العدد 4035 - الإثنين 23 سبتمبر 2013م الموافق 18 ذي القعدة 1434هـ

مسؤولو المساعدات الأميركية يستعدون لمواجهة أزمة لاجئين سوريين طويلة الأمد

واشنطن - وزارة الخارجية الأميركية 

تحديث: 12 مايو 2017

إن أزمة اللاجئين السوريين تتسارع بمعدل يهدد بإرهاق الموارد وإلحاق الضرر بأمن الدول المجاورة التي قدمت وتقدم ملاذًا آمنًا للمدنيين الفارين من النزاع. يقول المسؤولون الأميركيون عن المساعدات الإنسانية إنهم يوجهون مستوى جديدًا من الاهتمام لمساعدة الأردن ولبنان والعراق على مواصلة جهودهم لدعم اللاجئين.

توفر المساعدات الإنسانية التي تقدمها الولايات المتحدة والمجتمع الدولي الغذاء والمأوى والرعاية الطبية الحاسمة الأهمية للاجئين السوريين، ولكن آن ريتشارد، مساعدة وزير الخارجية لشؤون اللاجئين والهجرة، أبلغت اللجنة الفرعية للشؤون الخارجية في مجلس النواب في شهادة أدلت بها في 19 أيلول/سبتمبر أن الحكومات التي تستضيف اللاجئين باتت تشعر بوطأة شديدة.
قالت ريتشارد في شهادتها: "إننا ندرك أن تمويل التنمية في دول مثل الأردن ولبنان أمر ضروري للمساعدة في إبقاء اقتصاداتها مستقرة وإدخال تحسينات في بنيتها التحتية العامة المرهقة. وأضافت أن الولايات المتحدة ستسعى لتأمين مساعدة دولية أوسع لهذا الجانب من الأزمة الإقليمية.
غادر أكثر من مليوني لاجئ سوريا، ولجأ أكبر عدد منهم إلى لبنان والأردن وتركيا والعراق ومصر. وقال المسؤولون إن قدرة توليد الطاقة الكهربائية وإمدادات المياه وأنظمة الرعاية الصحية قد أصبحت مرهقة، ولا سيما في لبنان وأجزاء من الأردن حيث لا يعيش اللاجئون في المخيمات إنما يلجأون إلى أي زاوية حضرية شاغرة يعثرون عليها.
ومع ذلك، يستمر الشعب السوري في تحمل الأسوأ من هذه الأزمة المتسارعة، التي تعتبر الآن أكبر أزمة إنسانية في العالم.
وذكرت نانسي ليندبورغ، مساعدة مدير الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، "إن العدد الذي كان يحتاج إلى مساعدتنا داخل سوريا منذ سنة بلغ 2.6 مليون إنسان، أما الآن فقد ارتفع هذا العدد إلى أكثر من 6.8 ملايين نسمة. وخلال هذا الوقت، بذلت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية جهودًا كبيرة لتحسين خطوط إمداد المساعدات داخل سوريا وبناء شراكات لتوزيع المساعدات بشكل ناجع في بيئة متقلّبة.
وأشارت ليندبورغ إلى أن قيمة المساعدات الأميركية للأزمة السورية ارتفعت إلى حوالي بليون دولار. وأوجزت الأولويات الرئيسية للوكالة الأميركية للتنمية الدولية من أجل المحافظة على سلسلة الإنقاذ إلى المنطقة؛ فأشارت أولاً إلى ضرورة توفير الرعاية الطبية الروتينية للمدنيين النازحين الذين انقطعت سبل وصولهم إلى المستوصفات القائمة ويحتاجون إلى رعاية النساء الحوامل والأطفال والأدوية الروتينية. تدعم الوكالة الأميركية للتنمية الدولية حوالي 260 مرفقًا طبيًا في مختلف أنحاء سوريا.
وأشارت ليندبورغ إلى أن المحافظة على الإمدادات الغذائية للاجئين والنازحين والمهجّرين داخل سوريا تشكل ضرورة ملحة أخرى. تعمل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية من خلال العديد من القنوات لإيصال المساعدات الغذائية في كل شهر إلى قرابة 3 ملايين شخص في سوريا و مليون لاجئ في البلدان المجاورة بالشراكة مع وكالات دولية ومنظمات غير حكومية.
وأوضحت أنه "في الآونة الأخيرة، تدفقت أعداد كبيرة من اللاجئين إلى العراق، وقد بلغ عددهم 44 ألف لاجئ خلال أسبوع واحد. وقد تمكنا من نقل 15 طنّا جوًا من حاويات المواد الغذائية للوكالة الأميركية للتنمية الدولية من أجل الوصول إلى هناك بسرعة وتلبية احتياجاتهم."
تواجه جهود الإغاثة العديد من التحديات الصعبة. وتثير المشاكل الأمنية وصعوبة الوصول إلى السكان المهجّرين الذين يحتاجون إلى مساعدة قلقًا مستمرًا، نظرًا للهجمات المتعمدة التي تستهدف الجهود الإنسانية والمرافق الطبية.
وقال النائب كريستوفر سميث من ولاية نيوجرسي، إن "هذا العمل غير معقول على الإطلاق، أن يستهدف الثوار أو قوات الأسد العاملين في المجال الطبي وهم يحاولون إنقاذ الجرحى والمصابين". واستشهد بتحقيق أجرته الأمم المتحدة ووجد حصول "هجمات منهجية على المستشفيات والطواقم الطبية."
وقالت ريتشارد إن وزارة الخارجية تعمل من خلال الأمم المتحدة للحصول على رد دولي موحد إزاء هذا النوع من الهجمات ولإعادة التأكيد على الاتفاقيات الدولية التي تنص على عدم مهاجمة أعمال الإغاثة الإنسانية حتى في خضم النزاعات.
وأقر المسؤولون في حكومة الرئيس أوباما وأعضاء اللجنة، بإحساس من الإذعان الكئيب للأمر الواقع، أن الأزمة الإنسانية السورية ستبقى مشكلة طويلة الأمد. وأشارت ريتشارد الى أنها أعربت قبل عام عن أملها بأن يتوقف القتال، وأن يتمكن اللاجئون من العودة إلى منازلهم.
وأضافت: "لم نعد نقول ذلك. إنه شيء سنستمر في مواجهته في السنوات القادمة."
ومع أخذ هذا الرأي بعين الاعتبار، قال المسؤولون إن الأولويات الإنسانية الأميركية والدولية تتركز على أولوية قصيرة الأمد لإبقاء الأطفال منشغلين ولتقديم بعض أشكال التعليم إليهم ومنحهم شعورًا بالأمل في المستقبل.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً