العدد 4028 - الإثنين 16 سبتمبر 2013م الموافق 11 ذي القعدة 1434هـ

أسئلة الصحافي المؤدلج

جميل المحاري jameel.almahari [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

ما لم تكن هناك نية حقيقية وصادقة من الجميع للخروج من الأزمة الحالية التي نمر بها، فإن جميع الحلول الترقيعية ومحاولة الالتفاف على التعهدات التي اتخذتها السلطة على نفسها سواء الخاصة بتنفيذ توصيات اللجنة البحرينية لتقصي الحقائق، أو تحقيق 176 توصية أصدرتها دول العالم خلال المراجعة الدورية لملف حقوق الإنسان في البحرين، لن تقدمنا ولو خطوة واحدة في اتجاه الحل.

هذه النية تتطلب أساساً الابتعاد عن روح الانتقام والتشفي، وتسقيط الآخر وتخوينه، كما تتطلب قراءة حقيقية وواقعية للحالة التي تعيشها البلاد لما يقارب ثلاث سنوات عجاف.

يوم الأحد الماضي رد المحامي والمستشار القانوني نبيل سعد في صحيفة أخرى على عمود كتبته الجمعة الماضي حول الندوة التي أقامها مركز الجزيرة الثقافي حول «حرية الصحافة والتعبير»، أكدت فيه أهمية الحوار بين أبناء الوطن الواحد، كما انتقدت دور الصحافة في بث روح الفتنة والصراع الطائفي خلال الفترة الماضية. بالطبع فإن رد المحامي نبيل سعد لم يخرج ولو قليلاً عن دائرة الأعمدة اليومية التي تحفل بها جرائدنا وهي تردد دون وعي أو تفكير متزن، اتهامات معلبة للقوى الوطنية المعارضة لو ثبت إحداها لما تردّدت السلطة ولو للحظة واحدة في اتخاذ الإجراءات القانونية حيالها.

في رده أثار الكاتب ثلاثة محاور أساسية أرى أهمية الرد عليها.

الأول يتصل بمفهوم المعارضة والإرهاب، حيث أكد في مقالته أن جميع المعارضين لدينا في البحرين ماهم إلا إرهابيون «وفقاً لكل الأعراف والمواثيق الدولية، فمن يحرق ويقتل ويفجّر ويحرّض ويدعو بكل صراحة للسحق والقتل ليس إلا إرهابيا»، أما المحور الثاني فهو ما يتصل بالحوار الوطني القائم الآن، وهل يمكن التحاور مع من انسحب من البرلمان وهل فعلاً أن الحوار «يعتبر بحد ذاته مخالفاً لكل الاعراف». أما المحور الثالث فهو دور الصحافة في نشر الفتنة الطائفية.

ورغم أن ما كتبته في العمود الأول يتصل أساساً بالمحور الثالث، إلا أنني أستميح العذر في أن أؤجل مناقشة هذا المحور إلى عمود لاحق إن شاء الله، سأحاول أن أظهر فيه وبشكل موثق وبالتواريخ من هو الذي يكذب ويفبرك الأخبار والتصاريح الصحافية وحتى الصور.

بالطبع فإن الكاتب وفي نهاية مقالته لم يبخل في توجيه التهم ذاتها من قبيل إنني «صحافي أيدولوجي مسيس»، وهي تهمة لا أنكرها، في حين أنكر باقي التهم الخاصة بالكذب والنفخ في نار الطائفية والساعي لإقامة نظام الولي الفقيه في البحرين، ويبدو أن الأخ نبيل سعد قد وجّه لي كل هذه التهم دون أن يعرف عني شيئاً، فمثلاً أنني أنهيت دراستي الجامعية في الإتحاد السوفياتي «الإشتراكي» وليس في قم المقدسة «الدينية».

أقول إن من المهم قراءة الواقع السياسي الحالي الذي تمر به البحرين بشكل منطقي وعقلاني، ما يستدعي طرح أسئلة جوهرية لا يمكن تجاهلها، ومع أن أجوبتها بسيطة جداً، أو لنقل أن جميع هذه الأسئلة يمكن الإجابة عليها بمجرد عشر كلمات لا غير، فإن من يماطل ومن ينكر الحقائق الواضحة لن يتمكن من الإجابة، حتى لو جنّد العشرات من الكتاب والمستشارين.

هل يمكن للكاتب العزيز أن يجيبني لماذا تحاور السلطة «الإرهابيين» بدل أن تسجنهم؟ ولماذا تعهدت الدولة بتنفيذ توصيات لجنة تقصي الحقائق رغم أن جلّ هذه التوصيات تصب في صالح القوى المعارضة والتي تسميها أنت «القوى الإرهابية» بما في ذلك إتاحة المجال أمام هذه القوى للظهور في وسائل إعلام الدولة؟ لماذا أمطرت دول العالم السلطة في البحرين بـ 176 توصية وتعهدت السلطة بتطبيقها؟

لماذا فشلت شركات العلاقات العامة الأجنبية والتي صرف لها الملايين من الدولارات في تصحيح الصورة المغلوطة عن البحرين في وسائل الإعلام العالمية؟ لماذا يتخذ السواد الأعظم من المنظمات الحقوقية الدولية موقفاً معادياً للحكومة البحرينية؟ ولماذا تنتقد المفوضية العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة الإجراءات المتخذة من قبل السلطة في البحرين؟ ولماذا ينتقد البرلمان الأوروبي تضييق الحريات وعدم السماح بالتعبير عن الرأي في البحرين؟

ثم لماذا تصرح جمعيات ائتلاف الفاتح بأن مطالبها تتطابق بنسبة 80 في المئة مع المطالب التي يطرحها «الإرهابيون»؟ ولماذا انتقدت جميع دول العالم خطوة اعتقال وتعذيب الطاقم الطبي؟ ولماذا ثبتت براءتهم فيما بعد؟ ولماذا وقفت منظمة العمل الدولية ضد قرار فصل أكثر من 3000 موظف وعامل بحريني من وظائفهم؟ ولماذا تراجعت الدولة عن هذه الخطوة؟

هناك العديد من مثل هذه الأسئلة وغيرها، والتي يمكن الإجابة عليها بأن «هناك حقوق ومطالب عادلة لجميع أبناء هذا الوطن يجب تحقيقها».

إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"

العدد 4028 - الإثنين 16 سبتمبر 2013م الموافق 11 ذي القعدة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 15 | 8:59 ص

      العمل والنيات أو النوايا غير الحسنة

      يقال أن النتيجة واضحة عند ما تكون النية فاضحه أو العمل فاضح لما نوى الإنسان؟ فإذا كانت الأعمال بالنيات ولكل أمريء بما نوى فإن نتيجة العمل تكشف عن ما نواه الإنسان. أما إذا كانت النوايا غير نظيفة فإن العمل ... وإذا كانت النوايا صافية فان نتائجها صافية كذلك. يعني شفافية وشفافة! فعن أي سكرة أو فكرة مؤدلجة – من الإنجليزية ?Idea

    • زائر 13 | 5:46 ص

      جربه خاليه

      هؤلاء مدفوعوا الأجر يكتبون على قدر ما يدفع لهم. الى الامام ايها الاستاذ العزيز نعتز بمقالاتك

    • زائر 9 | 3:08 ص

      نعم هي اتهامات معلّبة ومحكمة التعليب وفيما يلي تعريفها

      الاتهامات المعلبة وهي التي صيغت من اجل تبرير الوحشية والقسوة في القمع والتنكيل وهذه الاتهامات لا اصل لها حتى من اخترعها هو يعرف ويعلم علم اليقين ان لا وجود لها ولكنه يدلّس ويلبّس على الناس ويبرر ما قام به من اعمال وبالطبع
      من يتبع مخترع هذه الاتهامات هم دائما وجبتهم واحدة في الريوق والغداء والعشاء
      يأكلون نفس الوجبة ويكررون ويلوكون نفس الكلام . والحمد لله قد رأى العالم كل شيء واتضحت الامور للعالم كله فأصبحت المعلبات منتهية الصلاحية

    • زائر 8 | 2:57 ص

      وتمنى يا عنتر !

      أن من توجه لهم الأسئلة يدركون كل ما كتبته وليسوا بهذه السذاجة ولكنهم ذيل وراء أساتذتهم يبحذون عن الوجاهة الزائفة المختفية وراء عباءات الطائفية

    • زائر 7 | 2:26 ص

      يا استاذ خلطوا الحابل بالنابل

      واستفادوا ايما استفادة من الأزمة واتخذوا من التلميع والنفاق اسلوبا درّ عليهم المال الوفير ،، وفي حادثة من تلك الأستفادات ، هناك شخص في احدى المحافظات الكبيرة في البلد كان لا يساوي شيئا بين من يسكن في منطقتهم ولديه سيارة ( كرمبع ) اتهم الفئة المستهدفة بحرقها ولأن في تلك الفترة والى الآن تلك الفئة مستهدفة فيصدقون كل شي فيهم اعطوه سيارة اخر موديل فزاد في السب والشتم والتحريض ، ويكذبون عليك يا استاذ ليس لدراستك ولا لتوجهك بل ( لمذهبك ) والتشفي والأنتقام والتسلق على الرقاب هو الهدف لجمع الغنائم .

    • زائر 6 | 2:21 ص

      بشفافية

      اقتباس:
      (هل يمكن للكاتب العزيز أن يجيبني لماذا تحاور السلطة «الإرهابيين» بدل أن تسجنهم؟ )
      السؤال موجه للكاتب ايضا للاجابة عليه بشفافية

    • زائر 5 | 2:01 ص

      قناص

      ان هؤلاء هم من أزموا الوضعفي البلاد وهم من وضعوا الحكومة في مأزق وأحرجوا السلطة بسبب نفافهم ومصالحهم الخاصة فهم يناغفون السلطة لجني أكبر المصالح والاصطياد في المياه العكرة وهذه هي فرصتهم ليصلوا لأهدافهم على حساب تدمير الوطن فكتاباتهم طائفية مع مرتبة الشرف فحذارى من مثل هؤلاء المتسلقين .

    • زائر 3 | 12:40 ص

      أستاذي

      أستاذي الكريم ... أنا من المعجبين جدا بمقالاتك وبقلمك الحر الشريف
      ولكن ... باعتقادي أنك اليوم لم توفق في مقالتك
      ليس لضعف الموضوع أو الأسئلة المفحمة التي لن يجيب عليها أحد
      بل لأنك أضعت وقتك في الرد على من لا يستحق الرد من الناحية الموضوعية لا الإنسانية مع احترامنا لشخص الكاتب ... فأنت أعطيته حجما سيشجع الآخرين على المزيد من التدليس والاستحمار ... وهذا ما لا نرجوه ... حيث نأمل أن يعي إخواننا الصحفيون بأهمية الصحافة بدورها البناء لا الهدام

    • زائر 2 | 12:13 ص

      صباح الخير استادنا الموقر

      اشكر الاخ العزيز /جميل المحاري وله مني كل الحب والتقدير كاتب مخلص لوطنه وشعبه لا تاخذ ه في الله لومة لائم اما بالنسبة لمن يكتب عن شخصا ما وهو يفتقد المعلومات الكافية عنه فنصيحتي له ان لا يحرج نفسه علما ان السيد جميل المحاري غني عن التعريف وليس كل من هب ودب ونبت شعره قال انا كاتب واريد انا انتقد من هم اعلي مني شئنا في الكتابة والسياسة والثقافة

    • زائر 1 | 10:49 م

      اعتقد .

      نعم يا استاد محارى بأنك افحمته . وطبعا اذا كان ذو بصيره وليس بوقا ملء با الاوراق الثمينه اعتقد بأنك افحمته فبارك الله فيك قلت الحقيقه.

اقرأ ايضاً