العدد 4026 - السبت 14 سبتمبر 2013م الموافق 09 ذي القعدة 1434هـ

الملك يصل إلى مدينة ينتشوان الصينية للمشاركة في حفل افتتاح المعرض العربي الصيني

في إطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة إلى جمهورية الصين الشعبية، وصل جلالته إلى مدينة ينتشوان بمقاطعة نينغيشيا الصينية صباح اليوم الأحد (15 سبتمبر / أيلول 2013) للمشاركة في حفل افتتاح المعرض الصيني العربي الأول باعتبار جلالته ضيف الشرف الأول لهذا المعرض وذلك تلبية لدعوة من الحكومة الصينية.

وكان في مقدمة مستقبلي جلالته في المطار تسوي وبوا نائب امين الحزب بمقاطعة نينغيشيا وسفير جمهورية الصين الشعبية لدى مملكة البحرين لي تشين، وقنصل البحرين الفخري في هونج كونغ يي شنغ شاو، وكبار المسئولين بوزارة الخارجية الصينية وسط احتفال كبير من أهالي المقاطعة الذين حيوا جلالته عند نزول جلالته من الطائرة مرحبين بزيارته لمقاطعتهم بزيهم التقليدي الشعبي.

بعد ذلك توجه موكب جلالة الملك إلى قاعة المعرض للمشاركة في مراسم حفل افتتاح المعرض الصيني العربي الأول ، كما حضر الافتتاح صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين عاهل المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة وكبار المسئولين في الدول العربية وكبار المسئولين في الحكومة الصينية ورجال الأعمال وعدد من المدعوين.

وبهذه المناسبة أكد حضرة صاحب الجلالة الملك أن إقامة هذا المعرض في ينتشوان بمقاطعة نينغيشيا ذاتية الحكم للأغلبية المسلمة يؤكد أن الصين استطاعت بالوئام والوحدة بين مكوناتها تحقيق انطلاقات اقتصادية وتنموية كبيرة للشعب الصيني، وأن هذا المعرض يمثل جسرا للتعاون الثنائي بين الدول العربية وجمهورية الصين الشعبية ويهدف إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين الجانبين.

وكان رئيس المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني يوي تشنغ شنغ، ألقى في بداية الافتتاح رسالة الرئيس الصيني الموجهة إلى المشاركين في المعرض نقل فيها تحيات وتهنئة الرئيس الصيني لضيوف جمهورية الصين الشعبية.

وقال إنها فرصة طيبة لتعزيز العلاقات بين جمهورية الصين الشعبية والدول العربية الصديقة.

كما ألقى عدد من المسئولين الصينيين عن القطاع التجاري والاقتصادي كلمات بهذه المناسبة.

وألقى كذلك عدد من ممثلي الدول العربية كلمات في حفل الافتتاح.

كما القى وزير الصناعة والتجارة حسن عبد الله فخرو كلمة قال فيها:

"حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة المفدىّ حفظه الله ،،، صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني إبن الحسين عاهل المملكة الأردنية الهاشمية حفظه الله ،،، سعادة رئيس لجنة المؤتمر الاستشاري السياسي المحترم،، أصحاب السمو والمعالي والسعادة والسيادة ،،،

شرفني صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله بإلقاء هذه الكلمة نيابة عن جلالته، كما يشرفني بادئ ذي بدء أن أقف أمامكم هذا الصباح في هذا البلد العظيم وأحييّ مضيفينا الكرام وأتقدم لهم ببالغ الشكر والتقدير على إستضافتنا وعلى ترتيب هذا اللقاء المتميّز والراقي.

أصحاب الجلالة :

يتميز هذا التجمع الكبير في كثير من الدالات المهمة والبارزة :

أولها : ما يرمز له من معاني كثيرة وعميقة في العلاقات الإقتصادية والأخوية مع الأصدقاء الصينيين.

وثانيها : تشرفنا جميعاً بإهتمام مضيفينا وبقادتنا المعظمين وهذا الحشد الكبير من مسئولي ومواطني دول مجلس التعاون الخليجي وأشقاؤنا في البلاد العربية العزيزة بالإضافة إلى المجموعة البارزة من ذوي الإقتصاد والفكر والإهتمام المتنامي في تطوير العلاقات التجارية ، بل الإقتصادية بأجمعها بين جمهورية الصين الشعبية وإقليمنا بكل تنوعه وعراقته.

وثالثها : إهتمامنا المتناهي بهذا البلد العظيم وما له من تاريخ عريق تزخر به حضارة الإنسان منذ القدم ، كما وما له من طموح في التقدم والإرتقاء إلى الأمام وفي العمق.

ورابعها : التنّور بما وصلت له جمهورية الصين الشعبية من تقدم مذهل يميزها الآن كثاني أعظم إقتصاد في العالم ، وهي لا تقف عند هذا الحد ، بل أخال أنها سوف تتعدى ذلك بعد فترة ليست بالطويلة. فالمنطقة الخليجية والعربية تطمع أولاً وتتطلع ثانياً إلى كل ما تستطيع هذه الدولة العظيمة أن تقدمه ، في الإقتصاد ، وفي التقنية الحديثة ، بل في كل دورات الحياة. ونحن نأمل أن نكون ولو بصورة متواضعة شركاء لها على طريق التنمية والتقدم هذا.

وفي مملكة البحرين نفتخر بعلاقتنا المتميزة مع هذا البلد الكبير والتي سوف تتوج من خلال الزيارة الكريمة والتاريخية التي يقوم بها صاحب الجلالة مليكنا المفدى إلى الصين وإلى مدينة بجين والمحادثات مع القيادة الصينية الموقرة وتطوير كل هذه العلاقات.

نحن بلد صغير محدود السكان ومحدود الإمكانيات ولكننا نفتخر بتاريخ مجيد وباع طويل في الإدارة وفي التشريع وفي التعليم وفي التنوع الإنساني والإقتصادي ويعمل بكل ما أتي به من موارد وحكمة في سبيل أبناءه بغض النظر على التدخلات العدوانية في المنطقة والتي تتنافى مع مبدأ هذه الشراكة الدولية التي نحن في شأنها اليوم ، وهي تنوع محمود وتنمية زاخرة وعلاقات متميزة مع جيراننا ومع أشقاؤنا في مجلس التعاون وفي بلاد العرب بل مع بلاد العالم بأجمعها ، وهذا البلد العظيم هو أحدها.

ونأمل من خلال هذه اللقاءات وهذا التواجد الفريد أن نبني بناءً شامخاً وإقتصاداً يستمر في التطورّ ، وعلاقات تزداد موضوعية وعمق يوماً بعد يوم.

فعلاقات التجارة البينية بين مملكة البحرين وجمهورية الصين الشعبية قد تصل إلى 9ر1 مليار دولار وقفزت قفزة هائلة إلى حوالي 900% في المائة في عشر سنوات ، وسوف تستمر في هذا الطريق. أما التجارة البينية بين جمهورية الصين الشعبية ودول مجلس التعاون الخليجي فهي في إزدياد هائل ، حيث بلغت المبادلات التجارية 133 مليار دولار في سنة 2012 على سبيل المثال ، وتنوعت وتعمقت ، وسوف تنمو أكثر وأكثر بإذن الله على ممر السنين والعقود. فدول المجلس تحظى بناتج محلي إجمالي حوالي 1,4 ترليون دولار قد ترتفع إلى 2 ترليون دولار بسنة 2020 وهناك إحتمالات هائلة للإضافة والتنويع ليست لها حدود.

وكذلك الحال بالنسبة لحجم المبادلات التجارية بين جمهورية الصين الشعبية وجميع الدول العربية. فقد حققت أيضا نموا متسارعا بنسبة 13,5 في المائة - على أساس سنوي في العقد الاخير - لتصل إلى 220 مليار دولار أمريكي عام 2012. ولابد أن تنمو أكثر وأكثر على ممر السنين والعقود.

أصحاب الجلالة ، أيها السيدات والسادة ،،،

وعودة إلى بدء ، أكرر تشرفي بالوقوف أمام عاهلنا المفدى حفظه الله وعاهل المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة ، وأمام هذا الحشد الكبير والمتميزّ ، وأكرر شكري لمواطني ومسئولي هذا البلد الفريد من نوعه ، إلى صاحب الفخامة رئيس جمهورية الصين الشعبية الموقر وحكومته الكريمة وإلى سعادة محافظ مقاطعة نينغشا ورئيس لجنة المؤتمر الاستشاري السياسي وإلى جميع من ساهم مساهمات مشكورة في هذا التجمّع ، وفي الفوائد الكثيرة التي نطمع فيها غداً وبعد غد. فسعيكم مقدرّ ومشكور.

وفقنا الله وسدد على طريق الخير خطانا.

والله ولي التوفيق.

والسلام عليكم ورحمة الله".

ويشمل المعرض إقامة عدد من المؤتمرات والمنتديات وورش العمل والمعارض التجارية المتخصصة التي تركز على تعزيز التعاون الصيني العربي الواسع في مجالات الطاقة والمال والزراعة والثقافة والتعليم والسياحة وغيرها من النواحي المهمة، ويقام المعرض تحت شعار " الصين والبلدان العربية يدا بيد أمام العالم".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً