العدد 4009 - الأربعاء 28 أغسطس 2013م الموافق 21 شوال 1434هـ

السوريون يستعدون لضربة عسكرية تطال النظام.. وتخزين الغذاء والدواء

تزداد مخاوف السوريين يوما بعد آخر جراء تزايد ارتفاع وتيرة التصعيد بتويجه ضربة عسكرية تطال مواقع نظام بشار الاسد الذي كان اعلن الخيار الامني والعسكري لمواجهة الشعب الذي طالب بكسر احتكار السلطة بيد عائلة الاسد منذ نحو نصف قرن.

وتتضح معالم سيطرة حالة الترقب والحذر على السوريين في دمشق، الذين يهرع كثيرون منهم هذه الأيام لتخزين المواد الغذائية والدواء والماء، في ظل تصاعد نبرة توجيه ضربة عسكرية غربية يجرى الحديث عنها لبلادهم ردا على استخدام أسلحة كيماوية في سورية، تؤكد المعارضة ان النظام هو من استخدمها.

ويقول أحمد الشرع الذي يقدم نفسه انه احد المشاركين في اعمال الاغاثة الانسانية في سورية: "نضطر التزام منازلنا غالب الأحيان وسط خوف وقلق ان يستغل النظام الهجمات الخارجية ويزيد قصفه وأعمال العنف ضد السكان والمدن كي يقول ان ذلك يحدث بفعل الهجمات الخارجية".

ويضيف الشرع الذي يضيف ان نظام الاسد يلاحقه بسبب نشاطه الانساني مع عائلات النازحين والمحتاجين: "نجمع التبرعات والمواد الغذائية والدواء واعادة توزيعها على الاسر المحتاجة.. هذه الايام اختلفت الاجواء العامة ونفسية الناس بعد الحديث عن اقتراب موعد ضربة عسكرية للنظام".

وتابع: "يعرف الناس الفرق ويقولون انها ضربة للنظام وليست للشعب ، نظام بشار الاسد هو من يقصف السوريين والضربة من الخارج ليست للسوريين انما للنظام".

من جانبها ، ترى فاطمة سعود وهي سيدة في العقد الثالث من العمر، تقطن احد احياء دمشق: " يقبل السكان على شراء المواد الغذائية يوميا، وأخذ الاحتياطات اللازمة".وتختلف طرقات العاصمة دمشق، ويظهر الشحوب على وجه كثيرين من المارة فيها، مع ازدياد التحصينات العسكرية للنظام ، والتزام الجنود وعناصر الأمن المنتشرين في معظم أنحائها اللباس العسكري ذي الجاهزية العالية لكن مع اقتراب ساعة غروب الشمس يقل أعداد المارة في الطرق والشوارع.

وتقول كارمين دهبر ، وهي موظفة تقيم في حي العباسيين الواقع بمحاذاة حي جوبر الذي يشهد عمليات عسكرية وقصفا مستمرا: "لا نعرف أين نذهب ، إن الأمور تتجه للأسوأ.. تحملنا الوضع في جوبر لكن في حال الضربة الأمريكية ماذا سنفعل ، نتحضر لكل الاحتمالات ونؤمن الغذاء والدواء واحياطنا من الوقود و مولدات الكهرباء والشموع".

وتضيف دهبر: "زرت في اليومين الماضيين واليوم عديدا من المحلات لشراء مواد الغذاء من معلبات وغيرها لتموين حاجة أسرتي المكونة من زوجي وثلاث أطفال في حال اضطررنا للبقاء في المنزل لأيام".ويشير ممدوح ابو الحسن، من سان الحي، إلى أنه وقف لاكثر من 3 ساعات ليحصل أخيرا على ربطة خبز من ثماني أرغفة، كون الكمية المتواجدة لدى الفرن نفذت تقريبا، فاضطرا إلى بيع ربطة لكل شخص كي يعطي أكبر قدر ممكن من السوريين.

أما "أم عبدو" السيدة السمينة التي تقف في دور النساء أمام الفرن فقد تشاجرت مع إحدى النسوة اللاتي اشترين كمية تقدر بعشرة ربطات كونها أخذت أكبر من حاجتها ما قد يؤثر على الكميات التي ستباع للآخرين.

وقال الناشط محمود غريواتي: "قطع الطرقات وفقدان الأغذية هو الهاجس المخيف للسوريين"، مضيفا أن "الجميع متفق على ضرورة الاحتياط".وتابع "حتى أن الأهداف التي ستتعرض للضرب أو الهجوم مجهولة وهذا يخلق حالة من الترقب لاسيما أن معظم مراكز الأمن في دمشق تتوسط الأحياء السكنية ما يزيد من احتمال سقوط عديد من الضحايا في حال تعرضت لهجمات".

وفي حالة من النكران لاحداث الواقع، يقول أبو سومر سليمان ، وهو من الموالين إن "الحياة طبيعية ولا شيء تغير"، مضيفا أن الرد على الضربة يجعل أمريكا ودولا غربية أخرى تفكر مئة مرة قبل إقدامها على ذلك وسيتمرغ رأسهم في التراب".والمتجول في طرقات دمشق يشعر ويرى إيقاعا حزينا وحذرا.. الأضواء البراقة تشعشع من فوق قاسيون وتظهر بعيدة من الضواحي الجنوبية المثخنة بألمها بعدما نزح معظم سكانها عن بيوت باتت ركاما.

وفي وسط العاصمة تخف الحركة تدريجيا مع هبوط الليل .. نسمات باردة تلف الشوارع والأزقة الضيقة .. بضع طاولات افترشت حي الشعلان حتى منتصف الليل وسيارات معدودة تخترق ساحة الامويين المتلألئة بأنوار مياهها الزرقاء وسط العاصمة .. مع رذاذ متطاير يزيد النسمات الباردة بردا.

وراء هذه المشاهد قلق عميق لدى السكان في دمشق التي باتت مكتظة بالسوريين من كل المدن الاخرى .. قلق تراه في عيون الناس وأسئلتهم عن موعد الضربة ومن ستصيب؟ومع كل تهديد خارجي أو اعمال عسكرية من النظام يقبل الناس على شراء العملات الاجنبية اذ ان الدولار قفز الى اكثر من 250 ليرة سورية في الايام الاخيرة بعد ان كان سعره نحو 200 ليرة مؤخرا.

لذلك يجمع السكان على ان التأثير حصل وأثر في معنويات سكان العاصمة ومعظم السوريين. وبات واضحا للعيان حدوث حركة نزوح واضحة من الاهالي الساكنين قرب المقرات الأمنية والعسكرية.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً