خرج آلاف المغاربة اليوم الأحد (18 أغسطس/ آب 2013) إلى شوارع الرباط وأغلبهم من الإسلاميين للإحتجاج على ما أسموه "المجازر" التي تحدث في مصر "على يد الإنقلابيين" وطالبوا حكومة بلادهم بطرد السفير المصري وسحب السفير المغربي من القاهرة كما اعتبروا الأنظمة العربية خصوصا الخليجية منها متواطئة مع "الإنقلاب".

وتوالت الانتقادات الدولية لحكام مصر بعد مقتل المئات اثر تدخل قوات الامن الاسبوع الماضي لفض اعتصامين لانصار الرئيس الاسلامي محمد مرسي الذي عزله الجيش في الثالث من يوليو تموز بعد احتجاجات شعبية حاشدة على سياساته خلال عام امضاه في المنصب.

وقال منظمون للمظاهرات في وسط الرباط انها اجتذبت 100 الف شخص في حين قالت السلطات ان عددهم 40 الفا فقط أغلبهم محسبون على تيارات إسلامية تتزعمها حركة التوحيد والإصلاح التي إنبثق منها حزب العدالة والتنمية الإسلامي الذي يقود الحكومة الحالية وجماعة العدل والإحسان أكبر تنظيم إسلامي من حيث العدد والتي لم تحصل على ترخيص بالإضافة إلى بعض الوجوه السلفية.

ورفع المتظاهرون صور ضحايا "مجزرة" فض إعتصامي "رابعة العدوية" و"النهضة" وصور عبد الفتاح السيسي قائد الجيش المصري ملطخة باللون الأحمر والأعلام المصرية والمغربية ورددوا شعارات مثل "لا إله إلا الله..السيسي عدو الله" و"لا لحكم العسكر" و"الشعب يريد طرد السفير" و"الشعب يريد سحب السفير" و"إدانة مغربية للمجازر العسكرية." وسخروا من الأنظمة العربية خاصة دول الخليج وأعتبروها "متواطئة" مع "السيسي".

ودعا العاهل السعودي الملك عبد الله العرب الى الوقوف بحزم بجوار مصر ضد "الارهاب".

وقال محمد الحمداوي رئيس حركة التوحيد والإصلاح لرويترز "مسيرة اليوم ذكرتني بالمسيرات التي كنا نخرج فيها للتنديد بالمجازر الصهيونية في حق الشعب الفلسطيني وهذا دليل على أن النظام العسكري الإنقلابي في مصر له مخطط صهيوني."

وأضاف "لقد سقط القناع عن ليبراليتهم وديموقراطيتهم وحداثتهم التي لم تستطع التعايش مع الآخر."

ومن جهته قال حسن بناجح القيادي بجماعة العدل والإحسان لرويترز "نعبر عن رفضنا الشديد للإنقلاب على الشرعية وكل تبعات هذا الإنقلاب وما يجري اليوم من مجازر رهيبة فاقت التصورات."

واعتبر بناجح أن النظام المغربي "شريك في هذه المجازر مادام اعترف بالسلطة الانقلابية ويتحمل هذه الدماء."

ورفض حقوقيون ومحسوبون على التيار اليساري في المغرب المشاركة في مظاهرة اليوم وأعتبروا أنها مسيرة "لإلهاء الشعب المغربي عن مشاغله الحقيقية وعلى رأسها الزيادة في أسعار بعض المواد الغذائية مؤخرا كسعر الحليب."