العدد 4055 - الأحد 13 أكتوبر 2013م الموافق 08 ذي الحجة 1434هـ

اعتقال مئات الاشخاص بعد اعمال شغب في موسكو على خلفية عنصرية

اعتقلت شرطة موسكو حوالى 400 شخص بعدما شهدت العاصمة الروسية احد اسوأ اعمال الشغب الاتنية منذ سنوات اثر مقتل شاب روسي على ايدي مهاجر يعتقد انه من القوقاز.

واعلن رئيس بلدية موسكو الاثنين(14 أكتوبر/تشرين الأول2013) عن عمليات واسعة النطاق للشرطة بعد اعمال الشغب التي اوقعت ثمانية جرحى.

وقال رئيس البلدية فلاديمير سوبيانين بعد اجتماعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "لقد تقرر خلال هذا الاجتماع تعبئة قوات اضافية لاعادة الامن بما يشمل اجهزة مراقبة الهجرة".

وانطلقت تظاهرة كان يفترض ان تكون سلمية في منطقة بيريوليوفو في موسكو احتجاجا على مقتل ايغور شتشربكوف (25 سنة)، الشاب الذي كان يسكن الحي وقتل طعنا بسلاح ابيض الخميس امام رفيقته، لكنها سرعان ما تحولت الى مواجهات دامية مع الشرطة.

وادت المواجهات الى تحطيم واجهات مركز تجاري في جنوب العاصمة الروسية.

ورددت الحشود "روسيا للروس" وهتافات اخرى قومية خلال تظاهرة ضمت حوالى الف شخص في المنطقة الصناعية جنوب موسكو.

واعلنت الشرطة مساء الاحد انها اوقفت 380 شخصا بسبب اعمال الشغب هذه وانها تستجوبهم في اطار التحقيق الذي فتح بتهمة "اثارة الشغب".

ثم اعتقلت الشرطة 14 قوميا على متن قطار كان يغادر المنطقة.

ثم استقدمت شرطة موسكو مئات العناصر من التعزيزات في محاولة لوقف اعمال الشغب.

والهدف الاول لانتشار الشرطة هو سوق الخضار في ضاحية بيريولوف الذي تعرض لهجوم الاحد. وهذا السوق يمد العاصمة الروسية بالخضار والفاكهة الاتية في غالب الاحيان من جنوب البلاد ودول مجاورة في القوقاز وآسيا الوسطى، ويوظف العديد من المهاجرين، سواء كانوا من رعايا هذه الدول او مهاجرين غير شرعيين او مواطنين روس يتحدرون من جمهوريات القوقاز في جنوب البلاد.

وكان المحتجون، وغالبيتهم من الشبان وبينهم قوميون متشددون، اقتحموا مركز بيريوزا التجاري في مقاطعة بيريوليوفو (جنوب العاصمة الروسية) وضربوا الحراس وحطموا عدة واجهات زجاجية قبل ان يحاولوا احراق المبنى، بحسب اذاعة صدى موسكو.

بعدها انتقل المهاجمون الى مخزن خضار مجاور فحطموا ابوابه ايضا، وقد استهدفوا هذا المخزن لان العديد من المهاجرين يعملون فيه، علما بان السكان يحملون هؤلاء العمال الاجانب المسؤولية عن ارتفاع مستوى الجريمة في هذه المنطقة، كما افاد مصور وكالة فرانس برس، مشيرا الى ان المهاجمين رددوا خلال تحركاتهم هتاف "روسيا للروس".

وحطم المحتجون ايضا نوافذ ومصابيح شاحنة كانت متوقفة امام المخزن، قبل ان يتفرقوا، بحسب مصور فرانس برس.

من جهتها دعت رابطة المهاجرين في روسيا الاجانب في موسكو الى عدم الخروج الى الشوارع الاحد، محذرة اياهم من خطر التعرض لهجمات يشنها "قوميون عدوانيون".

وقد قتل شتشربكوف ليل الخميس في تلك المنطقة فيما كان في الشارع مع رفيقته.

وتبين من صور كاميرا المراقبة ان القاتل الذي تمكن من الفرار، "ليس من اصل سلافي" وربما يكون من القوقاز ما دفع بالقوميين الى الاعتقاد بان القاتل من العمال المهاجرين المسلمين.

وقالت صحيفة "كومسومولسكايا برافدا" الواسعة الانتشار ان الرجلين تعاركا بعدما قام القاتل باهانة صديقة الشاب الروسي.

واكد السكان انهم متيقنون انه مهاجر غير شرعي ودعوا السلطات الى تعزيز مكافحة الهجرة غير الشرعية في موسكو.

وفتح تحقيق جنائي بتهمة القتل وعرضت الشرطة مكافأة مالية قدرها مليون روبل (22800 يورو تقريبا) لمن يساعد على اعتقال القاتل المفترض، وفق ناطق باسم قوات الامن المحلية نقلت تصريحاته وكالة ايتار تاس العامة.

وكانت مكافحة الهجرة غير الشرعية الموضوع الاول الذي تطرق له المرشحون الى رئاسة بلدية موسكو، وقد وقعت عدة هجمات ضد اشخاص اوضاعهم غير شرعية مع اقتراب موعد الاقتراع في الثامن من ايلول/سبتمبر.

وتستقبل روسيا التي تفتقر الى اليد العاملة لا سيما بسبب ازمة ديموغرافية كبيرة، ملايين المهاجرين من الدول الاسيوية والجمهوريات السوفياتية سابقا.

ويعمل هؤلاء المهاجرون عموما في السوق السوداء في مصانع نسيج او ورشات واسواق في موسكو وكبرى المدن الروسية ويعيشون في ظروف شديدة الصعوبة.

وسبق ان شهدت مدن كبرى مثل موسكو توترات في السنوات الماضية بين الروس والمهاجرين من دول شمال القوقاز المسلمة وكذلك من دول مسلمة من جمهوريات آسيا الوسطى.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً