العدد 3975 - الخميس 25 يوليو 2013م الموافق 16 رمضان 1434هـ

اضراب عام وتوتر في تونس بعد اغتيال نائب يساري معارض

بدت تونس مصابة بشبه شلل اليوم الجمعة (26 يوليو/ تموز 2013) بسبب اضراب عام دعت اليه اكبر نقابة في البلاد احتجاجا على اغتيال النائب اليساري المعارض محمد البراهمي الخميس.

وكانت شوارع العاصمة التونسية مقفرة اليوم الجمعة (26 يوليو/ تموز 2013) في ساعة بدء العمل في الادارات والغيت رحلات عديدة بسبب اضراب عام تقرر بعد
واغلقت عدة مقاه بمناسبة شهر رمضان. لكن تلك التي تفتح ابوابها عادة خلال رمضان كانت مغلقة ايضا الجمعة، بينما اغلق الكثير من المحلات التجارية الستائر المعدنية، كما ذكر صحافي من وكالة فرانس برس.

في المقابل، بدت حركة سيارات الاجرة والترامواي في حدها الادنى او خالية بسبب عدم وجود مستخدمين لها.
وعبرت سيدة امام مدخل احد المصارف عن استيائها من الاضراب. وقالت "لا يمكن اعلان اضراب بين ليلة وضحاها".
وقال مصدر ملاحي لوكالة فرانس برس ان كل رحلات شركة الخطوط الجوية التونسية وفرعها الخطوط الجوية التونسية السريعة الغيت الجمعة ولم تقلع اي طائرة، تلبية لدعوة الاتحاد العام التونسي للشغل (المركزية النقابية).

واضاف ان شركات الطيران "اير فرانس" و"اليتاليا" و"بريتش ايرويز" الغت رحلاتها من تونس واليها بسبب اضراب الفنيين على الارض.
وهذا الاضراب الوطني الواسع هو الثاني منذ انتفاضة 2011. وكان الاضراب الاول جرى بدعوة من هذا الاتحاد النقابي غداة اغتيال المعارض اليساري شكري بلعيد الذي قتل بالرصاص.

وتحت عنوان "شرارة زعزعة الاستقرار"، تحدثت صحيفة لابريس عن "فتح باب جهنم"، موضحة ان "الضربة التي وجهت الى منسق حركة الشعب تبدو وكانها رغبة في اضعاف العملية الديموقراطية".
واضافت ان "العنف لم يعد مجرد عمل معزول بل يتحول نظاما. من قبل من؟ ببساطة من قبل الذين يصرون على انتزاع السلطة او البقاء فيها"، مشيرة بذلك الى حزب النهضة الاسلامي.
وقال المحلل سامي البراهم ان "الاسباب التي ادت الى اغتيال شكري بلعيد هي نفسها التي ادت الى قتل محمد البراهمي: دفع الانتقال الديموقراطي الى الفشل".

وينفذ الاضراب بشكل واسع في سيدي بوزيد مسقط رأس البراهمي والتي انطلقت منها شرارة الثورة التي اطاحت الرئيس زين العابدين بن علي في كانون الثاني/يناير 2011.
وقال مراسل لفرانس برس ان هذه المدينة الواقعة وسط غرب البلاد مشلولة باستثناء بعض نقاط بيع مواد غذائية، بينما ينفذ الاضراب في الادارات والمصانع.
وقال المصدر نفسه ان عشرات الاشخاص تجمعوا امام مقر الاتحاد العام التونسي للشغل في سيدي بوزيد حيث فرقت الشرطة تظاهرات غاضبة مساء الخميس، كما في العاصمة.

واعلنت الرئاسة التونسية الجمعة يوم حداد وطني بمناسبة تشييع النائب اليساري المعارض محمد البراهمي في المجلس التأسيسي (البرلمان) الذي اغتيل بالرصاص امس امام منزله بالقرب من تونس.
وقالت الرئاسة في بيان تسلمت وكالة فرانس برس نسخة منه "بعد اغتيال المنسق العام للحركة الشعبية النائب الشهيد محمد البراهمي (...) تعلن رئاسة الجمهورية يوم حداد وطني الجمعة"، موضحة انه سيتم تنكيس الاعلام.
ودعا الاتحاد العام التونسي للشغل (المركزية النقابية) في بيان الى "إضراب عام الجمعة بكافة البلاد ضد الارهاب والعنف وضد الاغتيالات" اثر مقتل محمد البراهمي.

وفي خطاب الى الشعب التونسي، رأى الرئيس التونسي المنصف المرزوقي ان اغتيال البراهمي الذي جرى في يوم الاحتفال بذكرى إعلان الجمهورية في البلاد، يهدف الى تشويه صورة ثورات "الربيع العربي".
وقال ان "المسؤولين عن هذه المأساة يريدون ان يظهروا ان تونس ليست ارض سلام (...) وان الربيع العربي فشل في كل مكان".
من جهته، رفض رئيس الحكومة التونسية والقيادي في حركة النهضة علي العريض ، دعوات الى العصيان المدني في تونس واسقاط الحكومة اثر اغتيال محمد البراهمي، ودعا التونسيين الى عدم الاستجابة لها.
وقال العريض في مؤتمر صحافي "اؤكد رفض كل الدعوات، سواء صدرت عن شخص او حزب او جمعية او تيار او وسيلة اعلام، الى التقاتل والتجاوز والفوضى والخروج عن القانون".

واضاف "أتوجه بنداء الى الشعب التونسي (..) لكي لا يترك الفرصة لكل دعوة للفتنة والتقاتل (..) نحن ندعو الى التهدئة".
وهي ثاني عملية اغتيال سياسي في تونس خلال اقل من ستة اشهر بعد اغتيال المعارض اليساري البارز شكري بلعيد الذي قتل بالرصاص امام منزله في العاصمة تونس يوم 6 شباط/فبراير 2013.
واعلن مكتب مدعي الجمهورية اليوم الجمعة (26 يوليو/ تموز 2013) في تونس ان تشريح جثة المعارض محمد البراهمي كشف انه اصيب ب14 رصاصة من عيار 9 ملم "بينها ست في النصف العلوي من الجسم وثماني رصاصات في الساقين"، موضحا انه تم فتح تحقيق "بالقتل العمد والارهاب".
وقال اعضاء في عائلة البراهمي ان جثمانه سينقل الجمعة من المستشفى الى منزله الواقع شمال العاصمة قبل تشييعه المقرر السبت الى مقبرة الجلاز في تونس.
وجاءت عملية الاغتيال غداة تصريح نور الدين البحيري الوزير المعتمد لدى رئيس الحكومة ان وزارة الداخلية ستعلن "قريبا" عن "مدبري" عملية اغتيال بلعيد.
ومحمد البراهمي يتحدر من ولاية سيدي بوزيد (وسط غرب) التي انطلقت منها شرارة الثورة التونسية التي اطاحت في 14 كانون الثاني/يناير 2011 بالرئيس زين العابدين بن علي الذي هرب الى السعودية.
وكان البراهمي امينا عاما لحزب "حركة الشعب" الناصري الوحدوي العربي (مقعدان في البرلمان) الذي اسسه بعد الاطاحة ببن علي.
والحزب عضو في "الجبهة الشعبية" (ائتلاف علماني يضم 11 حزبا) التي أظهرت استطلاعات راي حديثة انها تحتل المركز الثالث في نوايا التصويت لدى التونسيين خلال الانتخابات المقبلة.

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً