العدد 3981 - الأربعاء 31 يوليو 2013م الموافق 22 رمضان 1434هـ

جون كيري في باكستان لاجراء محادثات حول ناشطي طالبان والقاعدة

يزور وزير الخارجية الاميركي جون كيري باكستان لحض الحكومة المدنية الجديدة والجيش على التصدي لمعاقل الناشطين الاسلاميين من حركة طالبان على الحدود مع افغانستان.
وبعدما وصل كيري مساء الاربعاء الى اسلام اباد يلتقي الخميس الرئيس المنتهية ولايته آصف علي زرداري الذي سيخلفه قريبا ممنون حسين بعدما انتخبه البرلمان رئيسا الثلاثاء.
كما سيلتقي رئيس الوزراء نواز شريف ورئيس هيئة اركان القوات المسلحة الجنرال اشفق كياني.
واشاد كيري الخميس امام موظفي السفارة الاميركية في اسلام اباد بحسن سير الانتخابات التي جرت في 11 ايار/مايو وحققت فيها الرابطة الاسلامية بزعامة شريف فوزا كبيرا.
وللمرة الاولى في تاريخ باكستان انهت حكومة منتخبة ولاية كاملة قبل ان تنتقل السلطة الى حكومة اخرى منبثقة عن انتخابات.
وقال كيري "انها عملية انتقالية تاريخية، يجب الا يقلل احد من اهميتها" مشيدا بالدور الذي لعبه زرداري في هذه العملية.
واضاف "انها خطوة كبرى الى الامام".
ومن المتوقع ان يحض كيري محاوريه خلال محادثاته في باكستان على تعزيز العمليات ضد معاقل المتمردين الاسلاميين على الاراضي الباكستانية قرب الحدود مع افغانستان، في وقت تستعد القوات الاميركية للانسحاب من افغانستان في نهاية 2014.
وشدد مسؤول كبير في وزارة الخارجية على هذه المسالة متوجها الى الصحافيين الذين يرافقون كيري في زيارته.
وقال الدبلوماسي ان الباكستانيين "لن يكونوا قادرين على تسوية مشكلاتهم الخاصة على صعيد الامن الداخلي وتوفير استقرار اقتصادي للمستثمرين ولن يتمكنوا من ان يحظوا بجيران مستقرين الا اذا عززوا سيطرتهم على ملاذات" المتمردين الافغان على الاراضي الباكستانية. وهذه اول زيارة يقوم بها وزير خارجية اميركي لباكستان منذ تشرين الاول/اكتوبر 2011 عندما دعت وزيرة الخارجية الاميركية السابقة هيلاري كلينتون اسلام اباد الى القضاء على ملاذات المسلحين الافغان وتشجيع طالبان على بدء محادثات سلام لانهاء الحرب في افغانستان.
وقال المسؤول الاميركي ان اصرار بلاده على هذه النقطة منذ سنوات حقق "بعض النجاح المحدود" مضيفا "لكننا سنواصل التأكيد بتصميم على انها اولوية اساسية للحكومة" الباكستانية.
وقال الدبلوماسي انه بعد اكثر من اربع سنوات من التوتر الشديد بين واشنطن واسلام اباد، تامل الولايات المتحدة في ان يسمح انتخاب نواز شريف على راس الحكومة في ايار/مايو وانسحاب القوات الاميركية قريبا من افغانستان باقامة علاقات اكثر هدوءا بين البلدين.
وتابع "من الواضح ان علاقتنا مع باكستان شهدت اضطرابا شديدا خلال السنوات الاربع والنصف الماضية" مضيفا " الان اعتقد اننا دخلنا مرحلة بناءة جدا".
وعرفت العلاقات الثنائية ازمة حادة بعد عملية تصفية زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن التي نفذتها وحدة مسلحة اميركية داخل الاراضي الباكستانية حيث كان يقيم سرا.
كما تحتج اسلام اباد بانتظام على الغارات الكثيرة التي تشنها طائرات اميركية بدون طيار على عناصر من طالبان والقاعدة في المناطق القبلية شمال غرب باكستان.
وترى باكستان ان هذه العمليات تشكل انتهاكا لسيادتها غير ان الولايات المتحدة تعتبرها عنصرا اساسيا في تصديها للمجموعات الاسلامية المتطرفة في المنطقة.
وتشهد باكستان نفسها موجة من الاعتداءات داخل اراضيها اوقعت اكثر من اربعين الف قتيل منذ 2001.
وكان كيري زار باكستان مرارا عندما كان رئيسا للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الاميركي، وكانت زيارته موضع ترقب شديد في باكستان حيث يحظى باحترام كبير.
فقد اسهم في صياغة مشروع قرار عام 2009 الذي يسعى الى منح باكستان 7,5 مليارات دولار من المساعدات التي تقدم لذلك البلد خلال خمس سنوات. كما قاد الجهود الاميركية لتعزيز الادارة المدنية في باكستان.
ومنذ فوزه في الانتخابات في ايار/مايو الماضي، قال شريف انه يرغب في توطيد علاقات بلاده مع واشنطن، الا ان على الولايات المتحدة ان تاخذ اكثر بقلق باكستان حيال غارات الطائرات بدون طيار.
والى حركة التمرد الاسلامية تواجه باكستان، القوة العسكرية النووية الوحيدة في العالم الاسلامي، مشكلات اقتصادية بالغة وازمة في الطاقة.
وقال مسؤول اميركي اخر "نريد شراكة مع الشعب الافغاني تغطي مروحة واسعة من الملفات الهامة بالنسبة لنا: مكافحة الارهاب وافغانستان والتجارة والاستثمار والاستقرار الاقليمي".
واضاف "لم يكن هذا يوما مهمة سهلة، لكنه يبقى اساسيا".

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً