العدد 4030 - الأربعاء 18 سبتمبر 2013م الموافق 13 ذي القعدة 1434هـ

الشاب المتوفى بـ «السلمانية»... أحس بـ «الإهمال الكبير» فكتب قبل رحيله «اعتبروني ميتاً»

عائلته: «الصحة» لم تبلغنا عن نتائج تحقيقها... وتعاملت معنا بلامبالاة كبيرة

«اعتبروني ميت» وبجانبها صورة تخيلية لقلب مكسور، كانت حالة وضع الشاب محمد عباس حسن (19 عاماً)، الذي توفي يوم الأحد (15 سبتمبر/ أيلول 2013)، إثر تدهور حالته الصحية بعد إدخاله إلى مجمع السلمانية الطبي يوم الخميس الماضي.

كانت كلمتين تختصران ما كان يعانيه، آلم وضيق في التنفس مع عدم القدرة على الآكل والشرب يقابله «إهمال طبي وعدم القيام بأي شيء لتخفيف ما يعانيه» كما تؤكد عائلته.

ولأن كل ما يدور حوله يؤكد أن عدم الاعتناء به يعني نتيجة واحدة وهي أن الموت بات يرفرف على رأسه، كانت أحاديثه مع أهله عن الرحيل، فكتب في إحدى المجموعات التي تخص عائلته: «لأني لا أعلم متى سأموت ولأني سأرحل ويرحل ضجيجي معي في يوم لن يتوقعه أحد فأنا على تلك الأشياء السيئة أعتذر». وعلى رغم أن ردات الفعل على ما كتب من قبل أفراد العائلة كانت دعوات له بالشفاء وطول العمر، إلا أن إحساسه هو الذي أصاب ورحل ولكن بقي ضجيج الألم الذي يعتصر عائلته الذي فقدته في يوم فعلاً غير متوقع.

العائلة المتألمة لفراق ابنها الشاب، زاد ألمها «اللامبالاة الكبيرة من قبل مسئولي وزارة الصحة حتى بعد وفاة محمد»، مشيرة إلى أن «وزير الصحة والمسئولين استكثروا رفع الهاتف والاتصال بالعائلة».

وحملت العائلة «وزارة الصحة بمسئوليها، بالإضافة إلى إدارة مجمع السلمانية الطبي والطبيب الذي باشر علاج محمد، المسئولية الكاملة عن وفاة ابننا الذي لم يكن يعاني من أي أمراض مزمنة لكن الإهمال والتشخيص الخطأ تسببا في وفاته».

وقالت العائلة: «انتظرنا أن تتصل وزارة الصحة أو أن تنشر نتيجة التقرير الذي قال الوزير إنه سيرفع خلال 24 ساعة ولكن شيئاً من ذلك لم يحدث بعد مرور أيام، وكأن التقرير يراد إخفاؤه وإخفاء النتيجة»، وتابعت «ونحن كعائلة يجب أن تكون في الصورة وخصوصاً أن المتوفى شاب لا يعاني من أي أمراض مزمنة والعارض الذي كان يعاني منه ليس عارضاً يؤدي إلى الوفاة ولكنه ظل لأيام في المجمع من دون علاج».

وتساءلت العائلة: «ما هو السبب الذي منع وضع أنبوب الأكسجين لمحمد؟، فضلاً عن أنه ظل لأيام من دون أكل وشرب لأنه لا يستطيع الأكل أو الشرب وكان على طول في حالة جلوس لأنه لم يكن يستطيع الاستلقاء».

وذكرت العائلة أن لديها معلومات تؤكد أن «الطبيب الذي أحيلت إليه حالة محمد هو طبيب غير مختص بحالته، فلماذا تأخر الطبيب ولم يعلن أنه من المفترض أن يحال إلى استشاري آخر؟»، مشيرة إلى أنه «على رغم أن محمد كانت حالته حالة طارئة لم يتم التعامل معه حتى كحالة عادية إذ لم يعطَ حتى المغذي، وعند الاستفسار عن حالته يقال إنهم سيجرون عملية ولكن لم يتم إجراء أي شيء».

وأضافت العائلة «ولم يتم البدء بعمل أي شيء إلا عندما كان ذاهباً للفاتح وسقط، وأدخل الإنعاش وعلى رغم استجابته للإسعافات إلا أنهم لم يوجدوا له حلاً للتنفس، إذ استقرت حالته لساعة ونصف الساعة بحسب وزير الصحة وخلال هذه الفترة لم يتم عمل أي شيء له»، مؤكدة أن «محمد لم يتلقَ العلاج ولم يكن هناك تشخيص صحيح، فضلاً عن عدم تلقيه العناية التي من المفترض أن يتلقاها المريض، يضاف إلى ذلك المعاناة في الطوارئ حتى حصوله على سرير إذ انتظر لليوم التالي للحصول على السرير».

وتابعت «على رغم أنه حُوّل من مركز كانو في مدينة حمد كحالة طارئ ولكن لم يتم التعامل معه كحالة طارئة، إذاً انتظر من الظهر وحتى المساء وطلب منه المغادرة على أن يراجع الطبيب في اليوم الثاني إلا أن الطبيب لم يكن موجوداً، وبعدها تم تحويله إلى طبيب آخر والذي باشر إجراءات إدخاله في مجمع السلمانية الطبي والغريب أن الجناح لم يكن فيه حتى مبرد ماء، فكنا نأتي بالماء له من الخارج». وبينت أن «الغذاء الذي كان يعطى إليه من قبل المجمع لم يكن يناسب حالته ما يضطرنا إلى أن نرسل إليه الأكل والشراب المناسب».

ولفتت العائلة إلى أن «التحاليل التي أجريت لمحمد في قسم الطوارئ لم تتم قراءتها ولم نعطً أي تقرير عن نتائجها، فضلاً عن الأشعة، يضاف إلى ذلك أن حالته كانت تتطلب إجراء عملية من قبل طبيب استشاري وكان يجب إحالته لأحد هؤلاء الاستشاريين ولكن لم يتم ذلك»، وبينت أن «الحالة الظاهرية تبين أن الفقيد كان يعاني لدرجة كبيرة فكيف يتم التعامل معه ببطء شديد؟».

وعبرت عن استغرابها من أن «التشخيص الصحيح لحالة ابننا لم تتم إلا بعد وفاته ولكن التقرير الذي أعطي عن سبب الوفاة كان غير واضح أبداً».

وأكدت العائلة أنها ماضية في رفع قضية ضد وزارة الصحة خلال الأيام القليلة المقبلة، مشيرة إلى أنها اضطرت للجوء للقضاء نظراً لـ «اللامبالاة التي تعاملت بها وزارة الصحة مع ابننا ومعنا حتى بعد وفاته». معتبرة أن «اللجوء إلى القضاء من أجل حماية الآخرين من الإهمال ومن أجل ألا تتكرر حالات الوفاة نتيجة ذلك».

وطالبت العائلة بـ «تحقيق محايد يحضره أحد ممثلي العائلة لا أن يتم التحقيق من قبل الوزارة المتهمة بالإهمال، فهي من تحقق مع نفسها وستحاسب نفسها، كما أن هناك جهات مختصة يمكن أن تشارك في التحقيق».

العائلة: وزارة الصحة تتعامل باللامبالاة مع أرواح الناس  	 - تصوير : محمد المخرق
العائلة: وزارة الصحة تتعامل باللامبالاة مع أرواح الناس - تصوير : محمد المخرق

العدد 4030 - الأربعاء 18 سبتمبر 2013م الموافق 13 ذي القعدة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 40 | 12:52 م

      مصيبتنا مثل مصيبتكم

      قبل رحيل هذا الشاب بيومين رحل الملا صالح السماك من السنابس وكان سبب وفاته هو التقصير الواضح من المستشفى تماما حالته شبيهه بحالتكم حتى انه كان يحتاج للطوارئ ولكن لايوجد سرير له فبقي في الجناح يصارع الموت حتى قضى نحبه الجمعة مفجعا قلوب ابنائه ومحبوه ولكن لمن نشكي حالنا وحالكم غير الله ولن يخيب الله رجوانا فهو اقوى المنتقمين

    • زائر 38 | 3:39 م

      من زمان معروف ان في البحرين هرار

      من زمان المستشفيات والعلاج في البحرين مايعرفون يعالجون واقل شي يبترون ايادي سليمة ويقولون لك فيه خلية سرطانية لاسمح الله ويبترونه ولما تسافر تعالج برة يقولون ايدك مافيه شي ليش باترينه ؟ وحتى الولادة بالقيصرية الموس وصل الى جبين الجاهل وشق جبينه ويش هالمصخرة اصلن ويش الشي العدل موجود في البحرين كل شي خربطة في خربطة واحد سليم مافيه شي يقولون له لا انت مريض مصخرة عدلة الصراحة

    • زائر 36 | 10:46 ص

      لعنة على الطائفيه

      وين القرارت وين التهديدات وايقاف الاطباء ولجان التحقيق ؟؟
      ليش ها الصمت المخجل .. لكن من وين يجي الخجل حق قليل الحياء !!!!

    • زائر 35 | 9:05 ص

      ولد الديره

      يعرف لانه هو رايح المقصب مو المستشفئ

    • زائر 34 | 8:59 ص

      احلب لبن أو بالأحرى سم هاري

      أنتو روحو للسلمانية وشوفو هالتركيبة الغريبة مثل الثوب المرقع ، يتهادون مثل الطواويس بالبالطو ، ولين دخلت عليهم بعد ما صارو دكاترتنا يامهجرين يا محبوسين يا موقوفين أقول لين دخلت عليهم تحولو بقرة قادر إلى حواويج وحتى الحواج أكفأ منهم ما أقول غير حسبي الله ونعم الوكيل ، السلمانية صارت غابة السفانا الدخل إليها مفقود والخارج منها مولود بليز بليز انشري يا الوسط الله يرحمه ويصبر قلوب أحبته.

    • زائر 33 | 7:57 ص

      ضيف

      من اعتقلوا الاطباء وفنشوهم زادت عدد الوفيات فى السلمانيه الله المنتقم

    • زائر 32 | 7:21 ص

      زائر

      الوزارة التي بها مشاكل وأخطار لابد ان تعطي لطلئفة معينة حتي يتحمل الوزير نتائجها وبكون سماعة للخطأ

    • زائر 31 | 6:17 ص

      v

      حسبنا الله و نعم الوكيل

    • زائر 28 | 4:39 ص

      حسبي الله ونعم الوكيل

      حسبي الله ونعم الوكيل ,, حسبي الله ونعم الوكيل

    • زائر 27 | 3:45 ص

      المطلوب مؤتمر صحفي

      لماذا لايكون هناك مؤتمر صحفي وعلني وبدون لجان سريه؟
      لان اللجان مضيعه للوقت و و و

    • زائر 26 | 3:26 ص

      علي

      اولا : حسبنا الله ونعم والوكيل :
      ثانيا : هل تفكرون هذا يعتبر هذا مستشفى لا ومكتوب مجمع السلمانية الطبي ؟
      انا بنفسي تعرضت الى اصابة في يدي صبعي اليمين جرح عميق تعرفون حتى ابرة تسمم ماضربوني ولما رحت المستشفى الدكتور كتب لي ادخل غرفة عمليات البسيطة ولما دخلت شافني الدكتور يقولي ماتحتاج الى عملية مجرد وضع عليه مرهم ولفاها وبعد 3 ايام لولا مالحقت على صبعي وشلت لف اشوف صبعي صاير اسود على طول عيادة خاصة( فأنا اقول يجب تغير اسم مستشفى من مجمع سلمانية الطبي الى مجمع بيطري الطبي لانة بيطري افضل منهم)

    • زائر 24 | 2:47 ص

      هذا اهمال مقصود

      نعم اهمال مقصود ويوم الي لا مفر منه راح يتحاسب كل مسئول وكل متسلق وكل منافق

    • زائر 23 | 2:26 ص

      ربنا رب كريم

      م .. الله لينا ويكفينا

    • زائر 22 | 2:06 ص

      الله يرحمك يا محمد

      كلماته اثرت فيني كثيرا
      الى متى هذا الاهمال والتخبط وتضيع الارواح
      وزارة فاشله يدش الواحد حي ويطلع محمول للمقابر !!!!
      حسبي الله ونعم الوكيل

    • زائر 21 | 1:58 ص

      يالا الاسف

      الدكاتره المحترمين والاخصائيين والممرضين تلقونهم في السجون وهذولين امفكرين ارواح الناس تجربه عمل اليوم تفشل حق بكرة تنجح للاسف الشديد

    • زائر 20 | 1:54 ص

      أم محمد81

      ارواح الموتى في رقبتك يا وزير

    • زائر 19 | 1:43 ص

      الكيل بمكيالين

      بالامس القريب كانت هناك حالة موت في السلمانية فاقاموا الدنيا ولم يقعدوها واليوم حالة موت بسبب الاهمال ولم يذكروها حتى.....!!!!!هل هذا هو المساواة بين المواطنين ام ماذا؟!!!!!!!!!!

    • زائر 18 | 1:28 ص

      البلد صارت فساد في فساد

      الفساد في البلد انتشر في جميع وزاراتها وصار اهم شي من يبوق اكثر من الثاني اما مصلحة الوطن والمواطنين صارت آخر اهتمامهم هذا اذا فكرو يهتمون اصلا

    • زائر 17 | 1:22 ص

      ولد الديره

      بني بحرون من المغضوب عليهم يعني لا من جاف ولامن درئ،لاوزير يسوي موتمر ولا تقرير مفصل يطلع كله هرار

    • زائر 16 | 1:18 ص

      الله يرحمك برحمته الواسعة

      وين الضجة ؟ ! بس على ناس وناس الفقاره لهم رب العالمين

    • زائر 15 | 1:14 ص

      لا حياة لمن تنادي

      انا من الحالات التي لو بقيت بالسلمانية لكنت في علم الغيب لانهم حقل تجارب مافي خبرات ولا احتياطات ولا اهتمام ويخلون المريض لين تسوء حالته

    • زائر 14 | 1:13 ص

      لا اشك في الاهمال في السلمانية عن تجربة

      و لكن هل الاهمال من كثرة الاعباء و قلة الكادر الطبي و الممرضين يجب دراسة ذلك و محاسبة المقصرين ام يكون الكوادر او الادارة او الوزير نفسة فيجب التحقيق من خارج الوزارة
      ام ما كتب المتوفى الله يرحمة لا يعرف منه الاهمال او التقصير

    • زائر 12 | 12:47 ص

      سأرحل ويرحل ضجيجي

      الله يرحمك يامحمد ويصبرك اهلك .. رحلت ولكن ضجيج الالم لمحبيك لم يرحل .. رحلت سريعا من هذه الدنيا .. رحلت لتنام هادئا وتترك ضجيجا لضمائر ميته قد تحيا بعد فقدك نتيجة اهمال واستهتار

    • زائر 11 | 12:43 ص

      عظم الله اجركم واحسن عزاكم

      العوض على الله .. اصبروا وربي ياخذ حقكم .. ولدكم مظلوم مثل باقي هالشعب كل ذنبه انه مواطن عادي لا ابوه سفير ولا اخوه وزير ولا عائلته معروفه .. الله يرحمه ويحشره مع محمد وآل محمد

    • زائر 10 | 12:42 ص

      من أمن العقاب أساء الأدب

      الكوادر الطبية والمميزة البحرينية في قعر السجون أو عاطلة عن العمل واستبدلت بكادر من المرتزقة! ما هي النتيجة؟؟؟

    • زائر 9 | 12:13 ص

      نسيان ثم اهمال

      اليوم ألم وبكره نسيان
      هذه سياسة البلد

    • زائر 8 | 12:04 ص

      الله يرحمه

      حسبي الله ونعم الوكيل

    • زائر 6 | 11:45 م

      الله يعينكم

      الخطأ ليس با المستشفي بل في الكادر والوزير وجميع الاطباء الفاشلين وعلى الوزير وانا اتسائل متي سيستقيل هذا الوزير لأنه ليس بمستوى وزير وليس قد المهمه

    • زائر 30 زائر 6 | 4:58 ص

      صدقت يا اخي

      الفشل في الادارة ... فأي شيء ادارة سيئة راح يأدي بنتائج وخيمة... اتسائل... هل ابناء الوزراء والامراء والشيوخ واللي فوق القانون يروحون السلمانية للعلاج؟ بالطبع لا... المستشفى اهو اللي يروح لهم... لاكن اولاد الناس العادية والفقرة خلهم يموتون فالطقاق... ماهي الا سياسة تصفية طائفة معينة وتجريدها حتى من ابسط الحقوق....اتمنى اسمع خبر موت شاب فالسمانية من العوائل اللي فوق القانون وبنشوف وش يصير

    • زائر 5 | 11:20 م

      ابو سيد رضا

      حسافه عليش يا بلد
      صارت ارواح البشر عند المسؤلين علي حسب الطائفه تعطى الاهتمام
      طائفه تقوم الدنيا اها ولا تقعد وتقام لجان التحقيق ويتم توقيف من هم متهمين بتقصيرهم
      اما الطائفه الاخرى اصبحوا حقل تجارب ورحيلهم غير مأسوف عليه وحتى الاعتذار غير وارد في حقهم

    • زائر 4 | 11:15 م

      لامستشفى عدل

      لامستشفى عدل لاشي وش هالحاله

    • زائر 2 | 10:19 م

      المشتكى لله

      المشتكى لله على هؤلاء الظلمه المستهترين بحياة الناس ولو كنا في بلد آخر لكان هؤلاء المسؤولين يحاسبون لاقل خطأ طبي ولكن هنا البحرين

    • زائر 1 | 9:54 م

      صمت مطبق لوزارة الصحة .. نطالب بمؤتمر صحفي يضع النقاط على الحروف

      نطالب بمؤتمر صحفي يضع النقاط على الحروف

اقرأ ايضاً