العدد 4019 - السبت 07 سبتمبر 2013م الموافق 02 ذي القعدة 1434هـ

العلاج التكميلي والتأمل الداخلي على طريق مكافحة مرض السرطان

نبيل حسن تمام comments [at] alwasatnews.com

طبيب بحريني

في إطار الاحتفال السنوي بشهر سبتمبر/ أيلول، الشهر الوطني لزيادة الوعي بسرطان «الليمفوما»، نتناول الحديث عن آفاق مقاومة هذا المرض وطرق علاجه ونشر الوعي العام. فعلم الطب يقرّر أننا لسنا حكماء مثل جسدنا، وقد قال أحد أبرز الأطباء: «أننا لا نستطيع أن نشفي الجسد، فالجسد يشفي نفسه بنفسه، وكل ما نفعله هو أننا نقدّم له المساعدة، ويبقى العلاج الحقيقي من فعل الجسد».

إن المريض يلعب دوراً أساسياً وحسّاساً في علاج جسده من السرطان، وذلك بالرجوع للعوامل الطبيعية للصحة، وهي:

العلاج الطبيعي: ويعتمد بشكل أساسي على تجويع الخلايا السرطانية لأنها تعتمد على السكر المكرّر وهو غذاؤها المثالي، والمادة المخاطية التي يعتبر الحليب أهمها، وبالتالي يجب تعويض السكر المكرّر بالتمر أو الدبس أو الزبيب أو العسل. ومن المعروف أن الخلايا السرطانية تنمو في البيئة الحمضية، وهذا يكمن في اللحوم، لهذا يجب الامتناع عن أكل اللحوم وتناول الكثير من السمك والقليل من الدجاج.

الغذاء الصحي: يتكوّن الغذاء الصحي من 50-60% من الحبوب الكاملة والعضوية مثل القمح والشعير والأرز الأسمر والذرة والشوفان. ويجب أن تشكل الخضروات الطازجة 25-30% من الطعام اليومي على شكل سَلَطات أو خضروات مسلوقة أو مخللة، ويجب تجنب صلصات السلَطة والمايونيز. وأما البقوليات فيجب أن تكون ما يعادل 5% كالعدس والحمص والفاصوليا.

العلاج بالرياضة: فالرياضة تساعد على الحفاظ على قوة الجسم وتوازنه، وتزيد من نشاط الجهاز المناعي وتحسن الدورة الدموية وتقلل الإصابة بمرض السرطان.

العلاج العقلي والروحي: إن مرض السرطان له بعدٌ روحي، لهذا يجب أن تكون لدينا ثقافة علاج أمراضنا بأنفسنا دون الاعتماد كلياً على الأدوية، وكلما حصلنا على الصحة الجسدية والنفسية والعقلية، فإن ذلك يؤدي إلى العيش في تناغم وسلام مع الطبيعة. وأهمها على الإطلاق هو وجود روح حيوية إيجابية ونفسية سليمة تساعد الجسم على محاربة السرطان، ويجب البعد عن الغضب والتوتر والحقد وعدم التسامح، حيث يضع الجسد في توتر وفي حالة حموضة. لذا وجب على مريض السرطان أن يرتقي بنفسه ليعيش التسامح والحب والرضا، وحياة تمد جسده بالطاقة الإيجابية، وبالتالي يجب أن يكون العلاج شاملاً ويدعم بالعلاج العقلي والروحي لتحقيق التوازن الضروري للصحة.

الإيمان والثقة وقوة العقل الباطن: ويعتبر الإيمان والثقة التامة بالنفس والتفكير الإيجابي الدائم من أهم العوامل المؤدية للشفاء الحقيقي، فوفقاً لإيحائك وثقتك تجري الأمور بداخلك. إن هناك قوة شفاء خارقة تكمن في عقلك الباطن، تستطيع أن تعالج المزاج المضطرب والسمّ المريض.

إن العقل اللاوعي هو الذي يقوم بتحقيق الأهداف التي يقرها العقل الواعي، وهو خاضعٌ له ومطيعٌ له. والإيمان بكل ما هو إيجابي يضع حداً للأزمات السرطانية بحيث يخلص مريض السرطان من الاكتئاب والإحباط الذي يعتريه نتيجة الخوف من الموت. إن العقل الباطن هو القوة الوحيدة لتحقيق الشفاء بحيث إذا اقترحت على عقلك الشفاء فستشفى.

ونخلص إلى القول أن العوامل الطبيعية للصحة تتمثل في التغذية السليمة والتنفس والماء والشمس والراحة الفكرية والنفسية والرياضة والنوم بعد التعب لاستعادة الطاقة الفكرية. لهذا وجب أن نخلق انسجاماً بين الروح والعقل والجسد من أجل الحصول على تناغم في الحياة.

ممارسة التأمل أنموذج للعلاج التكميلي

التأمل هو ممارسة يقوم فيها الفرد بتدريب عقله لتحفيز الوعي الداخلي، ويحصل في المقابل على فوائد معنوية وذهنية. وإذا ما تم ممارسته بشكل صحيح، فهو يعطي الشعور بالاسترخاء والاتصال بالنفس، ما يؤدي للتفكير بشكل أنضج وإبداعي.

لكي يكون التأمل ناجحاً، يفضل أن يكون لمدة معينة (عشر-خمسة عشر دقيقة) يومياً وفي نفس الوقت، ممارسة إحدى الأنشطة الرياضية ثلاث مرات أسبوعياً، مع تناول قسط وافر من الراحة، والانتباه لتناول الطعام الذي يمد الإنسان بالطاقة مع تجنب الأطعمة الدسمة، والامتناع عن الكحوليات والقهوة والشاي، هذا بالإضافة لشرب الكثير من الماء (تصل لغاية ثمان أكواب يومياً).

للتأمل فوائد عديدة، منها على سبيل المثال لا الحصر: الشعور بالسلام الداخلي والانسجام بين الروح والعقل والجسد، ترتيب الأفكار وتسلسل الأولويات، الطمأنينة والهدوء، الترفع عن سفاسف الأفكار، اكتشاف المعاني العميقة للذات، المقدرة على اكتشاف رسالتك في الحياة، ترتيب الطاقة الداخلية، وفهم المعاني العميقة للعلاقات مع البيئة والآخرين.

هنا في البحرين، تقدّم الجمعية البحرينية للتأمل وتطوير الذات خدماتها للمجتمع وللجمهور الكريم لمن يرغب، من دورات مكثفة في مجال فهم ممارسة التأمل على فترات، تبدأ بالدورة التمهيدية للمفاهيم الأولية للتأمل، والدورة الثانوية للخوض في فهم المصطلحات العامة للتأمل، والدورات المتقدّمة من أجل تعلم مهارات تطبيق التأمل، حيث تُقام هذه الدورات المتقدّمة خارج البحرين ولمدة أسبوع. هذا بالإضافة إلى البرنامج الشهري الذي يتم عرضه على موقع المركز في الإنترنت حيث تقام المحاضرات كل خميس، والتي تستمر لمدة ساعة واحدة يصاحبها ممارسة التأمل مع الإرشادات للمبتدئين مباشرة، والمركز مفتوح لممارسة التأمل بشكل يومي لمدة نصف ساعة من السابعة مساءً. ويوجد هناك كتيبات وأقراص مدمجة تعليمية من الممكن اقتناؤها أيضاً.

إقرأ أيضا لـ "نبيل حسن تمام"

العدد 4019 - السبت 07 سبتمبر 2013م الموافق 02 ذي القعدة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 3:50 ص

      جمييييل

      شكراا على المعلومات الراائعة

    • زائر 3 | 3:05 ص

      شكرا لكم

      شكرا لكم دكتور نبيل على هذا الجهد في توعية الجمهور. ألف شكر.

    • زائر 2 | 1:28 ص

      حق العلاج

      تسعى كثير من الدول ومنظمات عالمية لإيجاد العلاج لمرضى السرطان ولكن الخلل يكون في حق الوقاية ومنع الأسباب تتداخل المصلحة الربحية وأمور سياسية وأقتصادية وللأسف في هذا العصر الرقمي ومع التطور العلمي كل العوامل السببية من الملوثات التي هي من صناعة البشر تاخذ مجرها بعنوان التطور الكيميائي والتكنولوجي والإشعاعي الذى طغى عليه الطمع والجشع في تضخيم الأرباح على الصحة الإنسانية ونجد كثير من العلماء ومجموعات على الشبكة العنكوبتية يكافحون نحو التوعية للتطوير القانونين التي تضع صحة الإنسان مع التطور

    • زائر 1 | 12:58 ص

      الوقاية خير من العلاج

      الشكر للطبيب تمام.
      يقول الخبراء أن هذا العصر انفرد بأكبر ملوثات بيئية خطورتها بعد ما أصبحت موجودة داخل المنازل والتي يعود لها أسباب ازدياد الأمراض المزمنة بشكل متسارع وخطير وأهمها
      - الملوثات الكيميائية التي تعدد أشكال استخدامها بالمنازل. وللبحرين خصوصية بالملوثات من الغازات الكيميائية المشهورة بالمسيلات الدموع.
      -الملوثات الكهرومغناطيسية التي تصدر من الأجهزة الإلكترونية من الهواتف الذكية والكمبيوترات اللوحية الرقمية HD و3D وابراج الإتصالات اللاسلكية بنظام الجيل الثاني والجيل الثالث وما بعد الثال

اقرأ ايضاً