العدد 4009 - الأربعاء 28 أغسطس 2013م الموافق 21 شوال 1434هـ

اختيار رئيس جديد لجبهة التحرير الوطني الجزائرية قبل الانتخابات الرئاسية

انتخبت "جبهة التحرير الوطني"، الحزب التاريخي الجزائري، الخميس (29 أغسطس / آب 2013) امينا عاما جديدا لها، وذلك بعدما ظلت مدى الاشهر الاخيرة اسيرة منافسة بين تيارين يتنازعان السيطرة عليها تمهيدا لانتخابات 2014 الرئاسية.

وصوتت اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني برفع الايدي على تعيين عمار سعيداني (63 عاما) امينا عاما لهذا الحزب، خلفا لعبد العزيز بلخادم الذي سحبت الثقة منه مطلع شباط/فبراير عن قيادة الحزب الرئاسي.

وتعيش جبهة التحرير الوطني التي تملك غالبية في الجمعية الوطنية، ازمة مفتوحة داخل قيادتها منذ الانتخابات التشريعية في ايار/مايو 2012.

واخذ هذا الخلاف حجما كبيرا بعدما سحبت اللجنة المركزية الثقة من بلخادم لكنها فشلت في تعيين خلف له. وكان الرئيس السابق للحزب متهما خصوصا بالسعي لابقاء سيطرته على الحزب تمهيدا لانتخابات نيسان/ابريل 2014 الرئاسية.

الا ان هذه التنحية لم تحل المشاكل، وفي الايام الماضية اعتبر منافسو سعيداني الذي بات في طريقه للحصول على دعم زعيم جبهة التحرير الوطني، الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، ان اجتماع اللجنة المركزية للحزب "غير قانوني" وعمدوا الى مقاطعته.

وفي مؤتمر صحافي، قال زعيم معارضي سعيداني الوزير السابق عبد الرحمن بلعياط المكلف منذ تنحية بلخادم ادارة الحزب الى حين انتخاب امين عام جديد، ان مجلس الدولة الغى التصريح الممنوح لاجراء هذا الاجتماع ما يؤكد انه غير قانوني.

وسبقت سلسلة احداث اجتماع اللجنة المركزية الذي عقد في فندق بوسط الجزائر العاصمة واحيط بتدابير امنية مشددة.

فقد تم السماح بعقد الاجتماع في مرحلة اولى من جانب وزارة الداخلية، الا ان منافسي سعيداني لجأوا الى القضاء وحصلوا بعد ظهر الاربعاء على قرار بالغاء الاجتماع.

غير ان انصار الامين العام الجديد نجحوا في وقت متأخر مساء في الحصول على الاذن من السلطات بحسب الصحف الصادرة الخميس. وحضر الاجتماع 273 من اصل الاعضاء الـ340 في هذه اللجنة.

وتم اعلان اسماء ثلاثة مرشحين لمنصب الامين العام، الا ان اثنين منهم هما مصطفى معزوزي العضو ايضا في اللجنة المركزية وسعيد بوحجة العضو السابق للمكتب السياسي للحزب، اعلنا في النهاية انسحابهما من السباق.

وعقدت اعمال اللجنة المركزية التي من المتوقع استمرارها يومين، في جو من التمزق الداخلي، عززه غياب الرئيس بوتفليقة الذي امضى ثلاثة اشهر في فرنسا للعلاج. وبعد عودته الى البلاد في 16 تموز/يوليو، يستعيد الرئيس الجزائري صحته تدريجا مع مواصلته عملية تأهيله.

وادت المشاكل الصحية لبوتفليقة الى تراجع فرضية ترشحه لولاية رئاسية رابعة يريدها انصاره لكن الرئيس لم يبد اي موقف منها حتى اليوم.

وفي خطاب الفوز، توجه سعيداني بالشكر لانصاره واصفا خصومه بانهم "اقلية". الا انه تعهد بتوحيد صفوف الحزب.

وبحسب الصحافة، فإن انصار سعيداني يعتزمون معاودة الامساك بزمام الحزب الذي يملك 221 مقعدا من اصل 432 في الجمعية الوطنية.

وفي العام 2003، شهد حزب جبهة التحرير الوطني ازمة مماثلة افضت الى تنحي امينه العام علي بن فليس بعد كباش سياسي بين انصاره ومؤيدي بوتفليقة. وتنازع المعسكران السيطرة على الحزب قبيل انتخابات 2004 الرئاسية.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً