العدد 4043 - الثلثاء 01 أكتوبر 2013م الموافق 26 ذي القعدة 1434هـ

إرهاب ستان أم فوضى ستان؟

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

إن الوضع الذي ترسمه السياسات الدولية الحالية لشكل المنطقة العربية، التي تمر بكثير من التقلبات السياسية، يدفع إلى القول إن شكل الأنظمة السياسية في المنطقة مقبل على تغيير، أما يفرض عليها تغيير سياساتها البعيدة عن العقلية القبلية والمذهبية والدينية، وإما الانتهاء بما تخلفه تلك العقليات لتشكل دولاً ومجتمعات تعيش وتتنفس من هذه المنطلقات، كما جاء ذكره في تقرير نشرته صحيفة «التايمز» اللندنية وصحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية منذ أيام، لتنقل بذلك صورة مغايرة لشكل المنطقة من مفهوم مراقب غربي.

مراقبون آخرون وصفوا ما هو موجود حالياً في الساحة يعكس صورة لممارسة أنواع للإرهاب الذي إما أن يكون مستخدماً عبر النظام السياسي نفسه لقمع حركات التغيير والمطالبة بالديمقراطية والحل السياسي، الذي يحقق الحقوق المدنية والسياسية، وإما إرهاب يزعزع استقرار دولة عبر الجماعات المسلحة التي تستغل الأطفال والنساء في نوع استراتيجي جديد، وهو إرهاب تدعمه تنظيمات إرهابية.

أما أن النوع الآخر فهو استخدام أداة الطائفية، وذلك من خلال اللعب على هذه النغمة لتفتيت المجتمع عبر خطابات تبث فيها نوع من الفوضى المجتمعية وتساهم في نشر انعدام الثقة بين مختلف الأطراف.

ومثل هذه الخطابات تستفيد منها مجموعات انتهازية تستفيد من اضطراب الأجواء بهدف تحسين أوضاعها الاقتصادية والشخصية على حساب أوجاع الآخرين وبؤسهم.

وهناك أشكال عدة للتعصب، وقد أدت مثل هذه العصبيات إلى حروب على مر السنين، وتمكنت الشعوب المتقدمة التخلص من هذه العصبيات، فقد عانى مثلاً الأميركيون من التمييز العنصري ضد المواطنين الأفارقة وسكان أميركا الشمالية الأصليين (الهنود الحمر)، والتي تسببت في حالة عدم الاستقرار الاجتماعي وسفك دماء. كما واجهت أوروبا العصبية النازية التي سببت الحروب على مدى طويل.

إن العمل بسياسة الفرقة أو ما يعرف بعلم السياسة «فرق تسد» ليست علاجاً سحرياً مستمراً للأبد في المجتمعات التي تشهد احتجاجات شبه يومية في شوارعها لكون الحال العام غير مستقر، وأضيفت معها مشاكل جديدة إلى أكوام من المشاكل القديمة، التي لا تريد أن تحلها حكومات المنطقة اعتقاداً منها أنها قامت بالإصلاح، وأن كل شيء على ما يرام، وهي عبارة يكررها أكثر من نظام عربي لا يريد أن يغير، ويتبنى سياسات تواكب متطلبات وحاجات المرحلة الحالية، التي قد تحقق ما يصبو إليه الشاب العربي من طموح لا يقل عن طموح الشاب في المجتمعات الغربية، التي تحظى بأنظمة ديمقراطية متكاملة.

الإرهاب والطائفية والفوضى جميعها أدوات تُساهم في نشر قطاعات الرأي العام التي تعيش حياة هشة وغير مستقرة في المجتمعات العربية، التي تكاد أن تنهار بين حصار النظم الحاكمة التي تخشى انفجارها، فتفرض عليها حكما مطلقا يشلها عن التفكير والحركة والإرهاب، والذي لا يكف عن استفزازها ويضعها موضع الشك، كما نلمسه في وسائل إعلام وصحف الأنظمة الشمولية أياً كانت حزبية أو قبيلة ذات الصوت الواحد والإعلام الواحد.

إن غياب أفق الحلول السياسية والوطنية ما هي إلا تربة خصبة لنمو المشاعر السلبية عند الأفراد والجماعات التي تبدأ معها فكرة التخلص من الأخر والسطو على حقوقه وموارده من خلال عدة وسائل، ومنها خطابات الكراهية التي تكون أحد إفرازات الإرهاب والطائفية والفوضى السياسية. فندرة الموارد وتصاعد الضغوط وغياب الأمل بالوصول إلى نهاية النفق بالطرق الطبيعية كل ذلك يؤدي إلى خلق المنازعات في المجتمعات.

ولهذا، برهنت النزاعات الطائفية وخطابات الكراهية التي تؤدي إلى الفوضى بأنها لن تكون الحل الأمثل للصراع بين الديكتاتورية والديمقراطية، ولكنها قد تكون كذلك لفترة زمنية معينة قد تنتهي مع نهاية كل نظام يقصي الطرف الآخر في المجتمع ويهمش الفئات الأخرى من الطبقات الكادحة، ولهذا تصبح دول المنطقة ومجتمعاتها طعماً سهلاً للتقسيم سياسياً وإقليمياً تتقاذفها مطامع القوى الأخرى لأنها بدون ذلك إما أن تكون عرضة لأنْ تكون دولة إرهاب ستان أو دولة فوضى ستان.

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 4043 - الثلثاء 01 أكتوبر 2013م الموافق 26 ذي القعدة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 1:49 م

      ياهلا والله ..

      هلا والله .. تسلم هالطلة

    • زائر 6 | 9:49 ص

      النظام

      ها النظام خلق في البحرين " طائفيه ستان "

    • زائر 5 | 9:22 ص

      ردا غلى القبطيات والأقباط والديانات الأخرى والدين عند الله الإسلام؟!!

      قد يقول البعض أو قد يكون لدى بعض العرب عدم معرفة أو عدم علم أو عدم إدراك بتصنيفاتهم أو تصنيفهم. فمنهم عجم كما منهم أعراب مستعربة كما منهم أعجام مستعجمه كما منهم عرب. هنا من المعجم عجم وعرب فيقال بأصولها ومن أين جاءوا؟ فإذ كان آدم من الأرض - فالناس من تراب لكن البعض لا يحب أصله ولكن منفصل أو من فصم (...). فعلى الرغم من أن الكرة الأرضية أراضي وأمصار إلا أنها أقاليم. فقد يكون ليس كمن ولد في اليمن أو كمن ولد في الصين أو كمن ولد لمصر أم الدنيا. قد لا تكون فيها دناءه أو وطائه لكنها أم الدنيا!

    • زائر 3 | 6:42 ص

      نسوان أو نساء أو رجال بدون أرجل لكن يمشون على الأرض دواب يقال لهم!

      فبعض البشر في حياته سرية منها ما في الكنائس ومنها ما في بيت من بيوت ليست لله لكن موجوده في البحرين يقال لها معبد يهود. كما من المجالس في مجالس للنسوان ومجالس للرجال وفي مجالس طرب وغنه. بينما توجد مجالس من نوع خاص مثل مجالس الزار وإحضار الجن أو الأرواح الشريرة. هنا في البحرين يعني يقال أن من المسلمين ولا يقال من عبدت الشمس أو عبدت النار. فعبدت الشمس قد يكون كهنة وعبدت نار محضرين الأرواح الشريرة – يعني ليسوا من أنصار الحسين ولا من أنصار آل بيت محمد فمن أين أتوا؟

    • زائر 2 | 2:16 ص

      يبه طالما توجد عقول قابلة للاستحمار فهناك الكثير من يستحمرها

      هناك عقول قابلة وجاهزة لأن تستحمر وتركب على ظهرها فمن الطبيعي ان يستغلها اصحاب الاطماع. عقول فهمت دينها بالمقلوب فإذا بهم يقتلون الناس على المعتقد

اقرأ ايضاً