العدد 4026 - السبت 14 سبتمبر 2013م الموافق 09 ذي القعدة 1434هـ

ارتياح وأمل في شوارع دمشق بعد الاتفاق الروسي الأميركي

سوري يركب دراجته النارية مع أسرته في سوق بمدينة حلب أمس السبت (14 سبتمبر/ أيلول 2013) (AFP)
سوري يركب دراجته النارية مع أسرته في سوق بمدينة حلب أمس السبت (14 سبتمبر/ أيلول 2013) (AFP)

انعكس الاتفاق الروسي الاميركي حول الأسلحة الكيميائية السورية، ارتياحا في شوارع دمشق التي يأمل سكانها في ان يمتد هذا التوافق ليفضي الى اتفاق على حل للنزاع الدامي في بلادهم.

وفي اليوم الاول للعودة المدرسية اليوم الأحد (15 سبتمبر/ أيلول 2013)، بدت الاجواء هادئة في مدرسة "دوحة الحرية" الابتدائية في حي ابو رمانة الراقي وسط دمشق.

وتقول مديرة المحاسبة في المدرسة هالة طباع لوكالة فرانس برس "لم اعد خائفة على الاطفال الآن وقد انخفض منسوب التوتر، ولم تعد الضربة (الغربية المحتملة) امرا واقعا، عادت الحياة الى وضعها المعتاد".

الا ان هذا الوضع المعتاد لا يعني ظروفا طبيعية. وتقول خلود المصري وهي تؤرجح ابنتيها البالغتين من العمر خمسة وثلاثة اعوام ونصف عام "الاكيد اننا اكثر ارتياحا. ادعو ان يهدىء الله النفوس والا يتعرض احد للاذى. الا ان الدوي اليومي للقذائف يخيف ابنتي".

من جهتها، تقول منى إيبو لفرانس برس "صار لدينا أمل اكبر من خلال هذا الاتفاق، بأن ننتهي من الارهابيين والاشكالات التي حصلت في بلدنا، والتي لا علاقة لنا، نحن الشعب السوري، بها ابدا".

وتوضح خبيرة التجميل انها افتتحت صالونها "بيوتيفول وورلد" (عالم جميل) في حي ابو رمانة الراقي وسط دمشق "منذ شهر ونصف الشهر"، على رغم النزاع الذي تغرق فيه البلاد منذ عامين ونصف العام، واودى بأكثر من 110 آلاف شخص، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وتضيف "آمل في ان تصطلح الامور في سوريا، ونتمكن من العمل والاستمرار".

وعلى الرصيف المجاور، يجلس عزام (40 عاما) مع زوجته وولديه الى طاولة احد المقاهي. ويقول "نتمنى من الله ان تحل هذه المشكلة (...) وهذا الاتفاق (الروسي الاميركي) خطوة جيدة".

يضيف هذا الموظف المصرفي "الرئيس (الروسي فلاديمير) بوتين فرض سيطرته على العالم كله، واثبت بوجوده ان روسيا باتت دولة عظمى".

ويأمل عزام في ان يجد الاتفاق سبيله الى التنفيذ "لان السوريين يموتون ويعانون، في حين ان الاقتصاد في حال مزرية".

وتمكنت الولايات المتحدة الداعمة للمعارضة السورية، وروسيا الداعمة للرئيس بشار الاسد، من التوصل السبت الى اتفاق حول الاسلحة الكيميائية السورية تمهيدا للتخلص منها بحلول منتصف العام 2014، مع احتمال استصدار قرار من مجلس الامن الدولي يجيز استخدام القوة في حال لم تف دمشق بتعهداتها في هذا المجال.

وأبعد هذا الاتفاق في الوقت الراهن شبح ضربة عسكرية "عقابية" ضد النظام، لوحت الولايات المتحدة بشنها ردا على هجوم مفترض بالاسلحة الكيميائية قرب دمشق في 21 آب/اغسطس، واتهمت النظام بالوقوف خلفه.

ولم يعلق النظام بعد على الاتفاق التي يأتي بعد ايام من اقتراح روسي بهذا الخصوص وافقت عليه دمشق. الا ان صحيفة "الوطن" القريبة من السلطات قالت في عددها الصادر الاحد ان الاتفاق "يعبر (...) عن تقدم حقيقي في مشهد الأزمة السورية بعد ان بدت الهوة في مواقف الطرفين كبيرة في البداية".

من جهته، اعلن الجيش السوري الحر الذي يشكل مظلة لغالبية مقاتلي المعارضة، السبت رفضه الاتفاق لانه "اهمل" الشعب السوري ولا يأتي على ذكر "كلمة واحدة عن المجرم".

اما الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة فطلب الاحد ان يتوسع حظر الاسلحة الكيميائية ليشمل منع النظام من استخدام سلاح الجو او الصواريخ البالستية ضد التجمعات السكانية.

وفي النادي الليلي لأحد فنادق العاصمة، يمضي وسيم الشريف (36 عاما) وأصدقاؤه السهرة في رقص "السالسا" سعيا الى الترفيه عن انفسهم.

ويرى هذا الشاب ان الاتفاق "حل جيد للبلد".

ويضيف هذا المستشار القانوني في محافظة دمشق "كنا نعيش بسلام الى حين اندلاع الازمة. كنت مقيما في مخيم اليرموك (للاجئين الفلسطينيين في جنوب دمشق) الذي بات مدمرا بالكامل. حاليا، عائلتي مشتتة في المدينة وانا اقيم في الفندق. الوضع فظيع وفقدنا كل أمل".

من جهته، يأمل فؤاد (60 عاما) في ان "يتوافق الاميركيون والروس ايضا على حل للازمة" على رغم اقتناعه بان الاتفاق حول الاسلحة الكيميائية "لن يؤثر على مسار النزاع في سوريا".

ويضيف هذا المهندس ان التوافق الاخير "يتعلق باتفاق دولي لحماية البلدان المجاورة من اسلحة الدمار الشامل، والمستفيد الاول منه هي اسرائيل. يجب ان يستكمل باتفاقات اخرى، منها على سبيل المثال جنيف 2"، في اشارة الى مؤتمر تسعى واشنطن وموسكو الى عقده للتوصل الى حل للازمة السورية.

وفي حديقة الجاحظ في قلب دمشق، تبدي زورا، وهي مديرة في إحدى شركات التأمين، تفاؤلا حذرا بالاتفاق الاخير. وتقول هذه السيدة وهي تنزه كلبيها "ممكن ان يكون هذا الاتفاق أملا جديدا، لكننا لا نثق أبدا بالحكومة الاميركية".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 8:15 ص

      كل إناء بالذي فيه ينضح

      للشعب السوري الشقيق الحق في العيش بسلام وأن يقرر مصيره بالوسائل المشروعة دون الجوء إلى العنف الذي لا يولد إلا العنف ومزيدا من زهق الأرواح البريئة دون وجه حق ولا يمكن للأجنبي أن يتدخل إلا لمصلحة قد وضعها في حسابه دون النظر إلى الكوارث التي لن تستثني أحدا بمن فيهم من بدئها لو بدئت الحرب على الأشقاء في سوريا العروبة.

    • زائر 2 | 7:16 ص

      كفاكم كذب

      الشعب السوري لن يتنازل عن حقه في القصاص من المجرم السفاح بشار وان يومه قريب باذن الله والنصر لاهل العقيده الحق وسنضع المسمى حزب اللات وايران وجميع اعوان تحت اقدامنا

    • زائر 4 زائر 2 | 8:06 ص

      كيف

      اوف , اوف , اوف , كيف ستضع حزب الله تحت اقدامك ؟ يعني مثلما وضعتم اسرائيل ام اكثر ؟ الله يستر , مكسورة وتبرد !! أو لو البعير شاف اذانه لكان قد حار بزمانه .

    • زائر 1 | 6:23 ص

      سوريا اذا الله فكاها من هالآفتين هي بخير

      آفت التكفيريين الذين لادين لهم والآفة الثانية أمريكا ودول اوربا وبعض الدول العربية الذين يريدون الى سوريا الخراب والدمار بحجة تغير نظام الأسد أو الأسلحة الكيماوية وهم في الحقيقة يحافظون ويحمون العدو الصهيوني وشكرا

اقرأ ايضاً