العدد 4038 - الخميس 26 سبتمبر 2013م الموافق 21 ذي القعدة 1434هـ

يوم المواطن

جعفر الشايب comments [at] alwasatnews.com

كاتب سعودي

كلما مرت ذكرى اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية، أخذنا جميعاً كمواطنين نحو اتجاهين محددين: الأول يكيل المدح والتمجيد والتبجيل لكل ما تحقق، والثاني يسرد علينا قائمة لا تنتهي من الواجبات المطلوبة على المواطن ومسئولياته تجاه الوطن. ونادراً ما يتحدث أحد عما قدمه المواطن لوطنه من مكاسب وإنجازات مهمة، أو ما يستحقه المواطن من حقوق قانونية تتوازى مع واجباته.

خلافاً لما هو سائد، سأركز في مقالي هذا على المواطن الذي يجب أن نحتفل به في هذه المناسبة، وعلى حقوقه التي ينبغي توافرها وضمانها له، وذلك من أجل أن تكون لدينا نظرة متوازنة بين الحقوق والواجبات.

في وطني الآلاف من أبنائه من ساهموا في رفعة شأنه، وبذلوا كل طاقة وجهد من أجل أن يكون عالياً بكل تفانٍ وإخلاص، ودون منَّة، أو انتظار مديح أو تمجيد من أحد. لديّ نماذج عديدة يمكن عرض إنجازاتها الوطنية الكبيرة، ولكن كي أبتعد عن نمطية التبجيل للأشخاص بالصورة التي تعودنا عليها، سأذكر الحالات والقضايا دون الأسماء.

في ظل دعوات الاحتراب والتشدد والتأزيم في المنطقة، ومحاولات الزجّ بوطننا في تبعات قضايا وأزمات إقليمية، يقف مجموعة من المثقفين والكتاب الحريصين على أمن هذا الوطن واستقراره وقفة وطنية مخلصة لتأكيد السلم الأهلي والابتعاد عن نزعات التطرف والتشدد، والنأي به عن توجهات العصبية والانفلات التي تسود المنطقة حالياً.

كما يساهم رواد العمل الاجتماعي والتطوعي في مختلف أرجاء الوطن، وعبر فعالياتهم المتنوعة والمتجددة، في توظيف الطاقات الشابة وتوجيهها في المسار السليم لخدمة كل من يحتاج لهذه الأنشطة والبرامج.

أطباء ورياضيون وأكاديميون عديدون تمكنوا من تحقيق إنجازات ومكاسب مهمة للوطن على الصعيد الدولي، ومثلهم من ضحى بنفسه دفاعاً عن الوطن وأبنائه ممن يعملون في أجهزة الدفاع المدني وحرس الحدود وغيرها وأنقذوا حياة المئات من الناس.

لا ينبغي أن نغفل مثل هذه الجهود والإنجازات التي ينبغي أن تنال موقعها المناسب في مثل هذه المناسبات الوطنية، بل من المهم ذكرها وتمجيدها والكتابة حولها، وتحويل هؤلاء الجنود المعلومين والمجهولين وأمثالهم إلى رموز وطنية شاخصة.

في البعد الحقوقي، من المهم أن توجه مناسبة اليوم الوطني لتأكيد حقوق المواطن وتعريفه بها، كي يمارس حياته في ظل أجواء تحترم كرامته وتصونها. فبين القوانين التنظيمية العامة وبين الواقع اليومي الذي يعيشه المواطن بون واسع وكبير، ومعالجة ذلك لا تتأتى إلا من خلال نشر ثقافة الحقوق وخلق حالة من التوازن بينها وبين الواجبات.

العلاقة بين المواطن والوطن هي علاقة وجدانية وشعورية من ناحية، وهي أيضاً علاقة تقننها دساتير وصيغ نظامية يضمن من خلالها كل مواطن حقوقه؛ ليكون الوطن الحاضن لجميع أبنائه، دون أي نقص أو تمييز بينهم.

لكي تكون هذه العلاقة تفاعلية وسليمة وقوية، من المهم أن يشعر المواطن أنه شريك في البناء والتنمية وتحمل المسئولية ومتساوٍ مع نظرائه في الحقوق.

إقرأ أيضا لـ "جعفر الشايب"

العدد 4038 - الخميس 26 سبتمبر 2013م الموافق 21 ذي القعدة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً