العدد 4032 - الجمعة 20 سبتمبر 2013م الموافق 15 ذي القعدة 1434هـ

في يوم السلام... التعليم من أجل السلام

رملة عبد الحميد comments [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

في العام الماضي كتبت عن يوم السلام تحت عنوان «لنعيش بسلام في يوم السلام» قلت فيه إن السلام يعني أن استنشق الحرية بارتياح، وفي الوقت ذاته أعبّر عمّا أريد من دون خشية، وأطالب بالتغيير من دون تخوين، فعلق على ما كتبته أحدهم بقوله: «تمنيت أن أستطيع الشرح لابني معنى السلام بهذه الصورة، لكنني أخشى من تبعات الأسئلة».

لماذا يخشى ولي الأمر من تبعات أسئلة ابنه؟ وما الذي جعل الجو التعليمي مشحوناً وملبداً بالخوف؟ وهل يمكننا أن نبني جيلاً متفهماً لرسالة السلام ومؤمناً بالاحترام، ويعمل من أجل السلام والعنف يمارس ضده وضد من حوله؟، وهل بالإمكان أن نجعل الحرم المدرسي مجالاً خصباً للتعلم من أجل السلام.

يحتفل العالم سنوياً باليوم الدولي للسلام في 21 سبتمبر/ أيلول. حيث أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة في العام 1981 قرارها بالاحتفال باليوم العالمي للسلام في ثالث يوم ثلثاء من شهر سبتمبر ويكون متزامناً مع موعد الجلسة الافتتاحية لدورة الجمعية العامة، وفي العام 2001، صوتت الجمعية العامة بالإجماع على القرار 55/8282 الذي يعيِّن تاريخ 21 سبتمبر يوماً للامتناع عن العنف ووقف إطلاق النار، والعمل على نشر الوعي لدى الجمهور بالمسائل المتصلة بالسلام.

في 13 يونيو/ حزيران 2013، وجه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون رسالة إلى العالم بمناسبة العد التنازلي لمئة يوم حتى حلول اليوم الدولي للسلام معنونة بعنوان اليوم الدولي للسلام هذا العام «التعليم من أجل السلام» قال فيها: «لا يكفي أن يُعلَّم الأطفالُ القراءة والكتابة والحساب، بل يجب أن ينشر التعليم الاحترام المتبادل تجاه الآخرين وتجاه العالم الذي نعيش فيه، وأن يساعد الناس على بناء مجتمعات أعدل سِمتها المزيد من الشمولية والسلام».

يعتبر النص التعليمي هو الواجهة للتعليم، وهو الهيكل البنائي للمنظومة التعليمية التي ترفد العملية التعليمية بنواتج قادة المستقبل، فإلي أية درجة يحمل النص التعليمي عندنا ثقافة السلام، والتسامح والتفاهم بين الشعوب، وتقبل التعددية الثقافية، وهل صححت المفاهيم المغلوطة في كتبنا التعليمية حول الآخرين من أجل إحلال التسامح وإعلاء قيمة الإنسان، والقضاء على التعصب والازدواجية في المعايير، وهل اتبع النص التعليمي المنهجية الصحيحة في حرية الفكر والتعبير والامتناع عن الأحكام المسبقة على الآخرين، وإلى متى نتبع سياسة الهيمنة على الثقافة والعمل على تجهيل الجيل الجديد؟

إن ترسيخ مفاهيم السلام والتعايش، تبدأ من الممارسات اليومية بين أفراد الأسرة ثم يأتي الدور الأعظم للدولة وطريقة توجيه وتطبيق مقررات ومبادئ السلام في مؤسساتها التعليمية والثقافية. إن من أبرز ضياع الأمة هو تسييس التعليم، وربطه بما يريد صناع القرار، بعيداً كل البعد عن التعليم السليم، فكيف نصنع السلام ونحن في منأى عنه، بل كيف نرسي تعاليم السلام في زمن الخوف والتحدي والعنف.

إقرأ أيضا لـ "رملة عبد الحميد"

العدد 4032 - الجمعة 20 سبتمبر 2013م الموافق 15 ذي القعدة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 4:46 ص

      المسؤل الكبير والرأس

      يمنع الانسان ان يفكر بحرية ويمنع المفكر ان يطلق فكره في القضايا الكبرى كالعدالة والحرية والمساواة والعناوين الكبيرة لانهم يخافون الحرية والتفكير والمفكرين

اقرأ ايضاً