العدد 4020 - الأحد 08 سبتمبر 2013م الموافق 03 ذي القعدة 1434هـ

لقد بدأت طبول الحرب تُقرع من جديد

سهيلة آل صفر suhyla.alsafar [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

لا نكاد نهدأ أو نحاول إعادة توازناتنا حتى يفاجئنا الغرب وعلى رأس الحربة أميركا، لضرب دولة عربية أخرى الشقيقة سورية، بعد أن أنهكوا العراق ظلماً وعدواناً ولم يتركوه إلا أشلاء، ودسوا فيه شياطين الأرض لتقسيمه والفتك به، ومازلنا في محنة إعادة بنائه ولملمة جراحه حتى بدأوا في التطاول علينا ثانية لضرب جارتها وكأنهم لم يكتفوا بالألوف من القتلى من الطرفين وتدمير بلادنا الحبيبة العراق.

أية حضارة خسيسة هذه التي يَدعْونها وأي نوعٍ من البشر المتسلطين على رقابنا هؤلاء.

هم تفاجأوا بثوراتنا والتي لم تكن في حسبانهم، ثورات الربيع العربي وبهذا الزخم التاريخي.

هذا الحراك الإنساني الرائع والذي جمع الشعوب العربية في أحلى سيناريو عشناه ربما منذ ولدنا،

والتي هبّ فيها العرب لتحسين أوضاعهم، والذي قد يتأخر قليلاً لجني ثمارها وتحقيق أهدافها الحقيقية بسبب المؤمرات والدسائس المستمر من كل صوب، في محاولاتٍ مستميتة لإرجاع الأنظمة المتهالكة والظالمة.

إن إزالة وإزاحة بعض الرؤساء الفاسدين، والذين كانوا أذيالاً وعملاء طغاة ومواليين للغرب، لم يكن سهلاً، والتي مازالت أذيالهم وبقاياهم من المستفيدين، تتآمر وتعيث في الأرض فساداً مع القوى الخارجية لإرجاع الزمن إلى الوراء!

إن هذه الثورات تكفينا فخراً أنها أكسبت الشعوب كمًّا من الحرية والعنان للجرأة في التعبير وصدّ الخوف والمواجهة، وأنها ساهمت في إعادة بناء الثقة إلى الكيان العربي، وبددت الخوف من النفوس، والانطلاق في الاحتجاجات الدؤوبة، والمتواصلة لإرادة شعوبها في الحرية والعدالة، وإرجاع حقوقها المسلوبة.

كما أضافت بانتفاضتها فخراً بإثبات تواجدها على خريطة العالم وبكفاءتها وقدرتها على النضال، وأنها لم تكن نائمة أو غافلة عما كان يدور حولها من استغلال لمواردها.

وسُجلت في التاريخ بأنها من أروع الثورات الإنسانية السلمية، والتي أطاحت بأنظمتها وبحكامها، والتي أضحت ثورتها مثالاً يُحتذى به ومنهاحاً لتدريسها بالجامعات العالمية.

وبدأت المؤمرات الوقحة تحاك من جديد كي تُشغلنا لبعض الوقت ولتفتت جهودنا وتبدّدها، فننشغل بالكيماوي والخوف من الضربة القادمة، وعدم الانتباه لما يجري من أحداث في تونس ومصر والعراق وليبيا واليمن والبحرين.

هم يريدوننا منقسمين بطوائف والتناحر وقتل بعضنا البعض والمزيد من الاستشهاد والدماء، فالعيش في الفوضى هي مآربهم لتأخير نهضتنا، من أجل الاستمرار في تقسيمنا إلى دويلاتٍ صغيرة لأحكام السيطرة علينا.

نعم هذه هي مؤمراتهم (وسياسة فرق تسد)

لأن استقرارنا يشكل خطراً يقضّ مضاجعهم، ويعيق أجنداتهم فاتِّحادنا ونهضتنا ليست في صالحهم، حيث يترجون أن نبقى غافلين وفي سُباتٍ عن استغلالهم الفضيع لنا منذ قرون.

عندها سنطالب برحيلهم عن أراضينا وإغلاق قواعدهم التجسسية ومنعهم من التدخل في شئوننا وحماية مصالحنا وثرواتنا المنهوبة.

هم يكيدون المؤامرات والدسائس لتفريقنا، باستغلال التفرقة الطائفية المقيتة والمختلقة ظلماً، فشعوبنا عاشت دهراً دون أية خلافات من هذا النوع، إلى أن أتوا بها وأجّجوها وَفعلوها كإحدى أجندات الخلافات الغيبية الوقحة، لتحقيق مآربهم واللعب على شعوبنا المقهورة.

ولا نستبعد أنهم هم من يدبرون مسرحية الغاز الكيمائي في سورية لضربها.

إن هذه المؤمرات واضحة وضوح الشمس وعلى حكامنا أن يدركوا بأنه لا سبيل إلى بقائهم إلا بالوقوف مع شعوبهم وإنصافهم وتحريرهم وإعطائهم الحقوق الإنسانية وإرجاع كرامة العربي الذي من حقه أن يعيش متنعماً بثرواته وأن يكون مرفوع الرأس بين أعتى الدول المتقدمة، وأن يبارك خطواته في ثوراته والتي هبّوا من أجلها، وكل ما علينا هو الانتباه والتحفز والاتحاد جموعاً، ونبذ خلافاتنا الطائفية المصطنعة، وأن نقاوم بكل قوانا للنهوض ويكفينا ظلماً وعدواناً، وإن غداً لناظره قريب.

إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"

العدد 4020 - الأحد 08 سبتمبر 2013م الموافق 03 ذي القعدة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 10:08 ص

      حلفاء أمريكا في هذه الحرب أقوياء لكن منصبين

      قال جحا ولم يسمع لا حديث البخاري والمتنبي ولكن قال مسلم لا يعتدي علي غيره بينما ما كشفته الفوضى الخلاقة أن تمويل حروب الخليج كانت سلاح أمريكي وأموال خليجيه كما أن الحرب على لبيا تمويل ودعم فني قطري. يعني هذا يضع البيت الأبيض ورب البيت الأبيض أما مرمى الباندا الصينية والدب الروسي والسجادة الايرانيه. ياتري أي الحلفاء في هذه الحرب سيتنصر والنصر من عند الله وليس من عند الناس؟ أليس كذلك؟

    • زائر 3 | 3:43 ص

      وقاحة الغرب

      يليت حكامنا يتعرفون أن السبيل لقوتهم وبقاؤهم هي شعوبهم وأما مراضاة أمريكا فهي المزاج المتقلب وبإجراتشيلهم بجرة قلم وتحط غيرهم علهم يدركون !!!!تحليل حلوا والله

    • زائر 2 | 1:49 ص

      اتمنى

      هؤلاء الذين يتمنون الحرب.. اتمنى ان يسقط صاروخا واحدا فوق قصورهم لكي يعرفوا ماذا تعني الحروب

    • زائر 1 | 12:20 ص

      و أنا.............

      من كثر الحروب فى منطقتنا ، أصابتنى حالة التهوع. كرهت كل شيء و فقدت شهيتى. أليس هناك رجل يصرخ مثل تلك المرأة السورية الأصل التى صارخت فى أريزونا فى وجه مك كين: كفى. كفى يعنى كفى و إكتفينا من الحرب.

اقرأ ايضاً