العدد 4007 - الإثنين 26 أغسطس 2013م الموافق 19 شوال 1434هـ

محللون: رد محدود لدمشق في حال شن الغرب ضربة عسكرية موضعية

يرى محللون ان دمشق وحلفاءها سيعمدون الى رد فعل محدود في حال وجه الغرب ضربة عسكرية موضعية الى سوريا، الا ان اي هجوم شامل بهدف اسقاط نظام الرئيس بشار الاسد قد يؤدي الى اشعال المنطقة.

ويقول الاستاذ في معهد العلوم السياسية في باريس جوزف باحوط لوكالة فرانس برس ان "الامر يعتمد على طبيعة ومدى وهدف الضربة الغربية، وفي الوقت الراهن اميل الى الاعتقاد انها ستكون ضربة تحذيرية، لا اكثر".

ويضيف هذا الخبير في شؤون الشرق الاوسط وسوريا "في هذه الحال، لن يذهب حزب الله او ايران بعيدا (في الرد). يمكننا ان نتخيل اضرارا جانبية وغير مباشرة، كهجمات ضد قوات الامم المتحدة في جنوب لبنان (اليونيفيل) او اطلاق صواريخ مجهولة المصدر على اسرائيل".

ويتابع "في المحصلة، لن يكون ثمة خطوات غير مسبوقة".

وتعد روسيا وايران ابرز حليفين لنظام الرئيس السوري، كما يشارك حزب الله اللبناني المدعوم من طهران، في المعارك الى جانب القوات النظامية السورية ضد مقاتلي المعارضة.

الا ان المحللين يرون ان كل هذه المعايير قابلة للتبدل في حال اختار الغرب الركون الى ضربة عسكرية قاصمة للنظام.

ويقول باحوط "في حال مماثلة، لا يمكننا استبعاد رد فعل قاس لا سيما من ايران، كما ان معطى اضافيا يبقى مجهولا: ماذا سيكون عليه رد الفعل الروسي".

وحذرت موسكو الثلاثاء من "عواقب كارثية" على الشرق الاوسط وشمال افريقيا لاي تدخل عسكري في سوريا، بحسب بيان لوزارة الخارجية الروسية.

واتى هذا الموقف غداة تحذير وزير الخارجية سيرغي لافروف من التدخل العسكري في سوريا من دون موافقة مجلس الامن الدولي، مؤكدا في الوقت نفسه ان روسيا "لا تعتزم خوض قتال مع أحد".

وتخوض عواصم غربية عدة في مشاورات معمقة على مستوى عال حول "الرد الجدي" على الهجوم المفترض بالاسلحة الكيميائية الذي وقع الاربعاء الماضي في محيط دمشق، والذي تتهم المعارضة السورية والدول الغربية نظام الرئيس الاسد بالوقوف خلفه.

كذلك انطلق في العاصمة الاردنية عمان الاثنين اجتماع ليومين يشارك فيه رؤساء أركان عدد من الجيوش العربية والغربية للبحث في تداعيات النزاع السوري، بحسب ما افاد مصدر حكومي اردني فرانس برس.

اما ايران، فحذرت على لسان مساعد رئيس اركان القوات المسلحة الايرانية العميد مسعود جزائري من "تداعيات شديدة على البيت الابيض" في حال شن هجمات ضد سوريا، بحسب ما نقلت عنه وكالة "فارس" للانباء الاحد.

ويقول المحلل والصحافي المقيم في طهران امير موهبيان "في الوقت الراهن، تطلق ايران تحذيرات. لكن في حال قرر الاميركيون التدخل، سيقعون في فخ نصبوه لانفسهم، وستبقى ايران على الهامش لتراقب الاميركيين وحلفاءهم يغرقون في هذا المستنقع".

من جهته، يعتقد مدير مركز دمشق للدراسات الاستراتجية بسام ابو عبد الله ان اي ضربة، وان كانت محدودة، قد تتسع لتشمل المنطقة برمتها.

ويقول لفرانس برس "الاميركيون يريدون الآن اولا حفظ ماء وجههم واعادة هيبة الولايات المتحدة لان حلفاءها يشعرون انها لا تحمي احدا، وثانيا، المجيء الى التفاوض (حول حل الازمة) بقوة (...) ويريدون من الجماعات الارهابية (في اشارة الى مقاتلي المعارضة) ان تحقق لهم تقدما على الارض للتفاوض من منطلق اقوى".

ويعتقد ابو عبد الله انه في حال حصول الضربة العسكرية "فالأمر لن يتوقف لان الطرف الآخر سيرد بالمطلق (...) بالتأكيد ستكون المعركة اقليمية". يضيف "ثمة محوران يتصارعان (...) وفي حالة العدوان، لا احد يكشف اوراقه".

من جهته، كتب ابراهيم الامين، رئيس تحرير صحيفة "الاخبار" اللبنانية القريبة من دمشق وحزب الله، في مقالة الثلاثاء "ما الذي يضمن توقف الأمور عند هذا الحد؟ ومن الذي يضمن أن مواجهة من هذا النوع لن تتدحرج الى حرب واسعة؟".

اضاف "من بمقدوره الجزم، من الآن، بأن الرد على الضربة لن يفتح باب جهنم على الجميع؟".

وكان الرئيس الاسد حذر الولايات المتحدة الاثنين من شن هجمات ضد بلاده، من دون ان يشير علنا الى احتمال الرد.

وقال لصحيفة روسية ان اي تدخل عسكري ضد بلاده سيكون مصيره "الفشل"، متوجها الى الاميركيين بالقول "هل تعلموا دروسا من الخمسين عاما الماضية على الاقل؟ هل قرأوا فيما فعله السياسيون الذين كانوا قبلهم ان جميع حروبهم فشلت منذ حرب فيتنام حتى اليوم؟".

وتمثل الضربة العسكرية الهادفة الى اسقاط النظام "خطا أحمر" بالنسبة الى حلفاء دمشق.

وكان الامين العام لحزب الله حسن نصرالله واضحا في تحذيره من هذا الامر في نيسان/ابريل الماضي، اذ قال "لسوريا في المنطقة والعالم اصدقاء حقيقيون لن يسمحوا لسوريا ان تسقط بيد اميركا او اسرائيل او الجماعات التكفيرية".

وحذر في حينه من "تدحرج الامور في المستقبل الى ما هو اخطر، مما قد يضطر دولا او وقوى وحركات مقاومة الى تدخل فعلي في المواجهة الميدانية في سوريا".

وحذرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة، وهي فصيل فلسطيني موال للنظام السوري، من استهداف مصالح من يشاركون في "العدوان" على سوريا.

وقال المتحدث باسم الجبهة في دمشق انور رجا لفرانس برس "كل من يشترك في العدوان على سوريا ستصبح مصالحه في المنطقة هدفا مشروعا".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً