العدد 4035 - الإثنين 23 سبتمبر 2013م الموافق 18 ذي القعدة 1434هـ

بعد المنظمات والدول جاء دور البنك الدولي

جميل المحاري jameel.almahari [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

يوم أمس الاثنين نشرت صحيفة «الوسط» خبرا صحافيا عن التقرير السنوي الصادر عن البنك الدولي للعام 2013 بشأن مؤشرات الحكم الصالح في دول العالم ومن بينها البحرين، وعلى رغم أن التقرير تم إعلانه يوم الجمعة الماضي، فإن أياً من وسائل الإعلام لدينا لم تشر من قريب أو بعيد إلى هذا التقرير الذي يعد من أهم التقارير الدولية، كما أن الحكومة لم تصدر ولو بيانا واحدا يفسر سبب التراجع في أغلب المؤشرات التي يتناولها التقرير والتي من بينها التمثيل السياسي والمحاسبة، الاستقرار السياسي وغياب العنف، فاعلية الحكومة، جودة الإجراءات، سيادة حكم القانون، ومكافحة الفساد. البحرين تأخرت في جميع المؤشرات السابقة فيما عدا مؤشر فاعلية الحكومة، وبمقارنتها مع الدول الخليجية في هذا التقرير فإن البحرين أقل الدول الخليجية، بعد السعودية، في مؤشر التمثيل السياسي والمحاسبة، فيما كانت الدولة الخليجية الأخيرة في مؤشر الاستقرار السياسي وغياب العنف، كما أنها ثالث أفضل دولة، بعد الإمارات وقطر، في مؤشر فاعلية الحكومة، وتساوت مع الإمارات في أفضل مؤشر على صعيد جودة الإجراءات، فيما كانت البحرين والسعودية أقل دولتين في مؤشر سيادة حكم القانون، وجاءت بعد قطر والإمارات في مؤشر مكافحة الفساد.

البنك الدولي ليس منظمة حقوقية مؤدلجة لتسعى لتشويه صورة البحرين، كما يتهم البعض جميع المنظمات الحقوقية، كما أنه ليس دولة تحاول فرض سيطرتها أو أجندتها، وإنما هو مؤسسة اقتصادية، يقوم بتقييم مستويات التنمية في جميع البلدان، ويقدم قروضاً لكثير من الدول، وبالتالي فإن البنك الدولي عندما يضع هذه المؤشرات فإنه يهدف من وراء ذلك إلى مساعدة هذه الدول للتغلب على هدر المال العام. وكذلك فإن البنك الدولي عندما يريد أن يقدم قرضاً لأي دولة فإنه ينظر إلى هذه المعايير ومدى تطبيقها في الدولة التي تتقدم للحصول على القرض.

ويعتمد «البنك» على هذه المؤشرات لقياس القدرة على تفعيل برامج التنمية المستدامة من خلال ضبط الفساد، وإفساح المجال للتمثيل السياسي ومحاسبة المسئولين، والاستقرار السياسي وجودة الإجراءات، وحكم القانون، وفاعلية الحكومة.

في العام 2007 قمت بتنظيم ندوة حول تقرير البنك الدولي عن البحرين خلال العام 2006 حيث استضفت فيها نائب الأمين العام للجمعية البحرينية لحقوق الإنسان في ذلك الوقت عبدالله الدرازي ونائب رئيس الهيئة المركزية لجمعية العمل الديمقراطي عبدالله جناحي، إلى جانب عضو جمعية الشفافية البحرينية خليل يوسف والنائبين من كتلة الوفاق جاسم حسين وعبدالجليل خليل.

المشاركون في المنتدى توقعوا أن تخسر البحرين مليار دولار سنويا على الأقل بسبب الفساد المالي الذي يتسرب إلى الجيوب الخاصة بدلا من ضخه في برامج التنمية، وأن أكثر من هذا المال يتم هدره في مشروعات تفتقر إلى البنية التحتية بسبب عدم وجود تخطيط سليم وبسبب تنفُّذ أصحاب المصالح الخاصة.

وقالوا حينها إن هبوط مؤشرات البحرين واقع نلمسه من التعدي على المال العام، وفي شتى القضايا اليومية التي يعيشها الوطن، حيث وصل الأمر إلى أن المخالفات والفساد تمارس بعلانية من دون خشية من العقاب ومن دون أي اعتبار لوجود برلمان، ويضاف إلى ذلك ما تقوم به مؤسسات الدولة مثل وزارة التنمية الاجتماعية من مضايقات للمجتمع المدني بهدف إطباق الخناق على أي نشاط خارج إطار اتجاهات معينة، فضلا عن عرقلة دور البرلمان ومنعه من مراقبة الأشخاص ومحاسبة الوزراء الذين تدور حولهم مختلف أنواع الشبهات.

ذلك ما قيل قبل نحو ست سنوات، حين كانت البحرين تمر بظروف شبه عادية، فماذا يمكن قوله اليوم بعد التراجعات الكبيرة في جميع مناحي الحياة؟

إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"

العدد 4035 - الإثنين 23 سبتمبر 2013م الموافق 18 ذي القعدة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 18 | 9:04 ص

      البنك الدولي والتدخل الخارجي في البحرين

      يقال السوق بين العرض والطلب والإغراق والكساد والفساد الأخلاقي كلما زاد المال كما الإغراء بالدعاية والترويج للبضائع وهذا قد لا يكون من المحرمات لكنه ليس من المسموح به. ففيه كذب وخداع للناس. اليس كذلك؟ فلما تتدخل البنوك والمصارف في الدول النامية أو النائمة؟ ألم ينادوا ويقولوا بالتنمية المستدامة؟ وكيف سيدوم الحال في حال الفساد؟

    • زائر 16 | 7:02 ص

      الصحيح

      قد لا يكون تراجع .. انما قد يكون تطور اسرع وأكبر في الدول الاخري .. وقد نتفق او نختلف في الاسباب .. انما اتفق معك بأن الفساد واصل حده والمخالفات بالهبل

    • زائر 15 | 5:39 ص

      إترك عنك المنظمات الحقوقية والبنوك ياجميل المحاري

      هذه منظمات وبنوك صفوية وتتجنى على البحرين التي هي خالي من سرقة السواحل والمال العام ومن قتل المعارضين في الزنازين والشوارع ومن التمييز والتجنيس .

    • زائر 13 | 2:59 ص

      تخفيض التصنيف الإئتماني وباقي درجتين فقط

      بعض درجتين من التخفيض سوف يصبح وضع البنوك في البحرين صعب جدا

    • زائر 11 | 2:52 ص

      شعب أعزل لكن القبضة أمنية – ليش؟

      يقال من كان من المفسدين في الأرض يمكن يكون غير فاسد لكون السبال في عين أمه غزال. بينما التستر على الفساد بجميع أنواعه الأخلاقي والبيئي – يعني تلويث أخلاق الناس بالشعوذة والسحر ودفن البحر ونهب أو سلب أو تحويل الأراضي العامة الى خاصة مثل الأراضي التابعة للأوقاف الجعفرية وغيرها من الأراضي العامة وليست خاصة. كما أجزاء حذف من تاريخ القدم والبحرين قديما وغيرها من الإعتداءت الغير مكشوفة لكنها ملهوفة- يعني مأكولة.

    • زائر 9 | 2:28 ص

      وما السبب

      لم نسمع هذا الكلام سابقآ ولكن بعد فشل الثوره واستماتت المعارضه في الداخل والخارج لتشويه سمعة البحرين أصبحنا نسمع جمل وكلمات غريبه علينا ،، علي العموم لا خوف علي البحرين وسيحفظها الله من كل سوء

    • زائر 10 زائر 9 | 2:38 ص

      انت ماذا تسمع وماذا تعرف وماذا تعقل

      الفساد كان منتشرا حتى النخاع وما كشفه البرلمان الكسيح كان يكفي للاطاحة بحكومات ولكن لم يحصل شيء. اما عن الظلم فلأنك من الظالمين فلا تعرف من هو المظلوم.
      اما عن فشل الثورة فأقول لك نعم فشلت الثورة والدليل ما يحصل كل يوم في الداخل والخارج وسنذكرك بعد حين

    • زائر 12 زائر 9 | 2:57 ص

      انت لم ولن تسمع لأنك من الصم البكم العمي الذين لا يعقلون

      هكذا وصفكم الله في كتابه لذلك لا تلام اذا لم تسمع بالظلم والفساد

    • زائر 8 | 2:06 ص

      هم يكذبون على الناس في الداخل: فلا هذا التقرير ولا تقرير تخفيض درجة الإئتمان

      لا هذا التقرير ولا التقرير المختص بتخفيض درجة الإئتمان وهو تقرير خطر جدا الذي تسير البحرين فيه للانحدار ولم يتبقى الا درجتان في التصنيف ثم يصبح حال البنوك في البحرين حال صعبة جدا ولا يمكن للبنوك المحلية الاقتراض من الخارج الا بسعر فائدة عال جدا.
      ولا زالوا يكذبون على الناس ويواصلون الكذب

    • زائر 6 | 1:27 ص

      ليس هناك اشر من الجهل

      عندما يقوم المواطن بالدفاع عن الفساد فقط لأنه مع جناح سياسي ضد آخر فأنه يحارب مستقبله و مستقبل اجيال قادمه يحرمها المفسدون اليوم من ان تعيش حياة محترمه. ويظل الجهل هو اهم اعمدة الفساد لأنه يسمح بتنازل الشعب عن حقوقه لصالح فئة مفسدة.

    • زائر 4 | 12:57 ص

      نحن مثل من يؤدن في خرابة

      حتى لو أعلن البنك الدولي أن البحرين على حافة الإفلاس بسبب زيادة الدين العام وانتشار الفساد والمفسدين وحتى لو اعترف الوزراء بعدم كفاءتهم وفسادهم فلن تعترف الحكومة بذلك ولن تحرك ساكنا تجاه حلحلة الأزمة من مكانها،المتربصون والمستفيدون من بقاء الأزمة هم من يفند كل التقارير الدولية سواء من المنظمات الدولية أو البنك الدولي ويصفونها بالكذب والتزوير وإن البحرين بخير وليس بها ما يدعو للقلق. التطبيل للحكومة وعدم الاعتراف بوجود مفسدين رغم استشراءه ورغم تقرير الرقابة المالية في البحرين إلا أن شيئا لم يتغير.

    • زائر 3 | 12:56 ص

      مهتم

      الأخ جميل . كلام جميل منمق ومنطقي . وانا اؤيدك في ضرورة تطبيق القانون على كل من يتسبب بهدر المال العام . وهذا يشمل من يحرق الشارع ويعطل المصالح العامة والخاصة كذلك

    • زائر 5 زائر 3 | 1:23 ص

      مهتم كلام جميل

      تسلم يدك علي الكتابة التي تاتي في الصمصم

    • زائر 1 | 11:16 م

      ماذا بغد

      وش اوصف فيك شخلي منك مول كامل الاوصاف

اقرأ ايضاً