صرح الباحث الفلكي البحريني علي مجيد الحجري بان عام 2013 سوف يختم الظواهر الفلكية النادرة كما بدئها حينما ظهر في السماء البحرين في شهر مارس / آذار الماضي مذنب أطلق عليه اسم C/2011 L4 (PANSTARRS) وهو غير دوري أي بمعنى يكمل دورته حسب الحسابات الفلكية قرابة كل 110 ألف عام فلا يرى مرة أخرى، والذي أتى إلى الأرض في رحلة استغرقه ملايين السنين من سحابة أورت، والذي رصد بشكل باهت جدا بسبب سوء الأحوال الجوية في البحرين في تلك الفترة، ليكتشف المذنب آخر أطلق عليه اسم C/2012 S1 (ISON) منذ قرابة العام وبالتحديد بتاريخ 21 سبتمبر 2012 وذلك باستخدام التلسكوب عاكس في مرصد الشبكة الضوئية العلمي الدولي في مدينة كيسلوفودسك الروسية بقطر 16 انش أو (0.4 متر) من قبل الراصد فيتالي نيفيسكي من روسيا البيضاء والراصد وأرتيوم نوفنيك من روسيا لتدل الصور الأولية للمذنب بان قطره يلامس أعتاب 5 كيلومتر وبشدة إضاءة وتساوي موجب (18.9 meg) في أول يوم تم رصده فيه، والذي يعتقد فيه بان المذنب قادم من سحابة أورت أيضا.

وقال الفلكي الحجري انه وفقا للحسابات الفلكية التي أجراها بخصوص مذنب (ISON) بأنه سيحطم أرقام فلكية كثيرة وينافس على مستوى أشهر المذنبات التي زارت قبله الأرض عندما يظهر في السماء الكرة الأرضية لسببين وهما حجمه الكبير نسبيا وبقطر 5 كيلومتر، وقربه الكبير من الشمس، ليكون سيناريو المذنب على ثلاث أجزاء مهمة، أولها بان بتاريخ 18 من شهر نوفمبر القادم سيمتد ذيل مذنب (ISON) إلى قرابة 94 درجة و27 دقيقة قوسية أي يمتد إلى اكبر من نصف القبة السماوية في تمام الساعة (08:19) مساءاً، وبشدة أضاءته موجب (4.6 meg) ولا يمكن رصده في البحرين لوجوده تحت الأفق بينما يمكن رصده صباح نفس التاريخ من بعد شروقه في تمام الساعة (03:22) صباحا وقبل شروق الشمس في تمام الساعة (05:12) صباحاً.

وأضاف الحجري حساباته الفلكية من السناريو الثاني لمذنب (ISON) بأنه سيكون في اقرب نقطة من سطح الشمس بتاريخ 28 نوفمبر من الشهر القادم، وبمسافة (2مليون و45الف و864كيلومتر)، وذلك في تمام الساعة (03:03) فجراً وبشدة إضاءة للشمس وتساوي سالب (17.1meg) أي أقوى من أقوى إضاءة للبدر التمام لعام 2013 بـ (133.49 بالمائة) بالنسبة لموقع الشمس، لتصل درجة حرارة المذنب قرابة 700 درجة مئوية، بينما سيكون بعيدا عن سطح الأرض وبنفس التوقيت بمسافة (148مليون و999الف 479.516 كيلومتر) وبشدة إضاءة بالنسبة إلى الأرض وتساوي سالب (7.8 meg) أي بقوة (60.89 بالمائة) من أقوى إضاءة للبدر التمام لعام 2013، ولسوء الحظ لا يمكن رصد المذنب بهذا التاريخ في البحرين لا بالعين المجرد ولا بالتلسكوبات العادية بسبب قربه الشديد من الشمس بزاوية وتساوي نصف درجة قوسية فقط، وبالتالي سيكون مواعيد شروق وغروب المذنب متزامنا تقريبا مع شروق وغروب الشمس، وتختتم زيارة المذنب لكوكبنا الأرض في تاريخ 26 ديسمبر القادم حين يكون اقرب ما مكن من الأرض وبمسافة (64مليون و 760الف و736 كيلومتر) في تمام الساعة (11:38) صباحا بتوقيت البحرين، وبشدة إضاءة موجب (5.8 meg).

وستبعد الحجري بتساقط أمطار شهب على الكرة الأرضية مهما كانت نسبتها ما بين تاريخ 14 إلى 18 يناير من العام القادم 2014، بسبب مرور الأرض بالقرب من مدار مذنب (ISON) وليس بمنطقة ذيل المذنب وهي عبارة عن مخلفات متناثرة على مساحات شاسعة في الفضاء، والمكونة من جزيئات الغبار الصغيرة، نتيجة تفتتها بعد احتراقه من حرارة الشمس حين ما تقترب منها في الأسابيع القليلة القادمة من جهة، ولكون هذا النوع من المذنبات الغير دوري والذي لا يمر بالنظام الشمسي الداخلي قد تكون الأخيرة، فانه يضعف فرضية فرصة تساقط أمطار الشهب على الأرض من جهة أخرى.

وختم الفلكي الحجري بأن زار الأرض في عام 1965 مذنب يسمى (Ikeya–Seki) C/1965 S1 والذي امتاز بقربه الشديد من الشمس وبالتالي يؤثر على شدة إضاءته والتي كانت تلامس أعتاب السالب (10 meg) إي يعادل (228.31 بالمائة) من إضاءة كوكب الزهرة وهو المع الكواكب المجموعة الشمسية للأرض للعام الجاري، وهي تعادل (78.06 بالمائة) من قوة إضاءة البدر التمام لهذا العام 2013، لذلك سيكون حدثا فلكي تاريخي بالنسبة إلى الأرض لظهور مذنب (ISON) المنتظر ولكن يصعب رصده لأفضل أوقاته في مملكة البحرين لتزامن ظهور المذنب مع طلوع الشمس إلى غربها.