العدد 4015 - الثلثاء 03 سبتمبر 2013م الموافق 27 شوال 1434هـ

الحلم البحريني

رملة عبد الحميد comments [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

مع ظلام كل ليل ومع كل غفوة تنهال الأحلام، التي تتجاوز حدود المكان والزمان، وتخترق الحواجز والشخوص، سواءً الأحياء منهم أو الأموات. كم حلم كان قدراً، وكم حلم كان إنذاراً، وكم حلم يضيع في ازدحام الأيام ننسى تفاصيله، لكن بعضه تبقى صوره حاضرةً بحضور تأثيراته وأحاسيسه في الأذهان.

الحلم بحد ذاته إعجاز إلهي للبشر، ففيه الصوت واللون والإحساس سواءً كان مفرحاً نتمنى أن يطول، أو كان مفزعاً نتنفس الصعداء حين نصحو ونراه مجرد حلم، ثم نرجع من جديد نحلم. فما بين الأمل والخوف تحدو بنا هذه الأحلام حينما نسارع لتأويلها، ليبقى السؤال لما تنتابنا الأحلام؟ وأي حلم نريد؟

الأحلام لا تأتي في المنام فحسب، بل هناك أحلام تعبر إلى ذهن الإنسان وهو يقظ. وتعتبر الأحلام انعكاساً لحالة الإنسان النفسية والذهنية، فيشير عالم الاجتماع العراقي علي الوردي في كتابه «الأحلام» أن المجتمعات كلما انتشر فيها اليأس والحزن والضجر، اتجهت نحو الأحلام للتخلص من واقعها البائس ومستقبلها الغامض. اللجوء إلى الحلم أمر مشروع وإنساني، لكن الأفضل منه الشروع نحو تحقيق الأحلام الرائعة التي تبني وتصنع.

لقد حاولت بعض الأمم تصور أحلام خاصة لأوطانها تعيش من أجل تحقيقها، فالحلم الأميركي هو الروح الوطنية لشعب الولايات المتحدة الأميركية، والذي عبّر عنه المؤرخ والكاتب جيمس تراسلو أدامز في كتابه «الملحمة الأميركية» الصادر عام 1931، بقدرة الأميركيين على تحقيق حلمهم بـ «حياة أفضل وأكثر ثراء وسعادة».

الحلم الأميركي يراه أدامز بأنه «الحلم الخاص بالأرض التي يجب أن تكون بها الحياة أفضل وأكثر ثراءً لكل الناس، حيث تتيح لكل فرد الفرصة المناسبة طبقاً لقدراته وإنجازاته. إنه ليس مجرد حلمٍ للحصول على سيارة أو مرتب مرتفع، إنه يسعى إلى تحقيق عدالة اجتماعية لكل رجل وامرأة، وبذلك يصلون إلى أفضل المستويات ويصبح لديهم القدرة الفطرية على الإنتاج. ومن ثم ينظر الآخرون إلى هويتهم دون أي اعتبار لمولدهم أو مركزهم». لقد جاءت فكرة الحلم الأميركي مرسخة في الجملة الثانية من «إعلان الاستقلال»، والتي تنص على أن «كل الناس قد خلقوا متساوين»، وأن لهم «بعض الحقوق غير القابلة للتغيير»، والتي تضم «حق الحياة والحرية والسعي وراء تحقيق السعادة».

لماذا لا نصنع حلماً بحرينياً؟ من حقنا نحن كشعب بحريني أن يكون لنا حلمنا الخاص بأرضنا البحرين وشعبها، وأن نتشارك جميعاً في صياغة هذا الحلم وصناعته. حلمٌ نريد له أن نحقق مستقبلاً من أجل أجيالنا القديمة لتعيش فيه حياة مثلى. حلمٌ لا يُراد به انتقاصٌ من أحد، ولا هيمنةٌ لأحد، ولا سيد ولا عبد، إخوة كلنا سواء في الوطن.

هكذا هي أحلامنا، وهي ليست أضغاث أحلام، بل هي أحلام مختلفة، لكنها سهلة التأويل والتحقيق. نمتلك القدرة على البوح بها وشرحها، والسعي نحو تحقيقها، فنحن البحرينيين نستحق الأفضل.

إقرأ أيضا لـ "رملة عبد الحميد"

العدد 4015 - الثلثاء 03 سبتمبر 2013م الموافق 27 شوال 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 5:45 ص

      ي

      ذاك المنى لو ان ذلك يحصلو
      ولكن نبقى على أمل ان يتححق ذلك الحلم
      ولكن بالعمل وليس التمنى وحده

    • زائر 2 | 2:55 ص

      إلإنسان - إنسانيه ولا فرق بينهم إلا بالتقوى لكن

      قد تكون أحلام لكن يقال الحلم عند الغضب صفة لا يتحلى بها إلا عظماء الرجال وقد كانوا الأئمه عليهم أفضل الصلاة والسلام وقبلهم جدهم وأبوهم والرسل والأنبياء كذلك. اليوم قد يكون أضغاث أحلام عند البعض ليست كما أحلام كان يفسرها (يترجمها ويقرأها لمعرفته بتأويلها) الإمام الصادق أو نبي الله يوسف عيهم السلام. يعيش الناس رعب وخوف لدرجة أن الناس متلخبطة أو متخبطه من زود المس بين اليقظة والنوم في العسل. فقد يتوهم الناس أشياء لكن أحلامهم لا تتحقق. هل قلة نوم أو من كثرة غفله؟

    • زائر 1 | 12:30 ص

      سؤال وجواب

      لماذا لا نصنع حلما بحرينيا ... إحنا شعب صار ممنوع علينا حتى الحلم .. باختصار إحنا شعب يراد تغييره ... فعلينا أن ننسى حتى الأحلام ... جميع الملل تحلم لأنها ستعيش الواقع اللي المفروض إحنا انعيشه...

اقرأ ايضاً