الصحيح.

    • زائر 15 | 6:22 ص

      احسنت

      كانت انتخابات مصر غير نزيهه فيها شبهات كثيرة لذلك ولدت سقطاً
      ولابد في هذه الفترة لأمريكا وحلافائها في المنطقة أن تبحث عن رئيس صديق لها ان يشترئ بلمال السعودية والقطرية مثل مرسي

    • زائر 13 | 4:59 ص

      من أجل دولة مدنية علمانية ديمقراطية تحفظ حقوق المواطن بعيدا عن الأنتماء الديني والمذهبي .... البارباري

      لقد أثبت ما يسمى بالربيع العربي انه أفسد وأردئ من الأنظمة التي اطيح بها في هذا الهيجان من حيث التوجهات والادارة العدو الكامن لتفكيك وتفتيت هذه الأوطان ومن حيث الفساد المالي والاداري والتسلط والأستبداد الديني الذي بدأ تطبيقه بديلا عن التسلط والأستبداد البوليسي للأنظمة السابقة التي جرفها هذا الطوفان وبرهن بالأدلة انه لا مناص من أجل سلامة الأوطان وتقدم شعوبها من الخيار في دولة مدنية علمانية ديمقراطية يقف فيها مواطنيها على مسافة واحدة في الحقوق والواجبات بمعزل وبعيد عن الأنتماء الديني والمذهبي

    • زائر 12 | 4:10 ص

      لست مع الاخوان ولكن التخويل سوف يغرق مصر في بحر من الدماء

      لينتبه المصريون ولا يعطوا لأحد صك على بياض باستخدام القوة العسكرية لضرب مواطنين معارضين.
      لأن هذا التخويل اليوم سيكون على الاخوان وغدا سيكون على غيرهم
      كل من يقف معارضا سوف يضرب بهذه اليد العسكرية
      من وجهة نظري لا بد من الجلوس مع الاخوان ومحاولة التوصل الى حل وسط

    • زائر 11 | 3:50 ص

      وريث فرعون

      دعوة السيسي المصرين لمليونية ليخولوه استخدام القوة و السحق ذكرتني بمقولة فرعون الذي ذكرها الله في القرأن الكريم ( وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربه إني أخاف أن يبدل دينكم وأن يظهر في الأرض الفساد )

    • زائر 9 | 3:46 ص

      لازم يصير في اخطاء

      بدون هذه الاخطاء لن ينصلح حال مصر او اي دولة يحدث فيها تغيير ... عجبني قول الاخ انه نحتاج لدكتاتورية احيانا لفرض الامن وبعدها ممكن للديمقراطية ان تأخذ مجراها .. الاخوان تلاعبو بالدين ونشرو الفتنة فلابد من اقتلاعهم قبل ان تسود الفتنة بين جميع المصريين ...وعله قولة المصريين ما تخافوش على مصر ربنا حاميها..وقال سبحانة ادخلوا مصر ان شاء الله آمنين

    • زائر 7 | 3:35 ص

      لو أن لدى الإخوان ثقة بأنهم لا زالوا يمتلكون الثقل الأكبر في الشارع لقبلوا باستفتاء

      الحل كان بسيطا لمن لديه ثقة بأنه يمتلك اكثرية في الشارع وهو المطالبة باعادة انتخابات او استفتاء شعبي

    • زائر 6 | 2:50 ص

      قد يكون وقد لا يكون

      حينما يطلب العسكر من الشعب تخويله قمع فئة معينة .. فهناك احتمالين:
      إما أن الفئة حسنة وهذا الاستئصال والقمع لها سيزيدها قوة، قد يؤثر عليها سلبًا لكنها ستعود إذا كانت حسنة.
      أو أن الفئة ضارة ومضرة فاستئصالها كاستئصال ورم خبيث لابد من استئصاله.
      والطلب كما أشرت يا سيد هو بتخويل الشعب

    • زائر 5 | 2:25 ص

      وما هو الحل بنظر كاتبنا؟؟؟

      كفرنا بالديمقراطية والحرية بسبب ما نراه يومياً من قتل وإرهاب وحرق وفوضي وتراجع خطط التنمية ومعدلات نمو الإقتصاد ونحن نعيش في دول تعادل ثرواتها جميع الدول الأوربية مجتمعة ... هؤلاء المتطرفون القتلة الذين أعلنوا باب الجهاد والتبعية لولي الفقيه لابد بالضرب بيد من حديد لوقف جنونهم وأخيراً نحن شعوب لا تفهم الديمقراطية والحرية ولا ينصلح حالها إلا بديكتاتورية تعيد الجميع إلى صوابه...

    • زائر 8 زائر 5 | 3:38 ص

      قصدك التكفيريون

      العالم يعرف الحقيقة بأن المتطرفين القتلة الذين أعلنوا باب الجهاد والتبعية للقاعدة، هم من يقتل المسلمين الأبرياء في الشوارع والمساجد وينبشون القبور ويأكلون الأكباد، وهم وراء التدمير في جميع البلاد الاسلامية: باكستان - أفغانستان - العراق - سورية - اليمن - .. والقائمة تطول حتى وصل إرهابهم الدول الأجنبية (تصوّر إلا إسرائيل فلم يطالها ولا غازي منهم)..

    • زائر 10 زائر 5 | 3:47 ص

      على قولة المثل

      كل يرى الناس بعين طبعه

    • زائر 29 زائر 5 | 8:25 ص

      هههههه عندك عقده مع ولي الفقيه؟؟؟

      اي مو لأن جبهة النصره كلهم ولي الفقيه والجيش الهر ولي فقيه و الاخوان المجرمين ولي فقيه و دولة العراق والشام اللا اسلاميه ولي فقيه ونوابكم اللي جمعوا لتجهيز غزاة ولي فقيه وكل الدنيا ولي فقيه يا غبي مو؟؟؟؟

    • زائر 4 | 11:47 م

      سنابسيون

      ياسيد الحكم يبي له مرونه وقبول بالآخر مهما كان انتماءه ياسيد مايصير كل من يأتي يريد تغير الكل والأجمع يعني انا بصير حاكم اجيب ربعي ومعارفي واهلي وجيراني وحزبي كله في الحكم واسلخ الباقين !!مو جدي لازم التغيير يصير بهدوء وراحه وبعدين مساكين المصريين كانوا يظنون انهم اذا ازاحوا مبارك فإن كل واحد يسحصل على فيلا ووظيفه ومعاش محترم وكأن مرسي عصاة سحريه او مارد مصباح يقول للشي كن فيكون !!!لا كل شي يحتاج لوقت حتى تأتي نتائجه

    • زائر 3 | 11:45 م

      غريب الدار رجع

      احسنت سيدنا, اتمنى منك مقالة توضح الاخطاء الكبرى اللي ارتكبها الاخوان و افقدتهم ثقة الشعب المصري و تسببت بالثورة عليهم و الاطاحة بهم.

    • زائر 14 زائر 3 | 5:23 ص

      فرعون جديد

      اعتقد السيدقاسم كتب عدة مقالات ولاحظت انه كان يتابع الحدث المصري لحظة بلحظة وكتب عن اخطاء الاخوان وانتقدهم بقوة. حتى في هذا المقال واضح انتقاده لهم.لكن الخوف من استغلال عسكري مثل السيسي للوضع ليعود فرعون جديد على مصر وهذا ما اشار الهي وانا اتفق معه.

    • زائر 2 | 10:33 م

      تمني

      اتمنى ان يكون تحليلك غير صحيح ياسيد وسلم قلمك الحر

    • زائر 1 | 10:32 م

      ماشالله سيد مالك حل جبتها تسلم تسلم تسلم السطر الاخير هو مربط الفرس

      لان من يطلب الاستقواء على شعبه بويش يوصفونه بعد

اقرأ ايضاً