العدد 4037 - الأربعاء 25 سبتمبر 2013م الموافق 20 ذي القعدة 1434هـ

الصحة تتمنى من "الأقلام والصحف" تناول الأخطاء الطبية بموضوعية لا شخصية

لقد طالعت وزارة الصحة ببالغ الاهتمام خلال الفترة الماضية ما نشر من آراء ومقالات في الصحف المحلية ووسائل الإعلام المختلفة عن أداء الوزارة ؛ ولاحظت ورود بعض المعلومات غير الدقيقة أو المغلوطة في هذا الشأن ، وقد ساءتها كثيراً ما ورد بتلك المقالات والآراء من عبارات واتهامات للوزارة ولوزير الصحة لا تمت للحقيقة بصلة ، ودعاوى بالتستر على جرائم تحدث في مرافق الوزارة أو لا يتم التعاطي والتعامل معها بصورة صحيحة ، وهو ما يوحي بأن ما يحدث من أخطاء أو سلبيات هو شيء متعمد أو يروق للمسئولين في الوزارة ، وهو ما لا يمكن قبوله في هذا الصدد، حيث أكدت الوزارة في العديد من المناسبات - ومازالت تؤكد مراراً وتكراراً- على أن سلامة المرضى هي جوهر وجل اهتمامها ، ولا يمكن بأي حال من الأحوال التهاون في محاسبة المقصرين عن أي إهمال أو خطأ يحدث لأى مريض بعد أن تثبت جهات التحقيق المختصة واللجان التي تشكل وقوع أخطاء في حق أي مسئول ، وليس معنى عدم الإعلان عن الإجراءات المتخذة تجاه أي خطأ يحدث هو التستر عليه والغفلة عنه ، بل إن الإجراءات تتخذ وفق المعايير والنظم القانونية الموضوعة ، ويعلن عنها أولاً بأول كل في حينه بعد التثبت والوقوف على حقيقة الأمور ، ودون إخلال بحق المرضى في الحفاظ على سرية المعلومات الطبية الخاصة بهم .

وكم تتمنى وزارة الصحة أن يكون تناول بعض الصحف والأقلام لما يحدث من أخطاء طبية أو إدارية تناولاً موضوعياً لا شخصياً ودون تجريح أو إساءة ، وأن يكون النقد الموجه لها نقداً بنَّاءً دون مبالغة أو وصف غير دقيق للأحداث ، وألا يستبق البعض الأحداث ويصدر أحكاماً مسبقة بناءً على معلومات غير دقيقة ، بل على الجميع أن ينتظر ويحترم مجريات التحقيقات الجارية نحو أى أخطاء وصولاً إلى حقيقة الأمور فيها ، إلا أن الثابت مما تم تداوله خلال الفترة الماضية هو عكس ذلك مما أثر سلباً على سمعة وقيمة مستشفى عريق مثل مستشفى السلمانية الطبي وهز ثقة الرأي العام فيه و في المنتسبين له.
وبهذه المناسبة تحيي وزارة الصحة أقلاماً صحفية مهنية تتفهم حقيقة دورها والمسئولية الملقاة على عاتقها ، وتحرص على تقديم الحقائق وإظهارها دون مجاملةٍ أو محاباة ، وتنقد نقداً بنَّاءً لأوجه القصور والسلبيات حتى يتم تداركها مستقبلاً ، وهي بذلك تشكل مِعْوَل بناءٍ وتشييد لا مِعْوَل هدمٍ وتدمير ، فلهذه الأقلام وأصحابها كل التحية والشكر والتقدير ...
ومرة أخرى تؤكد الوزارة على أن همها الأكبر هو رفع مستوى الخدمات الصحية الوقائية والعلاجية والإدارية والفنية التي تقدمها مرافقها ، وأنها عازمة على بلوغ هذا الهدف قدر استطاعتها ، كما اتخذت الوزارة خلال الفترة الماضية – وما زالت- خطوات عديدة في سبيل توسيع قاعدة الخدمات الطبية والإدارية المقدمة بمجمع السلمانية الطبي تحديداً ، ومنذ شهر مايو الماضي تم عقد عدة اجتماعات مع المختصين بديوان الخدمة المدنية للعمل على إعادة هندسة مجمع السلمانية الطبي ورفع كفاءته التشغيلية بما يتناسب مع الرؤية الجديدة والخطة الموضوعة له ليواكب الزيادة المستمرة في أعداد المرضى والخدمات المطلوبة منه وهناك خمس فرق عمل تعمل حالياً على تنفيذ ذلك الأمر .
كما تم إنجاز بعض الأمور في مجمع السلمانية من زيادة الأسِرَّة في وحدة العناية القصوى ، وافتتاح الصيدلية الجديدة للتخفيف على المرضى ، وإنشاء وحدة أمراض الدم الوراثية الجديد ، وتم افتتاح مركزين صحيين جديدين بداية هذا العام ، وسيتم افتتاح مركز آخر نهاية العام أيضاً ، والعمل جار على إنشاء العديد من المراكز المتخصصة والمباني الطبية وتجهيزها بأحدث الأجهزة الطبية ، كما سعت الوزارة إلى توفير الكفاءات الطبية فيها والتي تسهم جدياً في رفع مستوى الخدمات الصحية على أرض المملكة الحبيبة ، ولا يعني هذا أن كل شيء على ما يرام ، بل نقر بأن هناك قصوراً غير متعمد وأخطاء تحدث ، وهو الشيء الوارد في وزارة خدمية يرد عليها الآلاف من المرضى يومياً، وفي ظل الحركة الدؤوب للمرافق الصحية والعمل الجاري فيها ليل نهار ، إلا أنه حال حدوث أي خطأ فإن الوزارة تتحمل عواقب هذا الخطأ ومسئوليته دون أي تهرب أو خوف ، ويتم اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة بصدده من جميع الجهات المختصة دون تردد ، سواءً كانت النيابة العامة والقضاء الجنائي أو هيئة تنظيم المهن أو الوزارة كل حسب اختصاصه ومسئوليته المقررة قانوناً.
الجدير بالذكر أن سعادة وزير الصحة – بعد الحوادث الأخيرة- أصدر تعليماته لإدارة مجمع السلمانية الطبي بضرورة مراجعة كافة الإجراءات الإدارية والتنظيمية بجميع الأقسام والدوائر الطبية ، والتأكيد على تفعيل الرقابة والإشراف من جميع الاستشاريين والأطباء كل في نطاق اختصاصاته ومسئولياته ، واتباع كافة التعليمات الخاصة بصحة و سلامة حياة المرضى أثناء تلقي العلاج بالمستشفى أو إجراء العمليات الجراحية ، كما شدد على ضرورة الاستفادة مما حدث في إعادة صياغة وتفعيل البروتوكولات الطبية والإدارية بما يكفل عدم حدوث تلك الأخطاء مستقبلاً. "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون".

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 6:17 ص

      حقوق الموضفات في وزارة الصحة

      ونفس مانطالب بمحاسبة المقصريين من الموظفين نطالب أيضاً بمنحهم كافة حقوقهم و مراجعة القرار بخصوص إلغاء ساعات الراضعة للموضفات المرضعات وهنا نحن نقصد البعض من مشرفي ومشرفات الأجنحة قد قاموو بحرمان الموضفات من حقهم بقرار شخصي ودون اعلان رسمي من الجهة المخولة كديوان الخدمة المدنية او ادارة شؤن الموظفين في الوزارة وكأنهم هم من اعتمدوو قرار ساعات الرضاعة وليس قرار وزاري صادر بمرسوم وشكراًً

اقرأ ايضاً