العدد 4026 - السبت 14 سبتمبر 2013م الموافق 09 ذي القعدة 1434هـ

القوات الفيليبينية تحرز تقدما ميدانيا في معاركها ضد متمردين مسلمين جنوب البلاد

استعاد الجيش الفيليبيني الاحد(15 سبتمبر / أيلول2013) السيطرة على مناطق احتلها متمردون مسلمون قبل ايام، في محاولة لانهاء حصار مستمر منذ اسبوع على مدينة زامبوانغا جنوب البلاد التي نزح الالاف من سكانها اثر المواجهات التي اسفرت عن اكثر من 60 قتيلا.

وواصل الاف السكان الفرار من المعارك التي تركزت في محيط منطقتين ساحليتين بعد فشل المفاوضات لارساء وقف لاطلاق النار بين القوات الحكومية ومتمردي الجبهة الوطنية لتحرير مورو. وقال المتحدث باسم الجيش اللفتنانت كولونيل رامون زاغالا لوكالة فرانس برس "اننا نواصل عملياتنا العسكرية"، مضيفا "المعارك تتواصل حاليا. هم (المتمردون) ما يزالون يقاومون ويشنون اعمالا هجومية ضدنا". واضاف "اننا نحرز تقدما ميدانيا. لقد استعدنا السيطرة على بعض المناطق التي كانوا فيها. لا نزال نتقدم". وهاجم المتمردون الاسلاميون زامبوانغا الاثنين بالاسلحة الاوتوماتيكية وقذائف الهاون، محتجزين عشرات الرهائن لاستخدامهم كدروع بشرية، في محاولة لتقويض محادثات سلام بين مجموعة ناشطة اخرى والحكومة ترمي الى انهاء عقود من التمرد في الجنوب. وبقي عدد قليل من الرهائن لدى المهاجمين الذين اعلنوا "استقلال" زامبوانغا.
واليوم الاحد، سمح تقدم القوات الحكومية بمعرفة حدة المعارك في حي سانتا بربارا الذي تحولت مبانيه الى حطام او تضررت بشكل كبير. وقام الجنود بسحب جثتي مقاتلين تركهما رفاق سلاحهما خلال فرارهما. وفي البعيد، تصاعدت سحب دخان اسود من حي اخر شهد مواجهات. وعرضت قنوات التلفزيون صورا لجنود يحتمون من رصاص احد القناصة. وجند الجيش 3 الاف جندي من قوات النخبة التي قتلت 51 متمردا. كما قتل في المعارك ستة جنود وشرطي واربعة مدنيين، بحسب الجيش. وبقيت حركة النقل الجوي والبحري متوقفة الاحد في هذه المدينة التي تعد مليون نسمة. وقرابة 70 الفا من سكانها اضطروا للفرار والاختباء في ملاجئ. وقال رئيس غرفة التجارة في زامبوانغا بدرو روفو سوليفن لفرانس برس "انها كارثة حقيقية، لسنا مهيئين لذلك". واشار الى انه استنادا الى تقديرات اولية فإن خسائر زامبوانغا التي تزدهر فيها صناعة تعليب اسماك السردين، قد تصل الى 50 مليار بيزوس (1,1 مليار دولار) يوميا. وحتى اذا انتهت المعارك، سيكون لذلك اثر على المدى الطويل لان المستثمرين باتوا يخشون الاستقرار الهش في المنطقة، بحسب سوليفن. اما الامينة العامة للضمان الاجتماعي كورازون سوليمان فقالت ان عدد الاشخاص الذين فروا موقتا الى اماكن اكثر امنا ارتفع ليصل الى اكثر من 69 الفا صباح الاحد. واضافت في تصريحات لفرانس برس "الرقم ارتفع بشكل كبير بالامس لانه تم اجلاء الالاف من المناطق التي اشتبه في امكان استخدامها من جانب المتمردين للفرار". وتم التخلي عن خطة لوقف لاطلاق النار تم التفاوض عليها بين نائب الرئيس الفيليبيني جيجومار بيناي وقائد متمردي الجبهة الوطنية لتحرير مورو نور مسواري، السبت بعدما فشل الطرفان في الاتفاق على البنود. وقادت الجبهة الوطنية لتحرير مورو حركة تمرد استمرت 25 عاما للمطالبة بالاستقلال قبل توقيع اتفاق سلام في العام 1996 منح حكما ذاتيا محدودا للاقلية المسلمة في جنوب الفيليبين. وكان ميسواري الذي اتهم الحكومة بانتهاك اتفاق السلام الصادر عام 1996 من خلال لتفاوض على اتفاق منفصل مع فصيل منافس، غائبا منذ مدة عن الظهور العلني قبيل اندلاع المعارك الاثنين. والفصيل المقابل، جبهة تحرير مورو الاسلامية، بات في المراحل النهائية من محادثات سلام مع مانيلا ومن المتوقع ان يسيطر على منطقة مسلمة موسعة في جنوب الفيليبين بحلول العام 2016. وقال الرئيس بينينيو اكينو ان محادثات السلام مع جبهة تحرير مورو الاسلامية ترمي الى انهاء عقود من التمرد اسفرت عن مقتل 150 الف شخص في المناطق المسلمة جنوب البلاد.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً