العدد 4033 - السبت 21 سبتمبر 2013م الموافق 16 ذي القعدة 1434هـ

«اليونسكو»... والتعلُّم بالأجهزة المحمولة

فاضل حبيب comments [at] alwasatnews.com

.

هناك اتجاهان في مسألة التعلّم بالأجهزة المحمولة، الاتجاه الأول يشدِّد على ضرورة منع استخدام الهواتف المحمولة ووسائل الاتصال عبر شبكة الإنترنت اللاسلكية والواي فاي من المدارس؛ لأنها يمكن أن تكون ضارة بالتلاميذ من جهة أن الإشعاع الكهرومغناطيسي المنبعث من الأجهزة اللاسلكية يؤدي إلى أمراض السرطان ويمكن أن يؤثر على تنمية القدرات العقلية للمتعلمين، وهو الاتجاه الذي تتبنّاه وزارة التربية والتعليم في مملكة البحرين والعديد من الدول العربية، بل وحتى الغربية (موقف اللجنة التي تشكلت في العام 2011 من قبل مجلس أوروبا) على رغم التباين في مبررات المنع بالنسبة لكل دولة.

أما الاتجاه الآخر، فقد أصدرت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) مطبوعًا جديدًا هذا العام 2013 بعنوان «المبادئ التوجيهية لسياسات اليونسكو فيما يتعلق بالتعلّم بالأجهزة المحمولة».

وطبقًا لهذا الاتجاه، فإن التقنيات المحمولة يمكن أن توسع نطاق الفرص التعليمية المتاحة للدارسين، وتشير الأدلة ـ بحسب اليونسكو ـ إلى أن الدارسين والمعلمين في جميع أنحاء العالم يستعينون بالأجهزة المحمولة الشائعة التوفر ـ ولاسيما الهواتف النقالة والحواسيب اللوحية في عهد أحدث ـ للاطلاع على المعلومات وتبسيط الإدارة وتيسير التعلّم بطرائق جديدة وابتكارية. ترى اليونسكو أن هذه المبادئ التوجيهية تساعد واضعي السياسات على الإحاطة على نحو أفضل بماهية التعلّم بالأجهزة المحمولة وبسبل تسخير منافعه الفريدة لتحقيق التقدم على طريق التعليم للجميع.

حرصت اليونسكو على التشاور مع خبراء أكثر من عشرين دولة في إعداد تلك المبادئ التوجيهية لكي يمكن تطبيقها تطبيقًا واسعًا وتستخدمها طائفة واسعة من المؤسسات، بما فيها المدارس من مرحلة الحضانة إلى غاية المرحلة الثانوية والجامعات ومراكز المجتمعات المحلية والمدارس التقنية والمهنية.

تعرّف اليونسكو التعلّم بالأجهزة المحمولة بأنها «أجهزة رقمية، سهلة الحمل، يحوزها في العادة ويتحكم بها أشخاص لا مؤسسات، ويمكن من خلالها الانتفاع بشبكة الإنترنت، وتتيح إمكانيات الوسائط المتعددة، ويمكن أن تسهّل مهمات كثيرة، ولاسيما المهمات المتعلقة بالاتصال».

يأتي توجّه اليونسكو نحو التعلّم بالأجهزة المحمولة في سياق وجود أكثر من 3.2 مليارات مشترك في خدمات الهاتف النقال في العالم، وهو ما يؤكد أهمية هذه الأجهزة كونها الوسيلة الأكثر استعمالاً بين وسائل التواصل عالميًا على مستوى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ومن المتوقع أن قرابة نصف أهالي البلدان النامية سيحوزون بحلول العام 2017 اشتراكًا واحدًا على الأقل من الاشتراكات السارية في خدمات الهاتف النقال.

وتبيّن اليونسكو أن ثمة سبلاً يمكن بها للتكنولوجيات المحمولة أن تساعد الدول الأعضاء الآن وفي المستقبل، وهي توسيع نطاق الانتفاع بالتعليم وزيادة اتسامه بالإنصاف، لشيوع التكنولوجيات المحمولة حتى في المناطق الفقيرة جدًا، وتيسير التعلّم المكيّف بحسب الأشخاص، بفضل قابليتها للحمل العالية الدرجة وتهاود كلفتها نسبيًا، وتوفير التعقيب والتقييم الفوريين، بدلاً من التعليم التقليدي الذي يأخذ أيامًا وأسابيع، والتمكين من التعلّم في أي وقت وفي أي مكان، وضمان استخدام الوقت المقضي في قاعات الدراسة استخدامًا منتجًا بشكل يساعد المعلمين على استخدام الوقت المسخّر للتدريس في الصف على نحو أكثر فعالية، وتكوين جماعات جديدة من الدارسين، كما في مشروع القصص القصيرة لشباب جنوب افريقيا وتعليقاتهم عليها بواسطة هواتف نقالة منخفضة الكلفة، ودعم التعلّم في أماكن معينة كما بالنسبة للطلبة الذين يدرسون علم النبات إذ بإمكانهم الاطلاع على معلومات عن نباتات معينة إبّان تفحصهم إياها في مواطنها الطبيعية، وتعزيز التعلّم السلس باعتبار أن الأجهزة المحمولة مرنة في الاستعمال والانتقال ولا يستلزم سوى الربط بالإنترنت للدارس، والوصل بين التعلّم النظامي والتعلّم غير النظامي في استفادة الطلبة من المواد التكميلية باستخدامهم الأجهزة المحمولة لتوضيح الأفكار التي يقدّمها المعلمون في قاعة الدرس، وتقليل انقطاع التعليم في مناطق النزاعات والكوارث، ومساعدة الدارسين المعوقين، وتحسين التواصل والإدارة، وتحقيق أعلى مستوى من النجاعة بالقياس إلى التكاليف في شراء الكتب المدرسية المطبوعة واحتيازها وتسليمها وتحديثها.

ولتحقيق المنافع الفريدة للتعلّم بالأجهزة المحمولة، فإن اليونسكو توصي واضعي السياسات ذات العلاقة بوضع أو تحديث السياسات المتعلقة بالتعلّم بالأجهزة المحمولة، وتدريب المعلمين على الدفع بالتعلّم بواسطة التكنولوجيات المحمولة قدمًا، وتوفير الدعم والتدريب للمعلمين بواسطة التكنولوجيات المحمولة، واستحداث وتحسين المضامين التعليمية المنتفع بها على الأجهزة المحمولة، وتحقيق المساواة بين الجنسين في أوساط الدارسين بالأجهزة المحمولة، وزيادة وتحسين خيارات الترابط مع السهر على الإنصاف في الوقت ذاته، ووضع استراتيجيات لتوفير الانتفاع للجميع على قدم المساواة، والنهوض باستخدام التكنولوجيات المحمولة على نحو آمن ومسئول وسليم، واستخدام التكنولوجيا المحمولة لتحسين الاتصال وإدارة التعليم، وشحذ الوعي بالتعلّم بالأجهزة المحمولة عن طريق الترويج والريادة والتحاور.

تستدعي المبادئ التوجيهية لليونسكو للتعلّم بالأجهزة المحمولة اختبارًا عمليًا لها للوقوف على الإمكانيات والتسهيلات المدهشة التي تقدمها في الحقل التعليمي.

إقرأ أيضا لـ "فاضل حبيب"

العدد 4033 - السبت 21 سبتمبر 2013م الموافق 16 ذي القعدة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 1:50 م

      نريد 16 طالب بالفصل الواحد

      لا نريد تكنلوجيا و لا شي و راح يكون التعليم في احسن احواله
      الكاتب العزيز تكلم عن اعداد الطلبة بالفصول و لك جزيل الشكر

    • زائر 1 | 2:12 ص

      احدى دول الخليج تبرعت لـ 5 مدارس ثانوية لاجهزة تعليمية محمولة لاحدى الولايات الامريكية المنكوبة العام الماضي

      احدى دول الخليج تبرعت لـ 5 مدارس ثانوية لاجهزة تعليمية محمولة لاحدى الولايات الامريكية المنكوبة العام الماضي
      وكذلك استخدمت في مدارسها الاجهزة الرقمية المحمولة والغت التعليم في الكتب الورقية من 3 او 4 سنوات .

اقرأ ايضاً