أكد شهود عيان أمس الإثنين (23 سبتمبر/ أيلول 2013) أن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع على مئات المتظاهرين في مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة، وسط السودان، خرجوا ضد رفع الحكومة لأسعار المواد البترولية.

وقال أحد سكان المدينة لوكالة «فرانس برس» طالباً عدم ذكر اسمه «عند التاسعة صباحاً تجمع في السوق الرئيسية للمدينة نحو 1200 شخص غالبهم من الشباب وبدأوا يهتفون (لا لا للغلاء) و (ثورة ثورة حتى النصر) و (ارحل ارحل)». وأضاف أنهم «أغلقوا عدداً من الشوارع الرئيسية بوضع جذوع الأشجار والحجارة وأحرقوا الإطارات القديمة. وتصدت لهم الشرطة بإطلاق الغاز المسيل للدموع» وتابع «شاهدت سيارتين حكوميتين تحترقان».

وقال أحد المشاركين في تظاهرة انطلقت في الجزء الغربي من المدينة «لم نعد نستطيع الصبر أكثر من هذا والوضع لا يطاق... منذ ثلاثة ساعات ونحن نغلق طريقاً رئيسياً».

وقال شاهد آخر «يتقدم المتظاهرون من اتجاهات ثلاثة نحو مقر حكومة الولاية الذي أغلقت شرطة مكافحة الشغب الطرق المؤدية إليه». وأعلنت الحكومة السودانية أمس زيادة أسعار المواد البترولية ضمن حزمة إصلاحات اقتصادية تعتزم تطبيقها تشمل رفع الدعم الحكومي عن المنتجات البترولية والقمح.

وقال الرئيس السوداني عمر البشير أمس الأول (الأحد) «أصبح حجم دعم المواد البترولية يشكل خطورة كبيرة جداً على الاقتصاد ومظاهره معروفة: التضخم الذي وصل إلى ما فوق 40 في المئة وتدهور سعر العملة الوطنية». وأعلن تحالف معارض يضم عشرين حزباً أمس اعتقال 17 من أعضائه مساء أمس الأول (الأحد)، بحسب ما أكد رفضه لزيادة الأسعار.

وقال التحالف في بيانه «نجدد موقفنا الرافض لزيادة الأسعار ونؤكد العزم على مقاومة القرار بكل الطرق وندعو كل جماهير الشعب إلى التعبير عن رفضها بكل الوسائل التي تعرفها».

في سياق آخر، أكد الرئيس السوداني، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية عن جرائم حرب وإبادة جماعية مزعومة، أمس الأول أنه سيحضر اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة المقبلة في نيويورك.

وقال البشير في مؤتمر صحافي إن من «حقه» حضور الحدث الأممي وإنه سيسافر عبر المغرب، على رغم أنه لم يذكر على وجه التحديد إذا كانت الولايات المتحدة قد منحته تأشيرة دخول. وقال إنه حجز في فندق. ومن المقرر أن يلقي السودان كلمته أمام الجمعية العامة المكونة من 193 دولة يوم الجمعة المقبل.